اعتذارات

mainThumb

07-06-2009 12:00 AM

معتصم القضاة – دبي

بين يدي التاريخ أضع هذه الاعتذارات، اعتذاراً لأنني كنت أحد أبناء جيلٍ شهد شيئاً من هذه الإساءات...
الاعتذار الأول:
للطفولة التي ضاعت بين يدي اللؤم والنفوس المريضة والتي سجلت أقبح ممارساتها في قصة الطفل يزن الذي قضى نحبه بأبشع صورة، وتلته قصة الطفل البرئ ورد وما شابها من ألغاز بينت عمق السفاهة التي يتعامل بها البعض مع الطفولة والأطفال.
وكم من يزن وكم من ورد يعيش على هذه البسيطة!!
الاعتذار الثاني:
للعلم وما وصل إليه الناس من زهد في العلم والتعلم رغم حاجتهم الماسة إليه ورغم سهولة الوصول إلى فنونه وألوانه ، فكانوا أشبه بمن رمى آلاف الكتب في دجلة والفرات.
الاعتذار الثالث:
إلى التاريخ الذي سيكتب في مستقبل الأيام فـتحنى جباه وتلعن أخرى لما فرطت في حقوق الأمة وتهاونت في قدراتها ومقدراتها. وتقول ألسنة وتعلوا : يا ليت مجرى التاريخ قد تحول أو تبدل!!
الاعتذار الرابع:
للكلمة التي تاجر بها أصحاب الألسنة المسعورة كما تاجر بها أولوا الأقلام المأجورة فباعوا الأوطان وضيعوا الإنسان، والكلمة منهم براء وستكون لعنة عليهم في مستقبل الأيام.

الاعتذار الخامس:
للعيون الخجولة وللآذان النظيفة لما لوثته وسائل الإعلام الرخيصة ومواقع الانترنت المفلسة ببثها أبشع الصور وأسوأ الألفاظ بلا حسيب ولا رقيب كل ذلك من أجل حفنة مكتسبات والقليل من اللذات.
الاعتذار السادس:
للأبوة والأمومة التي زجت في بيوت العجزة ودور المسنين، هرباً من الأبناء وتهرباً من مسؤولياتهم تجاه آبائهم، فكافئوا الصبر بالضيق والكرم بالشح، والبذل والتضحية بنكران الجميل.
الاعتذار السابع:
للفقير وقد نافسه الغني على لقمة العيش، وللمسكين وقد زهد في أبسط أساسيات الحياة لتملأ كروش وحسابات بأرقام فلكية ليس لها فائدة إلا العد والتعداد..
edu4us@hotmail.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد