فقراء الأردن .. ومشروع العبدلي

mainThumb

03-10-2008 12:00 AM

اثناء تصفحي لأحد المواقع الصحفية الإلكترونية ...لفت انتباهي خبر عن مشروع العبدلي ( بوليفارد العبدلي ) ...هذا المشروع الهائل والضخم في كل شيء ... وسأضع بين ايدي القراء الكرام الأرقام المذهلة التي ذكرت في نص الخبر المذكور... 1 ) 26500 متر مربع مساحة الأرض المقام عليها المشروع ... 2 )229000 متر مربع مساحة البناء الإجمالية في المشروع ... 3 ) 3000000000 ( 3 مليار دولار ) حجم الإستثمار الكلي في المشروع ... 4 ) 300000000 ( 300 مليون دولار ) تكلفة المشروع ... 5 ) 130 محل تجاري ...بمساحة 26110 متر مربع ... 6 ) 400 شقة فخمة بمواصفات 5 نجوم ... 7 ) 27000 متر مربع مخصصة للمكاتب ... 8 ) كراج (موقف ) سيارات يتسع ل 1730 سيارة مكون من 4 طوابق ... ويضم بوليفارد العبدلي ...حسب الخبر... مراكز تجارية ومطاعم ومقاهي ومراكز للتسوق والترفيه، فضلا عن المكاتب المجهزة بأحدث التقنيات والشقق الفخمة التي تتمتع بأعلى معايير الخدمة، ليشكل بذلك مركزا سياحيا وسط مشروع تطوير العبدلي.... ويشار إلى أن منطقة تطوير العبدلي أكبر قطعة أرض شاغرة في وسط عمّان، مملوكة بالكامل من جهة واحدة، تضمّ مساحة 447 ألف متر مربّع وتجاوز الاستثمار فيها ملياري دينار.... وقد روعي ان تكون الحياة في المشروع ...حسب الخبر ايضا ... على مدار الساعة، بحيث يكون هناك المقهى والمطعم والملهى وغيره من متطلبات الزائر في اي وقت . والمشروع يهدف الى ايجاد متنفس جديد للمواطن والزائر الى عمان، وخلق وسط جديد للعاصمة ذات مواصفات تلبي احتياجات السائح العربي والأجنبي، خاصة ان طبيعة السائح القادم إلى الأردن، يأتي اما للسياحية الدينية او السياحة التاريخية ومشاهدة الآثار، ونحن نريد خلق بيئة جديدة للسائح تأخذ الطابع الترفيهي ... ويقول الخبر انه قد روعي في الدراسات اختيار نوعية النشاطات التجارية والخدمية و ( الأشخاص ) التي سيكون لها مكان في مشروع العبدلي ...وإن كنا نفهم ( مع بعض الصعوبة ) ما يتعلق باختيار نوعية النشاطات التجارية والخدمية ...إلا اني وبصراحة ...لم استطع استيعاب او فهم معنى اختيار الأشخاص ... إلا اذا كان ذلك يعني ان هؤلاء الأشخاص يجب ان يكونوا من حيثية معينة او من طبقة معينة ... وبقول الخبر بالنص : سيقدم البوليفارد محيطا مميزا يتناسب مع أنماط الحياة لدى الأردنيين والسياح ورجال الأعمال الذين سيجدون في المحال التجارية الفخمة والمقاهي والمطاعم والمسابح المقامة على أسطح المباني فرصة للترفيه.... وهناك طبعا معلومات أقل اهمية وردت في الخبر المذكور آثرت ألا اذكرها تجنبا للإطالة ... إذن ...فالمشروع هائل وضخم وكبير بكل المقاييس ...لولا أن لا مجال لفقراء بلادنا ...والذين يتزايد عددهم يوما بعد يوم ...لدخوله او للإستفادة منه ومما يقدمه من خدمات هم في غنى عنها لسببين ... ا ) ان مثل هذه الخدمات باهظة التكلفة لا تلزمهم اصلا ...اي انهم ليسوا في حاجة اليها ... ب ) ان المواطن الأردني الفقير والذي يجد بصعوبة بالغة ما يقيه شر الجوع ...لا يملك اصلا ثمنا لهذا الترف الإستهلاكي من خدمات وبضائع ضمن مشروع العبدلي ... ..وهنا ارجو ان اوضح ان ما من مواطن اردني عاقل وحريص على وطنه يمكن ان يقف ضد التنمية او ضد المشاريع التنموية او ضد اقامة اي مشروع من شأنه ان يدر دخلا على خزينتنا المتعبة والمدينة ...ولكننا نبدو متناقضين حد الحزن عندما نرى دائرة الفقر تتسع يوما بعد يوم في ظل سياسات اقتصادية حكومية تنقصها الحكمة والبصيرة ..وهيمن ( وما زال ) عليها فكر الليبرالية الجديدة بكل مثالبه وسلبياته ( التي اوصلتنا الى ما وصلنا اليه دون الخوض بالتفاصيل ) ...دائرة الفقر تتسع بينما تقوم في بلادنا مثل هذه المشاريع العملاقة التي لا تخدم بالتالي الا فئات محددة من الأردنيين ...وهنا ايضا قد لا يتسع المجال للحديث عن الممارسات التي امتهجتها امانة الاصمة مثلا في اجبار ملاك العقارات والأراضي في منطقة العبدلي على بيعها بأثمان لا تتناسب وقيمتها الفعلية ...وضد رغبة الملاك اصلا ...فهذا موضوع آخر يستحق مقالات ومعالجات ليس هذه مكانها ... في الوقت الذي لا ننكر فيه اهمية مثل هذه المشاريع ...بل ( وضرورتها احيانا ) ...إلا اننا نرى ان مصلحة المواطن الفقير والمحدود الدخل تكمن في تحسين حالة المدارس وتوسيع مظلة التأمين الصحي ...وادخال تحسينات جذرية على خدمات النقل العام ومحاربة بؤر الفقر ومعالجة اسباب البطالة ...وإقامة المشاريع الإستثمارية الزراعية والصناعية التي من شأنها تشغيل اليد العاملة الأردنية ...فهذا هو الإستثمار الحقيقي الذي سيساهم بالتأكيد بالتخفيف من معاناة المواطن الأردني .... الكاتب : عاطف رضا زيد الكيلاني




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد