الحبل والبورصة

mainThumb

27-10-2008 12:00 AM

يحكى، والعهدة على ذمة احد الشياطين الذي مات جيله، يحكى انه في ذات يوم من ايام الشياطين والابالسة الانبساطية والانشكاحية وفي اجتماع عام فوق البحر الكبير اطلق ابليس الاكبر مبادرة سلام مع البني ادميين مدتها يوم واحد تبدأ من مطلع الشمس وتنتهي مع غروبها، وفي هذا اليوم تتوقف الشياطن عن الوسوسة للانسان وتلتزم جحورها، وقعت الشياطين والابالسة على هذا التعهد وميثاق الشرف وانطلقت الى جحورها تمارس صمتها بالم.
ولكن وكما روى الشيطان صاحب الرواية لابد لكل قاعدة من شواذها، ولا بد من ان يخرج عن الميثاق خائن، فقام ابليس صغير غير مسؤول ولا يتحمل اية مسؤولية، يعني ابليس مراهق سياسيا وبلغة اخرى ابليس مراهق بالشيطنة ،زعطوط، قام هذا الزعطوط باختراق التعهد والميثاق واراد ان يمزح مزحة صغيره يظنها غير مؤثرة فقام بحل حبل مربوط برأس بقرة وذهب الى جحره لينام بسلام، تلك البقرة غير الفاقع لونها وغير المسلمة ولا تسر الناظرين انطلقت من مربطها فدلقت سطل حليبها فلما راى مالكها الحليب على الارض، وهو كل ما يملك حيث كان ينوي بيعه وشراء الطعام للعائلة ودفع قسط البقرة، قام بشتم زوجته وضربها لانها اهملت ربط البقرة ولم ترفع الحليب عن الارض، الزوجة بدورها غضبت وحردت الى بيت اهلها في القرية المجاورة فقام اهلها لما راوا دموعها بضرب الزوج في القرية الاخرى.
سكان قرية الزوج لم يسكتوا على الضيم وهم بالمناسبة اقارب لم يخرجوا من الخمسة فقاموا بهجموم مباغت على قرية الزوجة واستمرت الحرب اربعين سنة بين القريتين، ورغم المفاوضات وتدخل الوجهاء والعقلاء لحل الاشكال الا ان جميع سكان القريتين رفضوا الصلح وما زالت المعارك مستمرة الى اليوم بسبب مزحة ابليس الصغيرة .
ترى هل تنتهي مزحة البورصة على خير؟ وهل نعرف ويعرف اهل القريتين من هو الذي حل وفك حبل البورصة؟ وهل يعود سطل الحليب لاهله بعد ان انسكت وامتصه التراب؟.
اسئلة تظل تدور في اذهان اهل القريتين وفي كف الزوج الذي صفع زوجته ووجه الزوجة المصفوع وراس البقرة المفكوك التي سكبت الحليب وفي سطل الحليب الفارغ والحبل نفسه وحتى ابليس الصغير صاحب المزحة .
royaalbassam@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد