الكيان الصهيوني وليس إيران عدو الأمة

mainThumb

12-01-2014 01:35 PM

لا شك أن الأمة العربية تمر بمخاض عسير حيث اختلط الحابل بالنابل الجميل بالقبيح المناضل بالمقاول منذ احتلال العراق الشقيق عام 2003م ، وزاد هذا الخلط بعد الأحداث الأخيرة المسماة بالربيع العربي والذي في حقيقته ليس ربيعا ولكن خريفا أصفر رغم البداية المشجعة له حيث بدأت بأكبر عملاء أمريكا وكأنها حالة تغير ثوري على أنظمة تجاوزها العصر وتلك هي الحالة التي بدأت ثورية في تونس وثم مصر ولم تكن الظروف نفسها في ليبيا التي كانت حربا عالمية أدت لإسقاط العقيد الشهيد معمر ألقذافي رغم كل الملاحظات على حكمه ، ولكن ما حدث في ليبيا احتلالا أجنيا دعمه وموله الخونة من الأمة وخاصة الإعراب وكل من شارك مع الناتو في تدمير الشعب الليبي حتى وجدنا نفس الأدوات الرخيصة من جهادي النكاح ينتقلون من ليبيا لسوريا حتى رأى العالم كله أولئك الأوغاد السفلة بعد التصفية الهمجية للعقيد معمر ألقذافي الذي كان جريحا أو على وشك الموت وهم يتوعدوا بتكرار نفس السيناريو في سوريا ، ورفع أحدهم إشارة V ) (النصر) وقال الدور القادم لبشار الأسد ، ومن المفارقات أن يقتل هذا الوغد المأجور في سوريا  سحقا تحت أحذية حماة الديار .

هؤلاء الهمج عندما كانوا في ليبيا لم يثيروا نزعات طائفية لأن ليبيا كلها تقريبا دولة إسلامية على المذهب السني إذا جاز التعبير ونحن نخجل والله من ذكر هذه التصنيفات ولكن عندما ذهبوا لسوريا وحسب ما طلب منهم أثاروا كل تلك النعرات الطائفية والقتل على الهوية وذلك لتنوع المجتمع السوري وأعطوا حربهم الموجهة صهيو أمريكيا ضد الشعب السوري شكلا دينيا طائفيا وهذا لم تعرفه سوريا المتحضرة كمجتمع مدني متنوع الأديان والمذاهب ولا تزال الحرب على أشدها رغم الفشل والهزائم المتلاحقة التي ألحقها الشعب السوري وجيشه الباسل بتلك المجاميع الإرهابية الظلامية التي ربطت نفسها مع الشيطان الأكبر أمريكا الصهيونية كما يصفها الإمام الخميني رحمه الله .

ولأن الحرب على سوريا لم تنجح ولم تنجح وهناك حسابات قادمة سوف تسقط كل الأنظمة التي دعمت الإرهاب وسلحته نفاقا لأمريكا الصهيونية حيث أوشكت شمسها على المغيب ومدة صلاحيتها على الانتهاء فهي تقاتل معركتها الأخيرة .

 لذلك لجأت لكل الأسلحة وأخطرها إثارة النعرات الطائفية والدينية لمجتمع متحضر لم يعرف هذه الأمراض ، ولتوسيع الخلاف وزيادة الانشقاق أدخلوا جمهورية إيران الإسلامية  في هذه الحرب لتصوريها وكأنها حرب سنية شيعية والحقيقة غير ذلك لأن إيران قبل الثورة الإسلامية كانت الحليف والصديق الصدوق لكل هؤلاء الإعراب الهمج الخونة وعندما كانت تجمعهم المظلة الأمريكية مع الكيان الصهيوني وكل ما يدعوه من اعتداء إيران واحتلالها لأراضي عربية كانت في الحقيقة في عصر الشاه المخلوع ولكنهم لم يقولوا كلمة واحدة حتى لا يغضبوا شرطي أمريكي في المنطقة شاه إيران المخلوع محمد رضا بهلوي .

نعم هناك في السياسة الإيرانية ما نختلف معها عليه 100% ولكن أن يصل الاختلاف بين دول الجوار للعداء والحرب فتلك مخاطر لا نقبلها .

نختلف مع إيران على دورها في العراق فهذا لا يخدم العلاقات بين العرب  وإيران كدول جوار ولكنه أي العداء لإيران  يحسب أوراق  لخدمة أمريكا الصهيونية للضغط على الطرفين العرب وإيران معا وهذا هو الدور القذر لمحميات الخليج العربي المحتل ، ولكن الخطر الذي نحذر منه انخراط الكثير من السياسيين والنخب للعداء لإيران وليس الاختلاف معها فقط ومن هؤلاء محسوبين على الصف الوطني والقومي وهذا أمر خطير للغاية لأن إيران دولة أساسية في المنطقة وليست دولة وظيفية  والخلاف معها جائز بطبيعة ألأشياء ولكن العداء معها حماقة لا تخدم إلا أعداء الطرفين ، والاصطفافات اليوم الموجودة لم تعد مع أو ضد إيران أو سوريا ولكن مع المشروع الأمريكي الصهيوني أو في الخندق الآخر المعارض للمشروع الأمريكي الصهيوني ويوجد به في  الطبيعة إيران وسوريا وحتى روسيا والصين والأحرار في أمريكا اللاتينية وما أصبحنا نسمعه من بعض السياسيين الانتهازيين مقلق للغاية ، فمن كان يصدق أن واحد مثل المعارض السوري موشيل كيلو يتحول من معارض إلى بوق مأجور لــ ال سعود الخونة .

وعلى الجميع تحمل مسؤولياتهم وتوجيه بوصلة النضال والكفاح نحو العدو الأساسي للأمتين العربية والإسلامية وهو العدو الصهيوني ومن يقف خلفه أما غير ذلك فهو ثانوي وهناك من يريد أن نبقى نقاتل معارك وهمية على حساب معركتنا الحقيقية ليس عن جهل كحال السياسيين وبعض المثقفين ولكن هؤلاء أصبحوا جزء من المشروع الأمريكي الصهيوني الأكبر منهم .

نعم للحوار مع إيران وألف لا للعداء معها لان إيران ببساطة ليست هي عدوا ، ولا عزاء للصامتين . 
 
Alrajeh66@yahoo.com                                                                                                                                                                  



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد