النهضــة العربيـــة

mainThumb

06-06-2009 12:00 AM

بالرغم من محافظة الدولة العثمانية على الوحدة في الولايات العربية التي كانت تتبعها وحماية الإسلام، إلا انه وفي أواخر عهدها أي منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر بدأت تظهر النعرات القومية في ولاياتها ، وصلت هذه النعرات ذروتها حينما وصلت "جماعة الإتحاد والترقي" إلى سدّة الحكم ، فيدأت الأوضاع تسوء في عموم الولايات التي تتبع الدولة العثمانية وخصوصاًولايات المشرق العربي التي بدأت تشهد –كردفعل- حالة من الوعي السياسي ارتبطت بالإحساس والشعور بما يحدث من تطورات سياسية وعسكرية واجتماعية واقتصادية وثقافية ، وسميت هذه الحالة في تاريخنا الحديث والمعاصر بـ"اليقظة العربية" أو "النهضة العربية".

ومع تراكم هذه الحالة أدت الظروف الصعبة التي مر بها المشرق العربي إلى قيام الثورة العربية الكبرى التي أعلنها الشريف الحسين بن علي في 10 حزيران 1916 كمشروع نهضوي عربي مكمل لمشاريع نهضوية عربية سابقة تم وأدها، وكان شعار الثورة العربية: الوحدة والحرية والاستقلال ضد الظلم والاستبداد والفساد ، ولم يقم الشريف الحسين بن علي بإعلان الثورة إلا بعد أن رفض الأتراك مطالب العرب العادلة.

كانت الثورة العربية الكبرى ثورة قومية بكل ما لهذه الكلمة من معنى، فقد كانت:

- عربية في التوجّه: حيث سعت إلى تحرير الأرض العربية وإقامة دولة عربية واحدة تشمل المشرق العربي يتمتع مواطنوها بالكرامة والعزة والعدل، وتسعى إلى تحسين الأحوال المعيشية والاجتماعية والتربوية لكافة المواطنين العرب.

- عربية في التخطيط: حيث تم التخطيط لها ما بين شريف مكة والجمعيات العربية في كل من سوريا والعراق، وكانت هذه الثورة التجسيد الفردي العملي لآراء عرب سوريا والعراق ومصر وعرب الحجاز وعرب الجزيرة العربية.

- عربية التنفيذ: شارك فيها جنود وقادة عرب من أشراف الحجاز ومن الأردن وفلسطين وسوريا والعراق ومصر والمغرب والجزائر وتونس واليمن، وخاض هؤلاء الأبطال معارك عديدة في أرض الحجاز وفي أرض الحشر (الأردن) وفي درعا ودمشق تحت راية الهاشميين المنطلقين من بطاح مكة.

ومن الدراسات التي كُتبت حول هذا الموضوع يمكن إجمال حالة الوعي أو النهضة العربية باتجاهين رئيسيين هما:

- الاتجاه الفكري: وتمثل في كتابات وأفكار وطروحات وتوجهات وتعهدات العلماء والأدباء والمفكرين والمنظرين السياسيين الذين ظهروا في الولايات العربية خلال هذه المرحلة، وعلى الرغم من تشعب هذا الاتجاه إلا أن هناك إجماعاً عاما تمثل في وصف الحالة السيئة للولايات العربية والمناداة بضرورة الإصلاح والنهوض ، وأسفر هذا الاتجاه عن تأسيس مجموعة من الأحزاب السياسية والجمعيات والمنظمات وتمثلت حالة النضج المتقدمة في هذا الاتجاه بعقد المؤتمر العربي الأول في باريس عام 1913.

- الاتجاه الثوري(العسكري): والذي تمثل في سلسلة الثورات الفردية أو المحلية أو العربية الشاملة, سواء كانت ضد الحكم العثماني أو ضد الاستعمار الغربي الحديث(الأوروبي) وقد مثلت الثورة العربية الكبرى التي قادها الشريف حسين بن علي حالة النضوج والتقدم في هذا الاتجاه.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد