السياسات العامة لن تكون رهينة للإشاعات والجهل

mainThumb

14-10-2008 12:00 AM

وصلت الرسالة الشفوية التي وجهها جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين للصحفيين عند انتدابه لسمو الأمير رعد بن زيد لحضور حفل إفطار نقابة الصحفيين في الرابع والعشرين من شهر أيلول الماضي؛ والذي اعتاد جلالته على حضوره في السنوات السابقة.

وكانت دلالات عدم الحضور استياء جلالته من أعمال قام بها صحفيون في الأشهر الماضية من اغتيال للشخصيات والترويج للفساد والاشاعات المغرضة وتعاظم وتيرة الإقليمية بالإضافة للذم والقدح الموجه لبعض القوى السياسية.

 

وبالرغم من وصول الرسالة حتى النخاع إلا أن فهمها استعصي على البعض.

الصحفيون والمسؤولين المتنبئين الذين سارعوا بعد عيد الفطر الى نسج الشائعات بوجود تعديل وزاري قريب, قاموا بإقالة بعض الوزراء الحاليين وعينوا وزراء جدد عسى أن تلقى اشاعاتهم المصحوبة باسماء المستوزرين التأثير المطلوب بتوجيه القرار, بالاضافة الى تقصد الحاق الضرر بسمعة بعض الوزراء الحاليين, اذ كانت اشاعتهم ترمي الى التقصير او الفشل في صنع القرار.

 

ومجددا قامت إحدى الصحف الالكترونية الأردنية ببث خبر وجود تعديل وزاري مرتقب، وكان مصدرها المعتاد "مطلع رفض ذكر اسمه" وقوبل الخبر بما يقارب 60 تعليقاً ضمنت نحو 30 أسماً لمسوزرين جدد وجميعهم من المسؤولين.

أسماء المستوزرين كما توقعت صحيفة الكترونية أخرى إجراء تعديلاً وزارياً قريباً، وطرحت أسماء وزراء جدد كما اقالت خمسه آخرين من الحكومة الحالية.

 

وإذا كانت الشائعات الحالية تخدم مصالح البعض طمعاً في المناصب, متجاهلين مصلحة الوطن والوقت الذي يحتاجه الوزير لوضع الهيكلة والخطط والتعديلات المتعلقة بمصير شعب باكمله، اذ أن حكومتنا الحالية واجهت وتواجه تحديات كبيرة على الصعد كافة كما لم تواجهها ايا من حكوماتنا السابقة، اهمها ما يتعلق بالوضع الاقتصادي المتارجح والمصاحب لتعملق الاسعار في وطن يفتقر للموارد الطبيعية في ظل ارتفاع اسعار النفط عالميا.

 

واذكر بحوار جلالة الملك عبد الله الثاني في مقابلته لوكالة الانباء الاردنية "بترا" في الثلاثين من حزيران الماضي ، عندما قال "أذكر مرة أنني تحدثت مع والدي، رحمه الله حول الإشاعات التي كانت تدور حول احد المسؤولين الحكوميين، وطلب مني أن اتوخى الحذر قبل تكرار أي شيء سمعته (لأن الفرق بين الكذب والحقيقة أمر في غاية البساطة - هو وجود البرهان). وقال رحمه الله لي إن الناس الذين يتفوهون بإدعاءات خطيرة يمكن أن تؤذي سمعة الآخرين ومسارهم الوظيفي دون أدنى برهان، هم إما جهلة أو جبناء. وقال لي إننا لن نسمح أبدا باختطاف الأردن من قبل الجبناء أو الجهّال. واليوم، هذه رسالتي لإخواني وأخواتي المواطنين الأردنيين الشرفاء، وهي أن السياسات العامة لن تكون رهينة للإشاعات والجهل."





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد