صحيفة السوسنة الأردنية

طلال ابو سير

اين انت ياورد .الى من يسمع ندائي وانتحابي وناظرة ضعفي ومذلتي وعالم بصبري وتجلدي ؟ اوليست في هواء الاردن ارواح تنقل انفاس محتضر متوجع ؟ اين انت ياحبيبي وطفلي ؟ ورد لقد احتضنتني الظلمة ياولدي وغلبني الاسى .

انني اتلفت الى كل ناحية في ربوع الوطن فلا ارى غير ذاتي المتوجعة بفقدانك وخيالات الظلمة تهبط وتتصاعد حولي كالغربان الجائعة فكيفما نظرت اراك ياورد وارى اسرار الحياة محيطة بك كالهلات التي يحدثها العصفور على وجهة البحيرة الهادئة ذالك الطفل ورد الملتف باثواب امة الفقيرة الضائع بين الاحياء المهجورة فمن يرجع علامة النور الى اجغاني المقؤحة بالدموع ياورد وينتشل بيمينة امالي من لجة القنوط

ياورد فحياتي يا ولدي اصبحت حزناً فانا في انظار ذراعيك لتضم قلبي وتعانق نفسي ياورد لقد سرت في الاودية ولازقة ارواح اللصوص القاتمة وظهرت من بين شقوق النوافذ رؤوس افاعي الشهوات وجرت في منعطفات الشوارع انفاس الامراض ممزوجه بلهاث المنايا قد ارتعشت نفوس اطفال الاردن وتسارعت تنهدات الامهات المطجعات على اسرة الهم والياس فسمعت نواحاً مراً يملأ ضلوع امك ندباً ورثاءً قل معي ياورد اشفق يارب على الاطفال واحمهم من قسوة السارقين والمارقين واستر اجسامهم العارية بيدك.

اسمع ياربي نداء الامهات القايمات بين مخالب الموت – امد يدك يارب الى قلب السارق وافتح بصيرتة ليرى فاقه الضعفاء المظلومين ارفق يارب بالامهات الواقفين امام الابواب في هذا الليل الظلوم

ورد ياولدي روحي تناديك ونفسي تمد جناحيها نحوك فقد سكنت الحركه وعانق النوم ارواح البشر فبقيت وحدي مستيقظا لان الشوق ينتشلني كلما اغرقني النعاس قد تركت مضجعي ياحبيبي ورد وانني يا ولدي اناشد القلوب الطاهرة حتى لا نلبس السواد حزنا عليك ياورد