زيارة قداسة البابا لتعزيز الحوار أو لزيادة الشقاق ؟!

mainThumb

12-05-2009 12:00 AM

عبد الهادي الراجح

لا شك أن زيارة الحبر الأعظم قداسة البابا ( بندكتويس السادس عشر للمنطقة هي زيارة تاريخية بكل معنى الكلمة وذاك انطلاقاً من مكانة الرجل ورمزية الرجل في الكنيسة الكاثوليكية وما ترمز له في الغرب والشرق على السواء أن يأتي قداسته بهذه المنطقة الملتهبة ذات الغالبية المسلمة والمتعددة القوميات فهو أمرا مرحبا به خاصة على ضوء ما بشرت به عصابة المحافظين الجدد في واشنطن سياسيين ومثقفين على السواء وهل ننسى صرخات هين توغون المجنونة في صراع الحضارات وفوكو ياما في نهاية التاريخ والتي أصبحت الإنجيل الجديد لعصابة المحافظين الجدد الذين غادروا مواقعهم لمزبلة التاريخ مجللين بالفضائح المالية الأخلاقية ناهيك عن الجرائم التي ارتكبوها بحق الإنسانية بغزو العراق وأفغانستان واستشهاد أكثر من مليون ونصف المليون إنسان وقتل مئات الآلف من المدنيين الأبرياء وفضائح السجون الأمريكية في الخارج والتي صدمت الإنسانية جمعاء .

وللأسف أقول إن قداسته قد شارك في تلك الحملة في محاضرته الشهيرة التي أثارت العالمين العربي والإسلامي وكل الدعاة الحقيقيين للسلام والمحبة وحقوق الإنسان وليسوا تجار المؤسسات الأمريكية المشبوهة بهجومه على الإسلام والمسلمين واصفاً الإسلام دين المحبة والتسامح بدين الكراهية وهي نفس المصطلحات التي استخدمتها عصابة المحافظين الجدد في الولايات المتحدة وذيولهم في تل الربيع المحتلة ومع كل ذلك أن يتراجع قداسته عن تلك التصريحات ولو بطريقة غير مباشرة وأن يأتي إلى منطقتنا فهذا مرحب به ولكن كان يحذونا الأمل أن نرى إدانة من قداسته للاحتلال الصهيوني في فلسطين ولجرائم الاحتلال المتواصلة بحق أهلنا الصامدين في فلسطين ولبنان والعراق وهولوكوست غزة بشكل خاص ورأيه بما يسمى بيهودية الدولة كما ينادي به صهاينة اليوم والذي سيكون بمثابة نكبة ثالثة حيث سيصبح مصير مليون ونصف المليون إنسان فلسطيني من الأراضي المحتلة عام 48 في مهب الريح ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث ولن يحدث بل وسبق لقداسته أن تواطئ على الاحتلال الأمريكي للعراق ولم نسمع منه يوماً في ضرورة إنهاء الاحتلال ولو جاء متأخراً خاصة على ضوء الجرائم الصهيوأمريكية والهولوكوست اليومي في ذلك البلد العظيم الذي كان آمناً مطمئناً حتى احتله الأشرار وجاءوا بعملائهم الصغار المتواجدين في الحكم اليوم وأرجعوا العراق العظيم إلى ما قبل العصر الصناعي .

إن البابا سيزور فلسطين المحتلة وسيبارك للاحتلال وسوف يرتدي القمص واليهودية وسيزور بما يسمى بضحايا الهولوكوست المزعومين ولكنه أبداً لن يزور ضحايا الهولوكوست الحقيقيين في فلسطين وغزة تحديداً وفي لبنان والعراق وسوف يدعو لقيام دولة فلسطين على الورق بجانب ما يسمى بدولة إسرائيل تماماً كدعوة المجرم جورج بوش وعصابته الذاهبون لمزبلة التاريخ .

بقي أن نقول أن زيارة قداسة البابا إيجابية لشيء واحد فقط هو التواصل والحوار ولكن للأسف سيكون المستفيد الأكبر هو الكيان الصهيوني ونحن في الوطن العربي والعالم الإسلامي لسنا بحاجة لمحاضرات البابا ولغيره عن التعايش فقد عاش العرب مسلمين ومسيحيين وحتى اليهود قبل قيام السرطان الصهيوني وساهموا في بناء أعظم الحضارات الموجودة في الشرق العربي والمنطقة ولم يعرفوا التعصب الدخيل عليهم والذي جاء مع الغزوات الاستعمارية التي ارتدت العباءة المسيحية والمسيحية منها براءة .

ومن وطننا العربي الكبير خرجت اليهودية والمسيحية والإسلام وبالتالي نحن لسنا بحاجة لنصائح من أحد للتعايش والسلام لأننا نحن أهلاً لكل ذلك تاريخاً وحضارة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد