من النكبة الكبرى إلى النكسات ؟!1

mainThumb

18-05-2009 12:00 AM

عبد الهادي الراجح

في الرابع عشر من أيار الجاري صادفت الذكرى الواحد والستون للنكبة العربية الكبرى بفلسطين والتي أدت لتشريد شعبها الآمن لكل بقاع الدنيا وقيام كيان سرطان استيطاني اسمه إسرائيل بطريقة اصطناعية ولا يزال هذا الكيان يعاني نتيجة الولادة غير الطبيعية له ، حيث جاء قرار تشكيله من الخارج بموجب قرار التقسيم الشهير رقم (181) لعام 1947م كما تم استيراد كل قطعانه من الخارج بموجب مؤامرة امبريالية استعمارية على هذه الأمة لتبقى مجزأ ويتم استغلال مواردها الطبيعية وبالتالي أريد من قيام هذا الكيان الغريب أن يكون رأس حربة لخدمة المصالح الإمبريالية الاستعمارية وتم تزويده منذ إنشاءه بكل سبل البقاء والقوة المسلحة التي تفوق قدرته كل العرب مجتمعين

وقد بدأ المشروع الصهيوني بداية عملاقة قوية ولكنه وبفضل المقاومة والصمود لشعبنا العربي الفلسطيني وأمته العربية والرفض المطلق لهذا النبت الشيطاني الغريب في جسد الأمة وصل المشروع الصهيوني إلى الشيخوخة المبكرة وبعد شعار من الفرات إلى النيل أصبحوا يختبئون خلف جدار الحقد والكراهية العازل وإذا بالجيش الذي قيل أنه لا يقهر يصبح أضحوكة أمام العالم بمقاومة شعبنا الفلسطيني البطل في الانتفاضتين الأولى والثانية وتنتهي أسطورة هذا الجيش المرتزق ويمرغ أنفه بالتراب بالمقاومة اللبنانية الباسلة ويهرب قطعانه كالجرذان المذعورة عام 2000م بعد احتلال دام عشرون عاماً لجنوب لبنان وعندما حاول الكرة مرة ثانية عام 2006م تم سحقه بفضل المقاومة اللبنانية وحزب الله العظيم تحت قيادة القائد الأسطورة حسن نصر الله .

كما هزم هذا الجيش المرتزقة (الذي يشبه المرتزقة الذين جندتهم أمريكا والسعودية لمحاربة جيش القائد العظيم جمال عبد الناصر في اليمن ) في عدوانه على غزة حيث فشل في تحقيق أي من أهدافه اللهم إلا إذا اعتبر قتل الأطفال والشيوخ والنساء انتصار.... وبئس ذلك الانتصار .

اليوم وبعد واحد وستون عاماً نرى المشروع الصهيوني يتهاوى ويسقط بالتدريج ومنذ عدوان حزيران عام 67م لم يسجل هذا الجيش إلا الفشل والإخفاق فقد هزم في حرب الاستنزاف وحرب تشرين التي أعدها ووضع خططها الزعيم الخالد جمال عبد الناصر قبل رحيله كما هزم قبل حرب تشرين في حرب الكرامة على يد الجيش العربي الاردني وما أن أتت الألفية الثالثة حتى بدأ المشروع الصهيوني يتهاوى من الداخل وصدق كارل ماركس عندما قال إن أي مشروع أو فكرة غير ناضجة تحمل مشروع هدمها في داخل مشروع بناءها وهكذا كان الكيان الصهيوني ، ولكن القصة والمأساة هي العالم العربي الذي أخذت بعض دويلاته تحاول إحياء المشروع الصهيوني ومن هنا كان الاعتراف والسقوط الذي بدأ في كامب ديفد وقاده بطل العبور المزيف أنور السادات وصولاً إلى أوسلو وأخيراً وادي عربة وللأسف إن بعض الدول العربية لم تكتفي بذلك ورأينا نتنياهو يتبجح في عمان في ذكرى النكبة ليقول إن عدو العرب وإسرائيل المشترك الحقيقي هو إيران الإسلامية كما يزعم وقبل ذلك مسرحية النظام المصري المفضوحة في محاولة الإساءة للمقاومة اللبنانية بخلية ما يسمى حزب الله والتشهير بالمقاومة وقائدها سماحة السيد حسن نصر الله في الوقت الذي لم نسمع شيئاً عن الجواسيس الصهاينة وليس آخرهم عزام عزام وكم جندي ومواطن مصري قتل برصاص الصهاينة على الحدود ولكن لا أحد يتكلم والنظام اخترع هذه المسرحية التي هي وسام شرف لحزب الله في دعم المقاومة ولكن استهداف الأمن المصري فهذا شيء من اختراع النظام المصري وكتبة إسرائيل في مصر الذين يعملون بالريموت كنترول .

إن النكبة كان درساً قاسياً ونحن كأمة قادرين مهما طال الزمن بتحرير هذا الجزء الحبيب من سوريا الطبيعية وعودة كل أبناءه ، والمشروع الصهيوني ورغم كل الدعم إلا أنه أفلس مبكراً ووصل لسن الشيخوخة ولكن النكبة الحقيقية هي أصحاب نكسات الاعتراف واعترافهم بحق الصهاينة المجرمين في أرضنا المحتلة وحقهم في أرضنا المحتلة وهذه هي النكسات وصفقات الظلام التي يسموها سلاماً هي النكسات التي أصابت هذه الأمة.

وتحرير فلسطين يبدأ من تحرير قراراتنا السياسية وامتلاك إيراداتنا فإن الكيان الصهيوني أهون من بيت العنكبوت كما قال بطل المقاومة والتحرير السيد حسن نصر الله ، وتبقى فلسطين عربية من البحر إلى النهر عربية عربية عربية رغم أنوفهم .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد