شو عطر شعورك؟

mainThumb

29-06-2009 12:00 AM

رحمة منذر مريان
أثبتت الدراسات أن العلاج عن طريق الشم له فاعلية كبيرة للتخفيف من آلام الصداع وإزالة التوتر والاكتئاب , وتقوية جهاز المناعة ويقول الخبراء أن الروائح لها تأثير علي الحالة النفسية ومنذ الأزل إرتبطت الروائح بالإنسان وكانت مصدر لتذكر الماضي واستحضار مواقف محددة بعينها، فمثلا يستطيع المولود الجديد تمييز رائحة امه عن غيرها، كما تقترن رائحة ورق التجليد والمحايات بأيام المدرسة أضف على ذلك إنك لما تكون دايخ من الجوع وتشم ريحة "طبيخ" تدغدغ القلب منبعثة من بيت الجيران تتمنى لو كان بإمكانك تناول الغداء معهم وبالمرة تشوف "حبيبة القلب"، ولما تفوح فجأة ريحة قهوة سادة صادرة عن إحدى الجاهات تتخيل أنها جاهة سيجارتك على الفنجان –هذا في حال كنت شخص مدخن طبعاً-

وإلى هنا فكل ما ذكر سابقاً طبيعي ويحدث بشكل يومي وقد نتفق عليه بالاغلبية، ولكن ماذا عن عبير المشاعر؟ ماذا لو كانت مشاعرنا هي الاخرى تصدر أريجاً معيناً؟ فترى المحبين يعبقون باللافندر ويحاولون إخفاء رائحة الحب بعطر "تركيب" حتى لا ينفضح أمرهم، كما تمتاز الخيانة برائحة العث التي لايمكن أن تخفى على أحد والتي لا تزول إلا إذا تم غسل المشاعر جيداً بسيرف الإخلاص ونشرها على حبال التوبة الصادقة حتى تعود إلى طبيعتها، والملل غالباً ما يكون بلا رائحة، ولنا أن نتخيل الفرح بنكهات متعددة ففرحة النجاح بنكهة الليمون المنعش وفرحة الخبر السعيد برائحة الياسمين وفرحة المولود الذي طال انتظاره كرائحة النعنع في ليلة صيف، ومن المهم أيضاً أن نتطرق إلى رائحة الصنوبر التي تفوح من الشهامة والكبرياء ورائحة المسك التي تدل على طيب أخلاق "شخص ما" ووطنيته وكرامته وعزة نفسه، وأخيراً وليس أخراً لتكن رائحة الكذب بنكهة "البطيخ" حتى يتم تمييزها بسرعة وعلى الفور و "الله يعيين الي بده يكذب"......

وفي الحقيقة فإن كل فرد فينا ترتبط مشاعره الخاصة بعبيره الخاص الذي يختلف عن غيره، فعندما تطل الحاجة أم أحمد بثوبها وحطتها تعبق رائحة إحترام بنكهة هيل وزنجبيل، وعندما يميل خصر (.........) بربع ثوب متعدد الفتحات على إحدى الشاشات تفوح على الفور رائحة زيت محروق.......



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد