لإخفاء الحقائق و الأسرار… إمّا القتل أو الموت السّريري

mainThumb

13-06-2013 02:11 PM

بعد القبض على صدّام حسين عجّلوا بقتله لتدفن معه كلّ الأسرار الخطيرة و المهمّة، و قد كان من المفروض أن يحاكم في عدّة قضايا و لكنّهم حاكموه في قضيّة واحدة أو بعض القضايا، و عجّلوا بقتله لتدفن معه كلّ أسرار التّلاعب و التّآمر الإستخباراتي الغربي و الأمريكي بالخصوص.
 
و في ما يخصّ أسامة بن لادن فقد تزامن التخلّص منه مع قرار أوباما سحب قوّاته من أفغانستان و هذا التزامن ليس من محض الصدفة، فبعد اتّخاذ هذا القرار لم تعد الحاجة لبعبع و فزّاعة بن لادن من أجل تبرير التّواجد و الحرب في أفغانستان، و كالعادة الولايات المتّحدة الأمريكيّة و النّظام الدّولي الغربي يتخلّص من كلّ عميل و يرميه رمي الكلاب و لا يعير اهتماما له بعد انتفاء الحاجة له و انتهاء صلاحياته و قد فعلوها مع أكبر عميل لهم شاه إيران قبل القادة العرب و لكن هل من معتبر.
 
أمّا بالنسبة لمبارك أكبر عميل لهم و للصهاينة فقد تخلّوا عنه، و راهنوا على الجيش من بعده، و لكن و الحمد لله تحت الضّغط الشّعبي و الإسرار الشّبابي لم يتمكّنوا من تنفيذ برامجهم في تسليم السّلطة في مصر لأطراف موالية لهم و للكيان الصهيوني، و قد تزامن الإعلان عن دخول حسني مبارك في موت سريري بل أجزم أنّهم أدخلوه في موت سريري مع التصريح بالنتائج التي جرت بما لا تشتهيه أمركا و إسرائيل و عملائهم في مصر.
 
أما في ما يخصّ رئيس الاستخبارات المصريّة عمر سليمان يمكن اعتباره صندوقا أسودا لكل التآمر الصهيو أمركي و بالطّبع يجب أن لا يبقى هذا الصندوق في متناول من هبّ و دبّ و من الضرورات الاستخباراتيّة التخلّص منه و إتلافه و تدميره، و قد ذهب إليهم بقدميه و كم كان ضبعا و مغفّلا فقد كانوا ينتظرون الفرصة السانحة للانقضاض عليه و قد سلّم نفسه لهم على طبق من ذهب و قد تخلّصوا منه بعد أن زارهم من أجل العلاج و قد عالجوه معالجة نهائية لا يستحق بعدها تطبيب أو علاج.
 
و بالطّبع هناك عدّة تساؤلات عن ملابسات قتل القدّافي و لكن حتّى و إن نجا من الثوار فمصيره سيكون مثل مصير زميله صدّام و قد قالها بنفسه في أحد اجتماعات الجامعة العربيّة فلا شكّ في أنّهم كانوا سيسارعون بإعدامه لتدفن أسرار التآمر الغربي معه مثل ما فعلوا مع من سبقه و من بعده لتحجب تفاصيل الأدوار القذرة التي لعبها معهم طيلة فترة حكمه.
 
أمّا الرئيس التونسي زين العابدين بن علي فقد ضمنوا له مكانا آمنا عند خدّامهم في الخليج و لا شكّ أنّهم أجبروه على الصّمت و أنذروه و هدّدوه بالتصفية إن تكلّم و لهاته الأسباب هو لم يتكلّم إلى الآن و لن يتكلّم مستقبلا و إن تكلّم فلن يرحموه و ستكون نهايته مثل نهاية من سبقوه من العملاء الذين باعوا شعوبهم و أوطانهم و هذا مصير كلّ وغد و خائن راهن على الغرب المتربّص بنا و بأوطاننا منذ قرون.
 
و آخر الدّاخلين في موت سريري عندنا في تونس بسجن المرناقيّة قرب العاصمة وزير الداخلية الأسبق عبد الله القلال الذي نفّذ جريمة سحق الحركة الإسلامية في بداية التسعينات بتعليمات صهيو أمريكية بالطبع، فقد اتّخذ النّظام الدّولي الجديد و على رأسه الولايات المتّحدة الأمريكيّة الإسلام السياسي عدوّا بعد انهيار الإتحاد السفياتي سنة 1989 و أدخلنا تحت سيطرة القطب الواحد الذي تسبّب في كثير من الدّمار في عالمنا العربي و الإسلامي و سحق شعوبا و دولا طيلة العقدين المنصرمين.
 
 

* نائب سابق كاتب و محلل سياسي تونسي



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد