كابوس إسمه الخلع!!

mainThumb

07-07-2009 12:00 AM

هناك ظاهرة سلبية أصبحت تتفشّى داخل مجتمعنا الأردني، وتزداد يوما بعد يوم، وتلك الظاهرة تمتاز بأمر غير مقبول، ذلك الأمر يتمثل بأن المرأة تصبح هي الرجل، وهي صاحبة القرار في (خلع) ذلك الرجل من (شروشه)، ووضعه خارج نطاق الخدمة ليصبح رجلا (لايمكن الإتصال به)، فتقوم بخلع ذلك الزوج بكل جرأة دون النظر أو العلم بالعادات والتقاليد التي جبلنا عليها منذ وقت طويل مضى،فلا تعرف أمامها طريقا إلا باب المحكمة لتقف أمام فضيلة القاضي وتقول بالفم المليان: (سيدي الشيخ بدي أخلع جوزي).
إن تلك الظاهرة السلبية التي استفحلت أمامنا تجعلنا نقف لبرهة ونفكر ماالذي أوصلنا إلى هذا الأمر المخزي والذي تتحول فيه المرأة إلى رجل، أو بالأحرى إلى (وحش كاسر) يجعل تلك الأنثى تفقد كل معاني أنوثتها ورقتها؟ لتتحول تلك الرقّة إلى قساوة وتمرد يصعب السيطرة عليه، فهل التحضّر والتطوّر والإنفتاح على الغرب والشرق هو السبب بتلك الآفة التي تظهر في مجتمعات لم تعرف إلا المحافظة والإحترام؟ ذلك الإحترام الذي يبين للرجل وللمرأة كل مالهم وما عليهم من حقوق وواجبات والتي باتت تلك الحقوق والواجبات في عصرنا الحالي مجرد حبر على ورق، فالكثير من النساء لم يعدن تلك (القطّط الأليفة) التي تحنو على بيتها وزوجها وأبنائها، فبمجرد أول نقاش حاد بينها وبين شريك حياتها لاتعرف إلا طريقا واحدا، ذلك الطريق الوعر المؤدي إلى مكان يسمى (المحكمة).
عندما قرأت اليوم عبر صفحات السوسنة خبرا عن تلك الظاهرة وعن إحصائية بعدد حالات الخلع في المملكة أدركت بأن الدنيا (مو بخير)، لأن الرجل في تلك الحالة يجب عليه أن يعد للمليون قبل أن يقول لامرأته (وين رايحة)؟! أوقبل أن يطلب منها تعمله(كاسة شاي)!! أو ربما قبل أن يحكيلها (صباح الخير)، لأن ظاهرة الخلع تلك ربما أصبحت موضة عند الكثيرات منهن، ونعرف جميعا بأن أغلبية النساء يحببن ملاحقة (الموضة) والموديلات، وربما أن موضة الخلع أصبح الإقبال عليها كبيرا من قبل ذلك الجنس اللطيف، آسف أقصد الجنس (العنيف).
فالمعذرة إن كان أحد من ذلك الجنس اللطيف قد قرأ ما كتبت وبدأ بكيل المسبّات والشتائم بحقي، لأنني لم أكتب ذلك إلا من قهري مما أقرأ وأشاهد، فأنا لم أقصد إلا فئة واحدة من ذلك الجنس اللطيف وهي فئة (محترفات الخلع) ولم أجمل كل بنات حواء، لأن منهن المتّزنات العقلانيّات اللواتي يجعلن أزواجهن تيجانا فوق رؤوسهن مهما حصل من أولئك الأزواج، فالزوج في نظرهن ذلك الحاجز الذي لايجب تجاوزه تحت أي ظرف كان، لأنه إن تمّ تجاوز ذلك الحاجز فإن كل ما يحيط به سيكون مصيره إلى الضعف والهوان والخراب، ذلك الخراب الذي سيجعل من الأبناء ضحية لآفة واحدة إسمها (الخلع) أو (الطلاق) فكلاهما وجهان لعملة واحدة ولكن وجه العملة الذي إسمه (الخلع) وجه أقسى وابشع من الوجه الاخر الذي اسمه الطلاق.
عموما لابدّ لي أن أقدم نصيحة لأبناء الجنس (الخشن) معشر الرجال، تلك النصيحة تتمثل بأن أطلب من كل واحد منهم أن لايحاول طلب ولو (كاسة شاي)من (مرته) إلا بعد التأكد من أنّها (رايقة) على آخر مزاج ،وإلا ربّما سيكون مصيره في النهاية (خلع)من (الشروش) أمام باب أقرب محكمة شرعيّة.
majalimuathmajali@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد