عجلون .. بين الواقع والطموح السياحي .. !! ج2/2
يتبع ما سبق في ج1 .. فأما من حيث والبنية التحتية لمدينة عجلون ..!! اهتمت الحكومات المتعاقبة في شبكة خطوط النقل النافذة والموصلة بين مدن المملكة ودول الجوار ، ولقد أدى هذا الاهتمام ، أن نالت مدينة عجلون حظها في توسعة أغلب الطرق الرئيسية التي تربطها بالمحافظات والمدن المجاورة ، والتي من شأنها تنشيط حركة المواصلات بحدها الأدنى بين المجتمعات القريبة منها ، والتي تصل في النهاية إلى تنشيطها بين كافة المجتمعات في المملكة . بالتالي ستكون سهولة الوصول إليها ، بمثابة ميزة جذب ونشاط سياحي هائل ، إذا ما توافرت معظم خصائص ومتطلبات الحركة السياحية ، من حيث توفير الخدمات المختلفة للسياح التي من شأنها خلق الشعور بالطمأنينة والأمان في أنفسهم . وكذلك تسويق هذه المدينة إعلامياً بصورة مدروسة تتلاءم وخصائصها الواقعية التي تميزها عن غيرها من المدن والمواقـع الأخرى .
وفي هذا المجال ليس من الخطأ الأخذ بتجارب أشقائنا الناجحة في مجال التنمية السياحية ، فعلى سبيل المثال فلسفة التجربة التونسية في تنمية المناطق السياحية ، التي اقتصرت على تنمية الأقاليم أو المناطق ، تنمية مستقلة لكل منطقة أو إقليم ، دون ربطها ببعضها البعض إلاّ بالقدر الذي يخدم التنمية الإقليمية ، وليس الربط الذي يخدم التنمية القومية الشاملة .
ولكن لم تخلو عجلون من المشاكل البيئية … لقد أستنزف الإنسان نتيجة التطور البشري وخاصة في النصف الثاني من القرن الحالي ، الكثير من الموارد الطبيعية وبشكل متزايد ، فلقد استغل ثروات الأرض استغلالاً أهدر فيه هذه الثروات سواء كانت خامات معدنية أو أراضي زراعية .
وعلى الرغم من عدم وجود مصانع في مدينة عجلون التي من شأنها رفع درجة التلوث البيئي . إلاّ أن هناك تلوثاً كبيراً فيها ناتج عن وجود مقالع ( محاجر ) وكسارات كثيرة في منطقة عجلون واشتفينا وعنجرة .. وفي مواقع متعـددة ومختلفة في المنطقة ككل ، متخصصة في استخراج الصخور الرخامية وحجر البناء المختلفة والرمل لاستعمالات البناء .
ولقد نتج عن وجود هذه المقالع ، الكثير من المشكلات ، منها ما هو ناتج عن تلوث الهواء من خلال الغبار المتطايرة من المقالع والكسارات ، وتغيير في الغطاء النباتي الناتج عن إزالة الكثير من الأشجار الحرجية والمثمرة لاستغلال ما هو تحت تربتها من حجارة وصخور ، وتغيير أيضاً في السطح ، حيث أنه بعد استنزاف المقلع للطبقات السفلية من الأرض ، كوّنت بالتالي فجوات كبيرة وبأعماق مختلفة غيرت في ملامح السطح الطبيعية ، دون النظر إلى العواقب السلبية التي من الممكن أن تتأتى من خلال هذه الفجوات من خطورة على المتنزهين ومرافقيهم . وبصورة غير مباشرة أدى ذلك إلى تراجع في الثروة الحيوانية في هذه المناطق . عدا عن التشققات في باطن الأرض الناتجة عن استخدام المتفجرات في عملية استخراج الصخور ، والتي من الممكن أن تجعل من مياه الكثير من الينابيع أن تنضب من خلال تسربها في هذه التشققات .
وكذلك معاناة شبكات الطرق التي تتأثر بالأوزان الثقيلة لأحمال وسائط النقل التي تنقل الصخور في كافة الاتجاهات من مكان استخراجها إلى معامل التصنيع تعبر فيها الكثير من التجمعات السكنية .
على الرغم من القوانين التي سنتها الحكومات من أجل تنظيم هذه المشكلة ، والحد من نتائجها السلبية ، إلاّ أن الكثير من التجاوزات لا تزال مستمرة في استنزاف الطبيعة من جمالها الذي وهبها إياه الخالق جل وعلا . ...!! يكتمل حديثنا ب ج4 والأخير ..!!
أما مجتمع عجلون والتنمية المحلية .. فالإنسان هو وحدة المجتمع ، وهو العمود الفقري للتنمية ، والمسؤول عن التنمية بكافة صورها . وهو أصل وأساس التنمية ، كما أنه هو المبدع والمفكر . ويستلزم ذلك تطوير الإنسان نفسه ، إلى النموذج المثالي طبقاً لمواصفات اجتماعية عصرية ، وهذا يدخل في نطاق التنمية الاجتماعية ، في حدود الإنسانية وفي إطار محددات حجم التجمعات البشرية وكثافتها ، ومعدلات الزيادة السنوية بمنطقة شاملة لتوزيع السكان بين الريف والحضر ، وصولاً بالإنسان إلى مستويات تعليم وتدريب وثقافة محددة بدءاً بمحو الأمية . لذا تركزت التنمية الطبيعية في المحافظة على الإمكانات الطبيعية نفسها عن طريق :
1- عدم إهدار الثروات الطبيعية واستخراجها بطرق لا تؤدي إلى استنزافها .
2- المحافظة على الطبيعة وعدم تلويثها وعدم إهدار القيم الجمالية وإضافة كل ما يضفي على البيئة الطبيعية من جمال.
3- التعامل مع البيئة بغرض حمايتها والمحافظة عليها .
ومن ناحية أخرى يجب أن لا نهمل العوامل الطبيعية المحلية في خطة تنمية المناطق ، فالعوامل الطبيعية هي عوامل ثابتة ، فالطبيعة من صنع الخالق ، بما تحتويه من ثروات طبيعية وبما تضم من جمال ونقاء خلال فراغ الكون وكل ما في الأرض على سطحها أو في جوفها أو بحارها أو سمائها ، هو في خدمة الإنسان وجعل الله آياتـه في هذا الكون:( أن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ) صدق الله العظيم .
ومن أجل البلوغ إلى الطموح السياحي المأمول في هذه المدينة الجميلة ، لابد من أن تكون هناك وقبل كل شئ دراسات واقعية وحقيقية لواقع هذه المدينة التاريخية ، تخلو من القرارات الارتجالية التي من شأنها التشويه بطبيعتها وتضاريسها وغطائها النباتي .
وفي الوقت نفسه لا بد من التفاعل فيما بين القطاعين الرسـمي والخاص ، مع مراعاة العادات والتقاليد للمجتمع المحلي ، وإعطائه دوراً في عملية التخطيط والتنفيذ على حدٍ سواء ، لترسيخ وتقوية أواصر الانتماء بين الفرد والمجتمع الذي طالما حلم بأن يكون موطنه كبيراً ومميزاً .
والدور الرسمي في رفع شأن مدينة عجلون سياحيا يتمثل في : أن القطاع الرسمي له دوراً أساسياً في تطوير ورفع شأن الحركة السياحية في هذه المدينة التاريخية الجميلة ، من خلال حرصها في أن تعكس هذه المدينة تاريخ الحضارات المتعاقبة عبر العصور المختلفة ، وعلى موروثاتها المتميزة .
ومن أجل تفعيل وتنشيط الحركة السياحية ، وتنميتها ، واستثمار المميزات التي تتمتع فيها هذه المدينة الخلابة ، بصورة تعكس واقعها بشكل خاص والواقع الأردني بشكل عام ، بغية تحقيق الفائدة القصوى منها . ليس في مجال التنمية الاقتصادية فحسب ، بل من أجل نشر الثقافة وتوطيد دعائم العلاقات بين الشعوب باتجاهاتها المختلفة أيضاً . ومن هذا الاتجاه لا بد من العمل على تحقيق الأهداف التالية :-
1- سرعة تنفيذ التوصيات التي أمر بها حضرة صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني المعظم من خلال لقائه مع فعاليات المجتمع المحلي قبل عدة أشهر ، ومن أبرزها إقامة القرية السياحية والاهتمام في تحسين البنية التحتية للمدينة والمواقع السياحية فيها .
2- العمل على زيادة الوعي الثقافي والسياحي بين أبناء المجتمع ، وذلك من خلال المناهج المدرسية أولاً لتخريج جيل ذو ثقافة سياحية عالية ، وكذلك من خلال دمج أبناء المجتمع المحلي في برامج التوعية السياحية والتنشيط السياحي .
3- العمل على سن قوانين حازمة من شأنها وقف عملية التلوث البيئي واستنزاف الغطاء النباتي المتأتي من قطع الأشجار العشوائي .
4- العمل على استثمار المناطق الهامشية ( الطبيعة الجميلة ) بصورة لائقة ومدروسة .
5- تقديم التسهيلات والامتيازات للقطاع الخاص و إعطاءه الأولوية في الاستثمار السياحي والوظائف المتاحة في هذا القطاع لأبناء المجتمع المحلي .
6- فتح آفاق الرحلات المنظمة ، والسياحة الغير موسمية وتنظيم نشاطات ومناسبات ثقافية والتي من الممكن أن تكون لعدة مناطق في الإقليم الواحد ، مما يزيد من مدة إقامة السائح واستثمار كل وقته المخصص لهذه الرحلة الدعم اللازم لأعمال الصيانة والترميم للمواقع الأثرية .
7- الدعاية الكاملة في الداخل والخارج وتسويقها تسويقاً منظماً مع مراعاة درجة استيعاب المدينة لسـياحة المجموعات .
و كما للقطاع الرسمي دور في تنشيط الحركة السياحية في مدينة عجلون ، هناك دور كبير أيضاً يقع على عاتق القطاع الخاص ويتمثل في :-
1- المحافظة على ثروات مجتمعهم و مقدراته الطبيعية من بطش الإنسان لها وجهله في كيفية التعامل معها .
2- مساندة القطاع الرسمي في تنشيط الحركة السياحية ، وذلك من خلال توفير الخدمات المناســبة وحسن المعاملة والتي تعكس الوجه الحضاري لمدينتهم بشكل خاص ومن ثم وطنهم بشكل عام
3- أن يستثمر أصحاب رؤوس الأموال المحليين أموالهم في تنشيط هذا القطاع الهام ، وإعطاء مدينتهم ومجتمعهم صفة الأولوية في الاستثمار .
وبتضافر الجهود بين القطاعين العام " الحكومة ، والخاص " المجتمع المحلي " نأمل إلى الوصول في رفع شأن المحافظة في السنوات القادمة وتزايداً اكبر مما كانت عليه في السنوات السابقة ، من خلال التخطيط السليم والموجه بصورة مدروسة لا ارتجالية ..!!!
akoursalem@yahoo.com
هزة أرضية في القاهرة .. تفاصيل
مهم للأردنيين الباحثين عن وظائف حكومية .. أسماء وتفاصيل
بورصة عمّان تغلق تداولاتها على ارتفاع
افتتاح المعرض الإنتاجي لطلبة BTEC في العقبة
بعد ضجة استقباله بالأردن .. راغب علامة يرد: المحبة مش هستيريا
اتخاذ أقصى العقوبات بحق من يمس المقدرات المائية بالأردن
الاحتلال ينذر بالإخلاء الفوري بعد إطلاق صواريخ من شمال غزة
الرواشدة يقرر تأسيس مكتبة للطفل في قضاء الجفر
مجلس الأمن يستمع إلى إحاطة بشأن خطورة الأوضاع بغزة
المتواضع صديق الفقراء .. وفاة رئيس الأوروغواي السابق موخيكا
صفقة أسلحة الأضخم تاريخياً بين أمريكا والسعودية
إنجاز كبير .. بلدية أردنية بلا مديونية
بيان من النقابة بخصوص الحالة الصحية للفنان ربيع الشهاب
مهم من التربية للطلبة في الصفين الثالث والثامن
تحويلات مرورية بتقاطع حيوي في عمّان اعتباراً من الجمعة
تحذيرات من موجة حر غير معتادة .. آخر مستجدات الطقس
متى تنتهي الموجة الحارة وتبدأ الأجواء اللطيفة
هام بخصوص تأجيل السلف والقروض لمنتسبي الجيش
الأردنيون على موعد مع انخفاض ملموس في درجات الحرارة
اكتشاف نيزك قمري نادر في وادي رم .. صور
اعتماد رخص القيادة الأردنية والإماراتية قيد البحث
الهيئة الخيرية الهاشمية ترفض أكاذيب موقع إلكتروني بلندن .. تفاصيل
تراجع كبير بمبيعات السيارات الكهربائية محلياً .. لماذا
حب ميرا وأحمد يُشعل سوريا .. خطف أم هروب