ترهل الاداء الوظيفي وبعض مظاهره الاجتماعية

mainThumb

25-06-2009 12:00 AM

فراس حمد فرسوني
 
يصل عمله ويواصل نهاره العملي , يتوافد على مكتبه المواطنون والمراجعون , والعبارة التي تتكرر على لسانه بمجرد رؤيته للمراجعين : معاملتكم في المكتب المجاور وليس عندي . ترتسم كشرة على جبينه ويجلس كمثل الشيخ في وسط عزوته على الرغم من وجوده وحده في مكتبه , مع وضع رجله فوق الاخرى , كما تراه داسا يديه في جيبتيه او ماسكا سبحة مع تعريض منكبيه زيادة على الحجم الطبيعي , طابعه العام المناكفة حتى لو لم يكن على دراية بموضوع النقاش ,كما يتغنى باعمامه او والده او اخواله عندما كان احدهم في منصب اداري ما . ان الخدمة العامة في القطاع الحكومي اساسها التعامل برقي وتحضر وتفان لانجاز ما يتطلبه المسمى الوظيفي لذلك الموظف , وترتقي الامم عندما يتم خدمة المواطن او المراجع بشفافية وموضوعية مجردة ومنزهة عن اي غرض سوى تقديم الخدمة لطالبها.
ان مصطلحات :العنطزة الادارية , والمناكفة الفارغة , والجدل العشوائي والترفع عن القيام بواجبات المسمى الوظيفي العيب او المجد العائلي للموظف ..... كل ذلك ينم عن مرض اجتماعي اولا , وعن نقص في الانتماء الوظيفي ثانيا الذي هو صورة من صور الانتماء الوطني , ثم يمكن ان نرده ولو بنسبة بسيطة الى عدم الوعي الوظيفي وربما الوطني ايضا .
ان النهوض بالاوطان يفرض ان يبتسم الموظف في وجه طالب الخدمة , بل ان يعرض ذلك قبل اولا , مع التواضع في المشية والسلوك وطبيعة الجلسة خلف المكتب , وقبل ذلك النية برفع الهمة وحب العمل ومعرفة الانتماء الحقيقي للمؤسسة والوطن .الاوطان لا تبنى الا بتكاتف الجميع , وهذه الصورة النمطية تعكس نسبة بسيطة ويقول البعض كبيرة , لكني اعتقد ان الخير لا زال باقيا في جهازنا الاداري بالقطاع العام .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد