القاعدة الصفرية في المسالة الفلسطينية

mainThumb

02-11-2008 12:00 AM

القاعدة الصفرية في المسالة الفلسطينية هذه القاعدة غير معروفة عند الكثيرين وهي لا تشبه قاعدة ارخميدس . هذه قاعدة اقتصادية يتعامل بها خبراء السياسات النقدية وتتعلق بمقدار سعر الفائدة البنكية.

وتستخدم في الأزمات كالتي نعيشها حاليا وقد تلجأ إليها المصارف المركزية في العديد من الدول الصناعية لتخفيف حجم الضرر الناجم عن تسونامي وول ستريت ..لكن هل على السياسي أن يتعرف ويستخدم هذه القاعدة الصفرية ؟؟؟ لننظر إلى المعادلة : إذا نجح اوباما وفشلت ليفني سينجح نتنياهو //سبق وان توقعت أن ليفني ستفشل في تشكيل حكومة - في مقال طرنيب سياسي// ماذا لو نجح ماكين وليفني ؟؟ وماذا لو نجح ماكين ونتنياهو ؟؟ كيف سيكون مستقبل السلام في المنطقة ؟ ماذا سيكون شكل العلاقة الفلسطينية الإسرائيلية ؟؟ بالمقابل قد يترك الرئيس عباس الرئاسة ومن سيخلفه ؟؟؟ البعض قد يرى رئيس الوزراء سلام فياض ( وهذا يراه البعض تقوية السلطة وإنهاء الدور الفاعل لفتح بل تدميرا كما يقول البعض وتحويل دور منظمة التحرير من مرجعية سيادية إلى تابع ) وقد يرى البعض الآخر إسناد الرئاسة لأحد قادة فتح التاريخيين وقد يشتد الحماس عند البعض ويتمنى الإفراج عن البرغوثي ليتولى الرئاسة .... هذا إذا اقتنعت حماس بانتخابات جديدة وستبقى مسالة النزاهة مرتبطة بمقدار جدية الإشراف العربي والدولي وتوافق الأطراف على حسن النية والتطبيق الأمين لجميع الاتفاقيات التي سيتمخض عنها الحوار في القاهرة .

تبعات الخلاف الداخلي الفلسطيني في كل الحالات سيعطي الطرف الإسرائيلي حجة غياب الشريك وستستغل إسرائيل حسن نيتنا بتفهم انغماس الإدارة الأمريكية الجديدة في إصلاح الوضع الاقتصادي ومشاكلها في العراق وافغانستان للمماطلة وزيادة الضغط والتهويد وبناء المستوطنات وقضم ما تبقى من الحلم الفلسطيني بدولة متماسكة متصلة وتطبيق القرارات الدولية بحجة الأمر الواقع والمتغيرات على الأرض وصعوبة العودة إلى الوراء وإزالة المستوطنات ... ومع عدم وجود وسائل الضغط الفاعلة عند العرب رغم النوايا المتعلقة بالكرامة والإحساس بالخطر .

إذا الإدارة قد تكتفي بفكرة إدارة الأزمة ولن تنغمس فيها لثترك لنتنياهو وأحزاب اليمين حتى لو نجحت ليفني استكمال ما بدأه شارون بإنهاء فكرة قيام الدولة الفلسطينية .

مع وجود فارق بين دور الرجلين وسيكون باراك وزيرا للحرب حتى لو لم يتحالف كاديما مع حزب نتنياهو. وهذا أمر مستبعد . كون التركيبة السياسية في إسرائيل تعيش أزمة عدم قدرة أي حزب الحصول على الأغلبية المطلقة أو حتى الثلثين وهذا يعقد اتخاذ القرار بالسير نحو السلام. كما يتمنى العرب.. وهذه أزمة حقيقية لا يجب أن تدفع شعوب المنطقة ثمنها. لذلك يرى البعض أن المنطقة تنقاد إلى مغامرة عسكرية جديدة لإعادة ترتيب أوضاع المنطقة استنادا إلى التهديد الذي تلقاه الرئيس الراحل ياسر عرفات في كامب ديفيد من بوادرها نرى التشدد الأمريكي في حواره مع العراقيين حول الاتفاقية ودعوة البرزاني لاستضافة الوجود الأمريكي إذا تعذر الاتفاق . واستمرار الخلافات في لبنان . والغارة الأمريكية والتي سبقتها غارة إسرائيلية على سوريا وبالمقابل تنامي الدور الإيراني في العراق ودعوة ألقذافي للدولة الفاطمية رغم إعلان الدوحة لتخفيف الصراع المذهبي بين السنة والشيعة .وفي الكويت أزمة من نوع آخر لا يجب التقليل من خطورتها . ولا يجب أن لا يغيب عن المشهد ما ستتمخض عنه الانتخابات الإيرانية القادمة والتي قد لا يكون الرئيس احمدي نجاة مرشح لها .. ويرجّح أن يفوز بها الداعين لتفاهمات مع أمريكا لكن هذه التفاهمات على حساب من لو حصلت ؟؟ ... كل هذه الفلاشات من حولنا دفعت بعض السياسيين الفلسطينيين للمطالبة بالعودة إلى القاعدة الصفرية أي التخلي عن سعر الفائدة ( إدارة السلطة ) أي التمسك برأس المال (قضية بلا حل بدل النيابة عن إسرائيل في إدارة شؤون الفلسطينيين بوجود الاحتلال ).. أي اتخاذ القرار بإعادة العهدة إلى منظمة التحرير الفلسطينية وتقليل تدريجي لدور السلطة أو حتى حلها .. فهل تصلح هذه القاعدة الصفرية في الحالة الفلسطينية التي تمر بأزمة حقيقية خصوصا وان التمويل يأتي للسلطة .؟؟؟؟؟؟؟؟ , وهل زالت تعليمات الكسندر هيغ بتجفيف مصادر تمويل منظمة التحرير منذ الثمانينات أم بقي هذا القرار ساري المفعول ولا يعصيه احد .

وهو لا يختلف بقسوته ونتائجه عن حصار غزة الآن . وهل بعد الحصار المالي على حكومة حماس والذي أذاق الفلسطينيين ويلات وويلات وفشل الجميع تقريبا بتحويل الأموال إلى السلطة .كما فشلت سياسة إدخال الأموال في شنط السفر في دفع رواتب الموظفين لمدة عام ونصف تقريبا . ستنجح في إقناع حماس التخلي عن الحلم بالسلطة ؟ خصوصا وان اتفاق الهدنة مع إسرائيل افرغ المقاومة من محتواها الفعلي..أي تكرار ما كانت تنتقده في خصومها السياسيين .. احد الدعاة للعقلانية اعتبر أن زج الإسلام في السياسة في زمن تحول فيه الإسلام السياسي من نصير للغرب ضد الفكر الشيوعي زمن الاتحاد السوفيتي إلى فزاعة غربية لشن الحروب بأشكالها المتعددة تحت مسميات الإرهاب خطيئة يرتكبها دعاة هذه الأحزاب الساعين إلى السلطة , كخطيئة أم أرسلت وحيدها ليهجم على قرية تطمع بميراثه ليأخذ ثأره من قاتل أبيه ... حتى لو سلمنا جدلا أن حسن النوايا سيسود هذه المرة هل ستنجح الحوارات الجارية في القاهرة .. وهل يعي الجميع أهمية وضرورة نجاحها ؟؟ وهل تنجح دون اسمنت القرار الوطني الفلسطيني المستقل.......؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وحتى لا تذوب القضية وتضيع الحقوق الفلسطينية ونصبح بلا قدس ولا أقصى يجب أن يتفق الجميع ففي اختلافهم مصيبة ستلحق بهم وبالأجيال القادمة .. من هنا ينبع الحرص الأردني المصري الواعي لخطورة الموقف وهذا الجهد المشكور في مساعدة إخوانهم الفلسطينيين لتجاوز الأزمة والتي يجب أن تساهم بقية الدول العربية فيه حتى نستعد للخمس سنوات القادمة مليئة بالأحاجي والمفاجآت رغم ضبابية المشهد وصعوبة المعادلة.

يجب أن نثق بحكمة عقلاء المنطقة من القادة العرب. والتمسك بالسلم الاجتماعي في كل قطر من أقطار المنطقة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد