مبدأ منتهى حسن النية اهم مبادئ التامين

mainThumb

20-10-2008 12:00 AM

عندما وجدت عملا في احدى شركات التامين كان اول ما تعلمته على ايدي من سبقني في هذا المجال هو ان يقوم طالب التامين بتعبئة طلب التامين بكل بنوده وبكل صراحة وان يقوم ذلك الشخص بالادلاء بكل المعلومات التي اطلبها منه وبكل صدق وامانة وان على شركة التامين التي كنت اعمل بها ان تقوم بدراسة هذا الطلب وفي حال عدم وجود اي شيء يتنافى مع اصدار ذلك العقد فان طالب التامين يصبح مؤمنا لديها وبعد ان يقوم بدفع القسط او يتم الاتفاق فيما بيننا على طريقة دفع القسط فان العقد يصبح حكما ساريا من تاريخ تعبئة الطلب وهنا قد توفر مبدأ حسن النية بين الطرفين وهذا المبدأ ساريا في جميع انواع التامين ويجب ان يعمل به كل موظفي شركات التامين .

ولكن وللاسف وبعد انقضاء السنوات الطويلة وبعد دخولي في عالم التامين وتمرسي اكثر لهذه المهنة وجدت ان هذا المبدأ لا يزال بعيدا عن بعض موظفي تلك الشركات مع وجود بعض طالبي التامين من مفتعلي الحوادث ( وهذا يجب ان لا يعمم حتى لا نصل الى مرحلة لا نفرق بين عملاء الشركة ) فطالما قامت شركة التامين بواجبها بالكشف الحسي والعيني على الشيء موضوع التامين وطالما انه قد تمت الاجابة على جميع الاستفسارات فلا يجوز ان نطعن بها عند التقدم لاي مطالبة ، ان هذا التناقض يظهر جليا في مطالبات حوادث المركبات فالتعامل بين الطرفين يشهد ومنذ اللحظة الاولى لمراجعة صاحب المركبة ترى بعض التوترات بين الطرفين وللاسف ينظر بعض موظفي الحوادث بعين الشك تجاه المراجع ويحاول وبمختلف الطرق ان ينقص حقه في المطالبة توهما منه على ان ذلك سوف يوفر على الشركة بعض الاموال علما انه بهذا العمل يفقد تلك الشركة زبائنها فالمعلومة التي تم اثباتها عالميا بان العميل الجيد هو افضل وسيلة للدعاية المجانية بينما العميل الغير راضي يحاول وبشتى الوسائل ان يعطى الصورة السلبية في كل مكان وزمان عن تلك الشركة وقد يقوم بتضخيم الموضوع اكثر مما يسىء لها في الاسواق المحلية ومعروف بان السوق الاردني ليس كبيرا فالمعلومة والاشاعة تنتشر فيه بسرعة .

ان اهم وظيفة الادارة الناجحة هو تثقيف موظفيها بان يتعامل مع المطالبة المقدمة له بكل صدق وامانة وبحسن نية وان يقوم بواجبه لجبر الضرر الذي تعرض له المؤمن له وان لا يزيده اذى بانقاص لحقه في المطالبة فقيمة الحادث التي يقدرها معاين شركة التامين ليس دستورا يجب ان يكون صحيحا علما ان بعض ورش الاصلاح تحاول ان تضع العراقيل في وجه العميل عندما تكون معتمدة لشركة التامين من اجل الحصول على رضا تلك الشركات وتحويل اكبر اصلاحات لها بينما من المفروض عليه ان لا يتدخل في تلك المطالبة لان وظيفته هو الاصلاح وبافضل صورة لخدمته اولا ومن ثم خدمة الشركة .

لقد حصلت بعض شركات التامين على سمعة طيبة لانها لا ترتعب من الحادث وان تتجرأ بحله بكل مصداقية ولا ضرر من ان تقوم بعمل اتفاقيات ثنائية بين ورش وكالات الشركات نفسها طالما انها قد اخذت القسط المطلوب تجاه ذلك حتى لو كلفها بعض الزيادة نتيجة جودة العمل واعطاء كل ذي حق حقه مما يجعل صناعة التامين التي متطورة وتصبح اكثر تقدما قياسا مع تقدم حاجة الانسان لها فالتامين لم ياتي مصادفة بل جاء نتيجة لحاجة ملحة حتى وان بدأت في الدول الاوروبية قبل دخولها الى بلادنا العربية التي نرى تعاملا اكثر سلاسة وافضل صورة في بعض الدول وعكسها في دول اخرى .

ان مبدأ حسن النية كما ذكرت في بداية حديثي اهم مبادئ التامين لذا فانا ومن هذا المنبر انادي بضرورة تفعيله وان يتم تطبيقه في جميع انواع التامين وان نقتدي بالنظريات والدروس التي نتعلمها على ايدي الخبراء سواء محليين او من خارج الاردن وهذا سيجعل من صناعتنا التامينية محل اعجاب وفخر وخاصة ان غالبية موظفي ومدراء شركات التامين في الدول المجاورة من الاردنيين وهذا شيء محل فخر واعتزاز وهي نقطة ادعو الجهات المعنية ان تدرسها بكل صدق عن سبب خروج تلك الكفاءات الى الاسواق المجاورة علما اننا بحاجة ماسة لوجودها في بلدنا الاردن الذي نحبه ونعمل علة تطويره في جميع نواحيه الاقتصادية والاجتماعية . المهندس رابح بكر مدير دائرة تامين السيارات عضو الجمعية الاردنية للوقاية من حوادث الطرق Rabeh_baker@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد