وين الورد؟

mainThumb

03-06-2009 12:00 AM

رحمة منذر مريان

رجل يقتل امه، شاب يحتال على فتاة ، طفل يغرق في خزان ودموع تجري على فراق قصي ويزن و البحث جار عن ورد الذي خرج ولم يعد. ولن أكتب اليوم مناشدة لجهة أمنية ولا لمسؤول بل سأكتب رسالة إلى ضمائرنا واسألها: وين الورد؟

قد يسرق السارق لأنه يريد أن يأكل و اليائس من حياته قد ينتحر لأنه وصل إلى نهاية الأمل، والقاتل رجل يقتل رجلاً نداً له -وهذا لا يعني تبرير ماسبق- بقدر تهوينه مقابل أن نقتل أطفالاً؟ أن نسرق اطفالاً ؟ أن نظلم أطفالاً ؟ ان نؤلم اطفالاً؟ فهذا ليس من طبعنا لأننا شعب طيب يرحم الرحمة ويبكي عند نهاية فيلم عاطفي فكيف لنا أن نكسر روح الأمهات ونوجع وجد الرجال ونصبح شراً مستطيراً ثم نستنكر مايجري ونفقد أرواحاً جديدة مع كل طلعة صبح جديد؟

يزن رحل والقلب معلق بالدعاء ليرجع ورد إلى حضن أمه، ولكن إذا لم أكن أنا ولم تكن أنت فمن الذي يرتكب تلك الخطايا؟ إنه ملوث يمشي بيننا ويرتدي وجه الإنسان مع ملابسه في كل صباح ويدعي الحزن والتعاطف ثم ينفعل ويتباكى حزناً على المكلومين وفي قرارة نفسه قهقهات إستهزاء ممن حوله فهو إما مستحوذ على روح حية طمعاً في إيلامها أو على ثقة أن الراحل لن يعود وقد أكل من طفولته ما يكفي ليشبع وحشية نفسه السوداء ولترضى عنه شياطينه الى يوم الدين....

من رحل قد ودعناه ياإخوتي ملوحين له بأيادي الروح ولانملك للغائب إلا الدعاء، ولكن اذا لم نتحرك ونستأصل "هؤلاء" بكل ما أوتينا من قوة فإن القادم أسوأ، لأننا عندما نتعامل مع طفل لايملك رد الأذى عن نفسه فلا قانون أقوى من الضمير، ولا مسؤول أحرص من العاطفة، ولا شيء أغلى من الورد

فيا أهل هذا البلد الطيب "وين الورد؟"



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد