نشميات .. عاريات

mainThumb

14-05-2009 12:00 AM

 في كل يوم تطالعنا صفحات الويب ، وهواتف شبابنا وشاشات حواسيبهم ( أشباه الرجال )، بفضيحة تمسّ أعراضنا ، وتجمّد الدماء في عروقنا . صبايا بأعمار دحنون الوطن ، وبنعومة فراشاته ، تتناقل أجسادهن وتأوهاتهن شاشات هواتفهم وحواسيبهم . مناظر تتجمد لها الدماء في عروقنا ، وينزّ الدمع من مآقينا حارا دبقا ، وتثور فينا عواصف من القهر و النقمة و الحقد والعار، عواصف من نار، لونها لون الدم ، ورائحتها رائحة الموت.
أفلام فاضحة لطالبات جامعيات ، تنتشر بين شبابنا ، أفلام لشابات لوّحت وجوههن شمس الوطن ، ولوّنتها بلون تربتنا السمراء . جوعهن من جوعنا ، وآثار حقولنا في أكفهن ، وذرات ترابها على أهدابهن . ولقيمات الكفاف بأفواههن ، وأصابع ، ما أشارت الا لمجد ، وألسنة ما نطقت الا بالستر ، ولا لحست الا ( العفاف) . وفجأة... ها هن يمارسن الرذيلة ، ويتفنن بالفحش والبغاء . ها هن تلميذات نجيبات في مدرسة (جراء) العولمة ، وعبيد منظريها ، وحراس مواخيرها .هاهن حفيدات من زغردن لصهيل خيلنا ، ومن جهـّزن (زوادات) فرساننا ، هاهن حفيدات خولة و أسماء ، ومن رضع الأبطال من أثدائهن الشرف و البطولة ، هاهن حفيدات اللواتي كانت عصابة رؤوسهن العفاف ، وزنارهن الإباء ،تلميذات نجيبات لجراء العولمة، وتجار الأجساد. .
هذي قطافكم ، ونتاج قرائحكم . صبيات غفل مغررات ، وشبيبة خلو من الرجولة ، تعلموا في مدرستكم فبرعوا في حفظ أسماء المطربات ، وموديلات السيارات ، وأنواع الهواتف ، وتفننوا في استعمال (البلوتوث والشات).......(عشمتمونا ) بالحضارة والمدنية والرفاه . وغرستم في أذهان عفيفات الوطن ، أن يأكلن بأثدائهن ، ويتاجرن بأجسادهن ، ويستمرئن الرذيلة ..... مسختم شبابنا، فتنكروا لنا ... لقيمنا... لأخلاقنا ، فما عدنا نعرفهم ، وما عادوا يعرفوننا .
حين كانت أنساغنا و خلايانا ، يروّيها دم عربي صاف ، خال من جراثيم العولمة والحضارة الزائفة ، كنا رجال ، كنا رجال، نثور وتتفجر براكيننا وحممنا ، اذا مست أعراضنا .
أواه .... ما بالنا استحالت دموعنا مياه آسنة ! ودماؤنا تبدلت بدماء خنازير ! هل النخوة العربية كذبة كبرى ، كتبت فقط لكتب التراث ، ولليالي السمر والتهريج ؟ هل نزع الحياء من ضمائرنا ؟ و هل تكلست وجوهنا ؟ وأطفئ دفق الضياء في عيوننا ؟

تبا لكم أيها الغرباء عنا ... تبا لأخلاقكم ولأفكاركم ... تبا لكل ما استوردتم لنا . هاهي جامعاتكم ، ومعاهدكم ، ومراكز أبحاثكم ، وشياطينكم في كل مفاصل حياتنا ، أسألوهم كم مركبة فضاء أرسلوا ، وكم (نظرية علم) طوروا، كم حقلا ميتا استصلحوا ، كم جائعا أطعموا ، وكم مريضا عالجوا . أيها الليبراليون يا تلاميذ ( سام) ، لا أنتم منا ولا نحن منكم ، أرحلوا عنا ، واعلموا أن لكم دينكم ولنا دين .
أواه يا زمن.... صرخة حرّى ، من قلب أردني ، عشق هذا الوطن ، وأحب مفرداته ، من ألفها ليائها ،وآمن بقيادته . يا دعاة التغريب ، إلى أين أنتم ذاهبون بنا ؟ كيف نحمي أعراضنا وأنتم تشاهدون ، ولعلكم تساهمون في ما يجري ؟ تبا لما علمتمونا .... ها قد جاء الزمن الذي نقول فيه لكم : نريد أن نموت ، و لا نرى نساءنا عاريات، على شاشات الجوالات ، ولا أزيد قولا عن عرار :

إنا نيام ، وانتم مغمضون على قذى ، فماذا عسى يأتي به الفرج؟
فليبك من شاء ، من يأس يكابده ولتنفطّر من أسى أفلاذها ،المهج


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد