الخطب المنبرية الجاهزة .. !
وسألت صاحب المكتبة,عن سر الطلب على هذا الكتاب,فأخبرني, بأن الوعاظ يتوزعون على المساجد,ويحتاجون إلى هذا الكتاب ومثله,لاختيار ما يناسبهم من خطب ومواعظ،يلقونها في الدرس الديني،أو في خطبة الجمعة.
وتابع صاحب المكتبة قائلا:أنا شخصياً, أحفظ جميع الخطب المنبرية،لكن الذي لا أكاد أفهمه،لماذا يتحول الواعظ،أو خطيب المسجد,بعد دقائق فقط من خطبته إلى مقاتل شرس،.. لكنه والحمد لله،يعود للهدوء مرة ثانية،ويتظاهر بمهارات التفكير السليم،فيطوي الورقة في جيبه,ويدعو للناس بالمغفرة,وهذا أفضل ما في خطبته.
وفيما أنا استمع إلى هذا الرجل,وثب إلى ذهني أسطر من خطبة الحجاج،يوسف الثقفي,سفاح العراق بلا منازع, حملونا على حفظها،والإعجاب بها,عندما كنا صغاراً لا نميز في المحفوظ بين قول وقول,فكم مرة طلب منا في الدرس, أن ننهض لنلقي في نغمة الخطباء, قول الحجاج" أنا ابن جلا وطلاع الثنايا,متى أضع العمامة تعرفوني،.. إني _ والله_ لأرى أبصاراً طامحة,وأعناقاً متطاولة،ورؤوساً قد أينعت,وحان قطافها,وإني لصاحبها,كأني أنظر إلى الدماء ترقرق بين العمائم واللحى,.." فهل فتح يومئذ المعلم,أبصارنا لنكره صاحب هذا القول,حتى لو كانت بشاعة معانيه لبست ثوباً لفظياً من حرير؟!هل أوحى لنا المعلم يومئذ,بأن نتساءل,ماذا تكره يا حجاج من الأبصار,إذا طمحت,والأعناق إذا تطاولت؟! وماذا نصنع برجل مولع بقطع الرؤوس,وحب الدماء؟!أوليس علينا أن نحيل هذا البطل المزعوم,وتاريخه المجيد,إلى الطب النفسي؟!
وتذكرت خطبة زياد بن أبيه،وخطبة عبد الله السفاح,وهو من قال مفاخراً في أول خطبة له في جموع المسلمين المساكين:" أنا السفاح المبيح,والثائر المتيح..!" فهل تستحق مثل هذه الخطب,أن نحفظها ونعلمها للأجيال؟! ألم نمل بعد من التكرار,وإعادة الكلام,والتهديد من على منابر المسجد؟! أما آن الأوان بعد, أن ندرك بأن هذا التاريخ ليس تاريخنا نحن،وإنما هو تاريخ أجدادنا كتبوه تحت ضغط العصور التي عاشوا فيها،وفي حدود الإمكانيات التي كانت متوافرة لهم؟!
وما هذه الخطب المنبرية,إلا جزء من هذا التاريخ الممزق,تاريخ الفرق والمذاهب,عبر فيها الخطباء على المنابر،عن مواقفهم الشخصية,وميولهم الخاصة,فلا نكاد نجد فيها علماً, ولا يظهر لنا منها سوى التهديد,والوعيد,بينما تكتفي بالتلويح بشعلة الدين,في الظلمات التي تدعي إنارتها.
إننا لا نزال حتى الآن,غير قادرين على فهم هذا التاريخ على حقيقته,فهو تاريخ الشخصيات,وقواد الجيش,ومادته هي,الحوادث, والأيام,والجواري،والقيان,وهو تاريخ مصطنع, لا يميز بين الحقائق والأساطير,وقد اعتمد مؤلفوه على الرواية في سرد الأحداث،والمعجزات,والخوارق, في صنع النتائج, لكنه يخلو من شرح عقلي للحوادث التاريخية.
إننا نقرأ الكثير من صفحات هذا التاريخ,وهي منقوصة مشوهة, وتخالف العقل, والمنطق أحياناً, ونظرا لارتباط هذا التاريخ بالدين الإسلامي,فقد أصبغنا عليه صبغة القداسة,فلا نكاد نبحثه بحثاً علمياً,وتركناه على ما فيه من خرافات, وأوهام,وكله درجات من الانحراف والسقوط.فلماذا نتعبده؟!
إن اللجوء إلى الخطب المنبرية الجاهزة,وغيرها من كتب التراث الإسلامي,نوع من الهروبية والانهزامية,والفشل في مواجهة الواقع.وإن الوعظ والإرشاد،والخطب المنبرية,تستمد تقبلها من جموع المسلمين,ليس من التكرار,وإنما من التجديد المستمر,والتجديد مؤشر على نضج الممارسة العقلية,وتحمل الإنسان مسؤوليته,في التعبير عن تجربته الذاتية, ورؤيته المتجددة لقضايا عصره,فإذا مارس الإنسان هذا الحق المشروع بحرية وشجاعة,كان مؤهلاً لحمل المسؤولية,والوقوف أمام الناس واعظاً,أو خطيباً,يرفع صوته,ويسكت له الجميع.
أحلام تثير الجدل: لا أُسلف المال حتى للمقرّبين
انهيار في بئر ارتوازي بالعقبة ومواصلة الجهود لإنقاذ شاب عالق
إيران تحصل على معلومات حساسة وتهدد بضرب منشآت إسرائيل النووية
حالة الطقس في المملكة حتى نهاية الأسبوع
بعثة حج القوات المسلحة تعود إلى أرض الوطن
نشر 700 عنصر من مشاة البحرية في لوس أنجلوس
النشامى ينهي تحضيراته للقاء العراق الثلاثاء
العيسوي يرعى مهرجانا بمناسبة الأعياد الوطنية
التحقيق مع 3 أشخاص ألحقوا أضراراً بمركبة إسعاف في معان
ترامب: لا أريد حرباً أهلية في الولايات المتحدة
ماكرون: منع دخول المساعدات إلى غزة أمر فاضح
جرش تحتفل بتأهل المنتخب للمونديال
خبراء يكشفون أهمية كلمة الملك خلال مؤتمر المحيطات
أرنولد: أنا هنا لقيادة المنتخب العراقي إلى نهائيات كأس العالم
كم يبلغ سعر كيلو الأضاحي البلدي والروماني في الأردن
في الأردن : اشترِ سيارة .. وخذ الثانية مجّانًا
إلغاء وظيفة الكنترول بشكل كامل في الأردن
أسماء ضباط الأمن العام المشمولين بالترفيع
قرار من وزارة العمل يتعلق بالعمالة السورية
الملكة رانيا: ما أشبه اليوم بالأمس
خلعت زوجها لأنه يتجاهل هذا الأمر قبل النوم .. تفاصيل لا تُصدق
فيفا يمنح الأردن 10.5 مليون دولار بعد التأهل إلى كأس العالم 2026
كتلة هوائية حارة قادمة للمملكة من الجزيرة العربية .. تفاصيل
للأردنيين .. تحذيرات هامة من الأمن العام
تنشيط السياحة توضح موقفها من حفل البتراء المثير للجدل
رحيل مفاجئ .. سبب وفاة سميحة أيوب يهز المواقع
زيت الزيتون أم زيت الأفوكادو .. أيهما الأفضل لصحتك