فلاح .. بملابس موظف

mainThumb

25-06-2009 12:00 AM

عمر بني ارشيد

كان وهو فلاح آنذاك يعاني من الفاقة وضنك العيش ومرارة الحياة .. عانى العذاب والألم لكي ينمو غراسه ويكبر محصوله .. يحاول أن يعيش حياة كريمة .. لكن لا جدوى فأعباء الحياة كثيرة .. لذلك ولشدة العوز قرر أن يغادر أرضه متجها للوظيفة .. معتقدا أنها ستوفر له حياة كريمة .. غامر وترك القرية حيث الأرض والأهل والبيت ليكون موظفا في الدولة .. تحقق حلمه وأصبح موظفا في الدولة .

وبالرغم من ذلك عاد ليجلس القرفصاء مرة أخرى منتظرا نهاية الشهر فمعه يكون الراتب .. الحال لم يتغير .. كان ينتظر المحصول واليوم ينتظر الراتب .. فلاح بملابس موظف .

كان يتمنى أن يلبى ذلك الراتب ولو واحد بالمئة من متطلبات الحياة .. الراتب وما أدراك ما الراتب .. الموظف مظلوم اجتماعيا مسحوق ماديا.. حياته يكسوها الروتين وهذا حتما ينعكس على حياته الأسرية .

ماذا عساه أن يفعل سنوات وسنوات تتراكم والراتب يأبى أن يتحرك أو ينمو .. انه ينتظر سنه بطولها وعرضها ليكرم بزيادة سنوية مقدرها ديناران .. ماذا ينتظر ؟ انه ينتظر أعلى درجاته في الوظيفة " درجة خاصة " ليتقاضى أعلى راتب بعد سنوات خدمة تتجاوز الثلاثون عاما وراتب تقاعد لا يتجاوز 350 دينار في أحسن أحواله .. وبعدها لا يستطيع أن يدرس ابنه ويعطيه ابسط حقوقه بان يلتحق بالجامعة إلا إذا كان عنده ارض يبيعها .. نعم صحيح نسيت انه ترك أرضه واتجه للوظيفة .. حتى يبيع أرضه عندما يكبر ابنه .

baniirshaid@gmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد