لم يصبح المعلم جلادا
حسام عواد
عند دراسة واقع العنف الصادر من المعلم بحياد ، فإننا نتخيل رجلا حازما يدخل للحصة الصفية فيهدأ الجميع مباشرة ويقف احتراما لهيبة المعلم ، ويبدأ الدرس بصوت المعلم الأجش والذي لا يقاطع إلا برفع اليد بكل احترام ، فإذا وجدنا أن الحصة تخللها ضرب وتعنيف جسدي ونفسي فإننا سنلم بكل تأكيد معلم المادة الذي لم يستطع استيعاب طلبته ، ولكن الواقع المرير الذي نشهده في العديد من الحصص المدرسية والتي يدخل المعلم لصفه فلا تلحظ أي تغيير في سلوك الطالب فمن وقف لم يجلس ومن يتكلم لم يصمت ، ومن نام لم يستيقظ ، حتى يبدأ المعلم بإخراج انفعالاته الصوتية و الجسدية .
ويحل الصمت بقوة التهديد والوعيد والصوت المرتفع ، ويكون المعلم قد دخل في حالة من التوتر والإستفزاز الشديدين ، وحينما يبدأ الحصة ولا تكاد تجد سوى بضعة طلبة مهتمين بدرس اليوم ، والبقية حالهم انشغال ولا مبالاة وتعطيل للحصة ، فقد يتغضى المعلم بعد مدة من عمله عن الطلبة الذين ينشغلون عن حصته بصمت ، ولكنه لا يستطيع إعطاء الحصة بحضور طلبة يصدرون سلوكيات من شأنها تعطيل الحصة ، وهذه الفئة التي يجب على المعلم ضبطها تتطلب عدة اجراءات وجميعها اصبحت هشة وضعيفة مع تكرارها وعدم جدواها والتي تتختلف من اسلوب التهديد و الصراخ و الطرد وخصم العلامات والإتصال مع ولي الأمر والشكوى لمدير المدرسة وغيرها مما تعود عليها الطالب وأصبحت بنظره روتينا يوميا لا يؤثر به .
تلك الفئة من الطلبة التي لم تلق تربية أخلاقية في اسرتها أو بيئتها يصعب ضبطها دون التضحية بوقت الحصة الصفية وكذلك التضحية بقيمة وكرامة المعلم الذي سيصبح في النهاية جلادا يحمل عصاه لضرب الطالب ، وحينها يخسر المعلم كل شيء ويقع فريسة لشكوى الطالب عليه في مركز الأمن ، أو قيام الكلب بالتهجم عليه وفي جميع الأحوال تضيع الحصة الصفية وتضيع بها هيبة المعلم وكرامته ، وتفقد في تلك اللحظة قداسة العلم ورسالته
نعم التربة القاحلة لا تنبت زرعا مهما بلغ إتقان الفلاح ، وكذلك هنالك فئة من الطلبة لا يمكن للمعلم أن يتعامل معها ، كونها تتطلب إرشادا نفسيا وتربويا يتطلب جلسات خاصة ، وكوادر مختصة ، ودراسة حالة ، وهذا كله لا يمكن فعله في الحصة الصفية ، والمشكلة تبقى قيد الحل حينما تكون هذه النوعية طالبا أو اثنين في كل شعبة صفية ، فإن زادت فلن يستطيع حتى المرشد النفسي من ضبطها وعلاجها ، وتصبح غرفة المرشد التربوي كالمستشفى الحكومي
كثرت في الآونة الأخيرة التحذيرات من ممارسة العنف الجسدي والنفسي من قبل المعلم ، ولكنها افتقدت للإجراءات الوقائية التي تحد من قيام المعلم باستخدام العنف ، والذي لا يلجأ إليه إلا راغما مضطرا
حينما نعي أننا عند معالجة العرض ونسيان السبب الرئيسي فإنما نزيد المشكلة ونعقدها ونبتعد بها عن الحل الصحيح ، فيمكننا بداية سن القوانين الرادعة التي تعطي المعلم صلاحيات يمكنه من خلالها ضبط الطلبة من غير اللجوء إلى العنف
لذا قلما نشهد في جامعاتنا الأردنية لجوء الأستاذ الجامعي لاستخدام العنف كونه يملك قوة ردع حقيقية أمام الطالب
هزة أرضية في القاهرة .. تفاصيل
مهم للأردنيين الباحثين عن وظائف حكومية .. أسماء وتفاصيل
بورصة عمّان تغلق تداولاتها على ارتفاع
افتتاح المعرض الإنتاجي لطلبة BTEC في العقبة
بعد ضجة استقباله بالأردن .. راغب علامة يرد: المحبة مش هستيريا
اتخاذ أقصى العقوبات بحق من يمس المقدرات المائية بالأردن
الاحتلال ينذر بالإخلاء الفوري بعد إطلاق صواريخ من شمال غزة
الرواشدة يقرر تأسيس مكتبة للطفل في قضاء الجفر
مجلس الأمن يستمع إلى إحاطة بشأن خطورة الأوضاع بغزة
المتواضع صديق الفقراء .. وفاة رئيس الأوروغواي السابق موخيكا
صفقة أسلحة الأضخم تاريخياً بين أمريكا والسعودية
إنجاز كبير .. بلدية أردنية بلا مديونية
بيان من النقابة بخصوص الحالة الصحية للفنان ربيع الشهاب
مهم من التربية للطلبة في الصفين الثالث والثامن
تحويلات مرورية بتقاطع حيوي في عمّان اعتباراً من الجمعة
تحذيرات من موجة حر غير معتادة .. آخر مستجدات الطقس
متى تنتهي الموجة الحارة وتبدأ الأجواء اللطيفة
هام بخصوص تأجيل السلف والقروض لمنتسبي الجيش
الأردنيون على موعد مع انخفاض ملموس في درجات الحرارة
اكتشاف نيزك قمري نادر في وادي رم .. صور
اعتماد رخص القيادة الأردنية والإماراتية قيد البحث
الهيئة الخيرية الهاشمية ترفض أكاذيب موقع إلكتروني بلندن .. تفاصيل
تراجع كبير بمبيعات السيارات الكهربائية محلياً .. لماذا
حب ميرا وأحمد يُشعل سوريا .. خطف أم هروب