جورجيا تسحب قواتها من اوسيتيا الجنوبية

mainThumb

10-08-2008 12:00 AM

قالت جورجيا إنها سحبت قواتها من إقليم اوسيتيا الجنوبية وإن القوات الروسية بسطت سيطرتها على تسخينفالي عاصمة الإقليم الذي يسعى للانفصال عن جورجيا.


وقالت ناطق باسم وزارة الداخلية الجورجية إن قرار جورجيا سحب قواتها من اوسيتيا الجنوبية لم يكن هزيمة عسكرية ولكنها خطوة ضرورية لحماية المدنيين من "كارثة إنسانية".

وأضفات جورجيا أن روسيا حشدت عشرة آلاف جندي إضافي روسي على منطقة الحدود استعدادا لشن غارة عليها.

وفي سياق التطورات الميدانية، فرضت سفن حربية روسية حصارا بحريا لمنع وصول الأسلحة والإمدادات العسكرية إلى جورجيا، وفق ما ذكرته وكالة أنترفاكس الأحد نقلا عن مصدر في البحرية الروسية.

وكانت الطائرات الروسية قصفت مطارا عسكريا قريبا من عاصمة جورجيا تبليسي.

ولم يرد أي تأكيد رسمي للهجوم رغم أن مراسل بي بي سي في تبليسي، جابرييل جايتهاوس، قال إنه سمع دوي انفجار قوي في الوقت ذاته.

وقال الناطق باسم وزارة الداخلية الروسي، شوتا أوتياشفيلي، إن القوات الجورجية تراجعت إلى المواقع التي كانت ترابط فيها يوم 6 أغسطس/آب أو اتجهت جنوبا أي تاريخ اندلاع أعمال القتال بينها وبين القوات الروسية.

انسحاب



وأضاف أوتياشفيلي لبي بي سي أن الانسحاب كان ضروريا بسبب الخسائر البشرية الفادحة التي سقطت سواء داخل جورجيا أو اوسيتيا الجنوبية على يد القوات الروسية.

وقال أوتياشفيلي إن المواجهات خلفت مقتل 100 جندي جورجي وجرح المئات.

وكان الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي قد دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار لوضع حد لما وصفه بـ "إبادة" الديمقراطية التي تنعم بها جورجيا.


وفي غياب مصادر مستقلة للتأكد من حجم الخسائر البشرية، تظل الأرقام المتوافرة متضاربة بشأن الضحايا الذي سقطوا في صفوف الجانبين لكن يبدو أن عدد الضحايا شهد ارتفاعا سريعا يوم السبت الماضي.

ووصل عددالقتلى في إقليم اوسيتيا الجنوبية بناء على تقديرات روسية واوسيتية إلى ما لا يقل عن 1500.

وقالت موسكو إن معظم القتلى مدنيون ما عدا قلة منهم.


"ضربة قاضية"


مقارنة قوات جورجيا وروسيا
جورجيا:

عدد أفراد القوات المسلحة: 26,900
عدد دبابات القتال الرئيسية من طراز (تي-72): 82
عدد ناقلات الجند المدرعة: 139
عدد الطائرات المقاتلة من طراز (سو-25): 7
عدد قطعات المدفعية (تشمل قاذفات الصواريخ من نوع جراد): 95
روسيا:
عدد أفراد القوات المسلحة: 641,000
عدد دبابات القتال الرئيسية من طرز مختلفة: 6,717
عدد ناقلات الجند المدرعة: 6,388
عدد الطائرات المقاتلة من طرز مختلفة: 1,206
عدد قطعات المدفعية (من طرز مختلفة): 7,550
المصدر: جينز

واتهم رئيس الوزراء الروسي، فلاديمر بوتين جورجيا بإبادة سكان اوسيتيا الجنوبية، ودافع عن التدخل العسكري لروسيا في النزاع.

وكان بوتين سافر السبت إلى مدينة فلاديكافكاز القريبة من الحدود مع اوسيتيا الجنوبية حيث التقى ببعض الفارين من أعمال العنف.

وقال بوتين إن الوحدة الترابية لجورجيا "تعرضت لضربة قاضية"، مشيرا إلى أن من غير الوارد أن تسعى اوسيتيا الجنوبية لإعادة الاندماج في باقي أجزاء جورجيا بعد النزاع.

وأضاف بوتين أن النزاع أدى إلى 34 ألف نازح على الأقل.

لكن الرقم الذي ذكره بوتين يتعارض مع أرقام وكالة الاجئين التابعة للأمم المتحدة والتي تقول إن التقديرات التي في حوزتها تستند إلى المعلومات التي استقتها من طرفي الأزمة.


وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 2400 شخص فروا من اوسيتيا الجنوبية واتجهوا إلى أجزاء أخرى من جورجيا بينما عبر ما بين 4000 و 5000 الحدود ودخلوا الأراضي الروسية.


إعادة رسم الخريطة


وفي غضون ذلك، يتجه وفد يضم مسؤولين من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون والأمن الأوروبية إلى جورجيا على أمل التوسط في هدنة بين طرفي الأزمة.

ويأتي ذلك بعد فشل ثالث جلسة طارئة يعقدها مجلس الأمن في إصدار بيان يدعو إلى وقف إطلاق النار بسبب الخلافات على صيغة البيان.

وتقول مراسلة بي بي سي في نيويورك، بيريجت كيندال، إن الكرملين قد لا ينظر إلى مبعوثي الولايات المتحدة وأوروبا على أنهم وسطاء نزيهون فيما يخص جورجيا.

وتضيف المراسلة أن الخطر الآن هو أن روسيا قد لا تكتفي باستغلال الأزمة لعرض قدراتها العسكرية في المنطقة ولكن أيضا لإعادة رسم الحدود.

"لا مشاورات"


وفي هذا السياق، تقول موسكو إنها لن تجري أي "مشاورات" مع جورجيا ما لم تنسحب القوات الجورجية إلى المواقع التي كانت ترابط فيها خارج اوسيتيا الجنوبية قبل اندلاع الأزمة الخميس الماضي.

وفي غضون ذلك، قصفت الطائرات الروسية عدة مدن جورجية بما في ذلك مدينة جوري حيث كانت تتجمع القوات الجورجية استعدادا لمد القوات التي تحارب في اوسيتيا الجنوبية.

وأظهر التلفزيون الجورجي صورا للدمار الذي لحق بميناء بوتي المطل على البحر الأسود والذي يحتضن منشآت نفطية مهمة بعد تعرضه لقصف جوي روسي.

وقال الرئيس الجورجي لبي بي سي إن موسكو ترغب في فرض سيطرتها على طرق توريد الطاقة إلى أوروبا، متهما إياها بارتكاب "جرائم حرب" ضد المدنيين.

وكان البرلمان الجورجي قد أقر مرسوما رئاسيا بإعلان حالة الحرب لمدة 15 يوما. /بي بي سي



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد