دربك خضرا إيميلي العزيز!!

mainThumb

18-05-2009 12:00 AM

ياحسرتي على تلك الدنيا الغريبة والتي بات كل شيء فيها يسرق، فالمال يسرق، والطفل الرضيع يسرق، والأمانة تسرق، والخزينة تسرق، حتى القلب يسرق، والحب والحنان يسرق، فلم يعد أي شيء في هذه الدنيا صغيرا أو كبيرا ماديا أو معنويا إلا ويسرق.

ما دعاني لقول تلك المقدمة (السّرقيّة) هو معايشتي ومعاناتي لساعات مع سرقة من نوع آخر، ذلك النوع الذي أسميته (السرقة الإلكترونية)، والتي تمثلت بسرقة بريدي الإلكتروني أو ما نسميه (الإيميل)، فحتى ما نملكه ونحفظه برمز سري خاص بات يسرق عن بعد دون علم أو ملاحظة، فالسرقة باتت عنوانا أساسيا للكثيرين في تلك الحياة وربما أن الحياة لاطعم لها عندهم دون أن تتزين أو تطرز بالسرقة.

أظن أن من تسلل خلسة وقام بتلك السرقة الإلكترونية ربما أنه ظن بوجود تصميم جديد لقنبلة نووية!! أو أنه كان على يقين بأنه سيجد ماعجز عنه (البرادعي) من وثائق تثبت بوجود أسلحة دمار شامل ربما أنني قمت بإخفائها في (حوش)بيت جدي، أو أن تلك الوثائق التي تبين مكان تلك الأسلحة كانت مخفية داخل ذلك الإيميل والذي ربما يحوي بداخله الكثير من الألغاز والشيفرات التكنولوجية والحربيّة التي يصعب فكها أو حلها.

فإلى ذلك (الهاكرز) المحترف والذي تسلل خلسة كاللص وروّع تلك الرسائل البريئة التي يحتضنها ذلك الإيميل، والذي أظنه كان على يقين تام بأنه سيصبح في نظر الكثيرين وطنيا محبا ومخلصا وغيورا لا أقول لك إلا مبروك عليك الإيميل واللي فيه، فإن ظننت بوجود قنبلة نووية أقول لك بأنك غلطان لأنك ستجد رسالة ترحيبية مغناة وعنوانها (يابيرقنا العالي) وإن ظننت بوجود وثائق أسلحة دمار شامل فبكل تأكيد ستجد مكانها( فدوى لعيونك يا أردن) بصوت عمر العبداللات، وإن كنت على أمل بوجود رسائل تحريضية أوماشابه ذلك فلن تجد مكانها إلا ذلك المجسّم المطرز بالتاج والذي يعلوه الكلمات التالية:(الله الوطن الملك) فإلى ذلك المتسلل لا أقول لك إلا: مبروك عليك الإيميل واللي فيه ودربك خضرا إيميلي العزيز.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد