أين الدهشة ؟

mainThumb

28-05-2009 12:00 AM

د.أمل شفيق العمري
 
بتنا لا نعرف هذه الكلمة ، لا يدهشنا أي شيء سواء أكان حدث أوخبرأو فرح أو حزن أو مرض أو اختراع أو نجاح .. ولد او بنت...عيدا ....لا أدري ما الذي يحدث معنا هل استحلنا كائنات خشبية لا تتفاعل مع الأحداث حولها ؟ أم أنه اليأس الذي تسلّل إلى حياتنا ، فنخر مشاعرنا ،وقتل آمالنا، وأخرس آلامنا، وأحال أحلامنا إلى واقع مشوّه رديء ،لا نؤمن بأي مدير كان ولا سيكون، لأن الجميع مصابين بعقدة المحسوبية أو الضعف والخوف واللاحياة ،الجميع يسكنهم هاجس خفي يدعوهم دعوة صادقة خالصة للسلبيّة والتخاذل والتقوقع ، بعيدا عن الإنصاف والعدل وإحقاق الحق،أو السكوت، كلنا بات لا يعرف للأمل طريقا ولا يرى للدهشة أي باب ،حقا هذا ما يجري ليس مع الكبار فقط؛ بل ما يثير الأسف أن هذا الشعور يداهم فئة الشباب : يداهمها بقوة ، يسحق الشعور بالعزيمة يحيل الشباب إلى طاقة معدومة في كل شيء : في تفكيرهم في مبادراتهم في قواهم في طموحاتهم في فكاهتهم في طرافتهم ،في تراجيديتهم في أي إمكانيات متوخّاة منهم،لا أدّعي ذلك فهذا ما يحدث فمن خلال تجربتي مع الطلاب والطالبات على الأقل ،وفي حدود عملي(أستاذة جامعية) أكاد أشعر بضمور في التفكير والمبادرة والثقافة والجديّة والمسؤؤلية عند الطلاب والطالبات على السواء في أي شيء في الدراسة والتعليم أو حتى في حركاتهم فإذا ما طلبت من أحدهم أن يغلق باب القاعة مثلا يستغرقه ذلك ثلاثون ثانية ،إذا كان بجانب الباب ،و في موقف آخر أقوم مثلا بمسح ال(black board) ولا يقوم أحدهم بالمبادرة في مسحه أو إكماله ،هذه أمثلة بسيطة يومية إلا أنها تدل فيما تدل على أن لا وجود لأي عزيمة عندهم لأنه لا مكان للدهشة أو الإدهاش في زماننا ،فأين ذهبت؟؟؟


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد