نظرة لسير امتحان الثانوية

mainThumb

11-07-2009 12:00 AM

قبل أيام انتهت امتحانات الثانوية العامة، وقدم كل طالب على أوراق الإجابة ما في جعبته من معلومات، تعب في مذاكرتها طوال أربعة أشهر، وأمسى ينتظر الصباح الذي ينبلج عن نتاج ما قدم، وي?Zسعد هو وأهله بنجاحه ثم باستقبال حياة ثانية وتجربة جديدة تتمثل بالحياة الجامعية.

وأما من أخفق في دراسته ثم في النتيجة، فليس ذلك هو نهاية العالم، فهناك فرص أخرى لإعادة الكرة وتلافي أخطاء الماضي والحصول على نتيجة أفضل، ولكل مجتهد نصيب...

اللافت ما بين الدراسة والنتيجة أن ظروف الامتحان قد تقسو على البعض، وتسهّـل لآخر، وقد تظلم شخصا بوضعه في حالة توتر وآخر تضعه في حالة من الدلال وفيض من التسهيلات الى تصل في بعض الأحيان الى مخالفة القانون!، ومحاباة طالب على حساب آخر ثم منطقة على حساب أخرى، فكم من طالب أخفق في أمتحانه للظروف التي وضع فيها أثناء سير الامتحان، وكم من طالب تفوق وحصل على معدل عال نتيجة الدعم اللوجستي الذي يقدم له أثناء سير الامتحان على مرأى ومسمع زملائه الذين يحسون بالغبن والغيظ لما يرون، يرون قمعهم وافلات غيرهم، يرون منعهم واعطاء غيرهم لاعتبارات كثيرة آخرها المعرفة والواسطة وأولها السلطة وما بينهما تتعدد الاعتبارات.

عندما يتقدم الطالب للتنافس على مقاعد الجامعة، تعامله الجامعة على أنه رقم، وهذا الرقم يحق له كذا لأنه مرتفع! وهذا الرقم له كذا لأنه منخفض والرقم كذا ليس له عندنا مكان!، وينسون أن هذا الرقم قد تكون دخلت عوامل كثيرة في رفعه الى الحد الذي هو عليه! غير دراسة الطالب وإن كانت الدراسة عليها المعوّل الأول لكنها لا تصل الى الكمال، ..وكم سمعنا عن امتحان للتنافس لدخول الجامعة يكون هو المقياس للطالب وليس امتحان الثانوية فقط وما زلنا ننتظر.

لقد ضبطت لجان الامتحانات حالات غش كثيرة، وحُرم طلبة كثيرون، لكن السؤال الذي يتبادر الى الذهن دائما كم عدد المحرومين الذين طبق عليهم القانون بشدة؟، وحرم من أجل قصاصة صغيرة لم يستخدمها، وكم عدد الذين غفلت عنهم أعين المراقبين، وكم عدد الذين رعتهم أعين وسهلت لهم سبيلهم حتى يحصل على معدل مرموق يليق به وبذويه، الذين لديهم الاستعداد لدفع الغالي ليصل ابنهم الى الجامعة ويدرس التخصص الذي يريد ثم يأخذ الوظيفة التي يريد.

الحكومات في كل الدنيا تعطي الموظفين الذين يعملون في وظائف حساسة رواتب مجزية من أجل أن يقوم بعمله دون إملاء من أحد، وحتى لا يقع هذا الموظف في وقت ما تحت وطأة الحاجة أو الخوف فريسة للرشوة والابتزاز، كالقضاة وموظفي الجمارك والشرطة وغيرهم، ولا أجد أن عمل هؤلاء أخطر من عمل الذي يرسم مستقبل البلد برسم مستقبل أبنائه من خلال الدراسة والتدريس والإشراف على امتحانات الثانوية العامة.

التجاوزات التي رصدتها بعض القاعات في امتحان الثانوية، كانت مؤشرا بسيطا لما يحصل في قاعات كثيرة لم ترصد إما تحت عنوان – ما بدنا مشاكل- أو تحت شعار – ما حدا داري- وكلاهما فساد واضح وصريح يؤشر الى خطورة الوضع وقد حان الوقت لوضع الحلول لتخفيف سطوة امتحان الثانوية لتخفيف هذه الأساليب وتقديم طالب حسب مقاييس تقويم صادقة ومتوازنة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد