حوار مع شيخ فاتحة الكتاب (2)

mainThumb

22-10-2008 12:00 AM

لم يطل غياب الشيخ فداهم أحلامي بلا استئذان هذه المرة . فهو حق المعلم على تلاميذه ولست معترضا على ذلك . فقلت: عدنا إلى حكاياتك فما جديدك يا شيخنا ؟. قال : الم أعلمكم التسامح ؟؟ لماذا تلهثون خلف الإشاعات ؟؟ لماذا عدتم إلى الأخذ بالشبهة ؟؟ لماذا عدتم لوأد البنات لمجرد الشك وقلتم جريمة شرف ؟ هل انتم احزم من الفاروق حتى بقتل بعضكم بعضا وتعادون الذميين من أهل دياركم .

هل وقع بكم من إخوتكم ضيما أقسى مما وقع على الخليفة عثمان حتى يستل كل سيفه بدعوى انه على حق ؟؟ الم أعلمكم أن حرية الرأي مثل الطرق بحاجة إلى إشارات تنبيه لا تعيق السير؟؟؟؟؟؟؟؟؟

من المستفيد من إثارة النعرات العشائرية واللعب على تناقضات الأعراق والمذاهب والصفحات الباهتة في أي قطر عربي.؟؟؟ الم ادعوكم إلى بناء أجيال ناضجة متسامحة تثري حياتكم و مكتباتكم بالإبداع والمكتشفات العلمية اللازمة لبناء أقطار هذه الأمة ولا تنظروا إلى من يدفعكم إلى أن تقودوا عرباتكم وعيونكم دائما للخلف ؟ لماذا تناسيتم الدرس الأول في بناء الحضارة والدرس الأول في بناء الأوطان الم أنبهكم ؟؟؟ الم تكن البديهية الأولى: ((كل انجاز حققته البشرية أساسه رؤيا) هذه الرؤيا تولدت في ذهن شخص فسعى لتحقيقها وهي صالحة للخير والشر في نفس الوقت .

فمن لديه رؤيا للخير سيجد الفكرة ويطرحها ويعمل من اجلها . الفكرة تتحول إلى مشروع وتتشعب الوسائل والطرق في تحقيق الفكرة وكل رؤيا يجب أن يكون لها هدف واضح ونبيل . بدونه ستتحول الرؤيا إلى مغامرة قد لا تحمد عقباها إذا كانت من النوع المخل بالسلم الاجتماعي في أي قطر .)) حاولت الكلام فداهمني صوته المزمجر مرة أخرى صارخا : الم أعلمكم ترك الجدال هل نسيتم قولي :؟؟: ((حين نتعمق في أي مسألة علينا أن لا نضيع في التفاصيل فننجر إلى مربع الجدال فمن يرغب بإضاعة الحقيقة يجادل ليخفي هدف يريد الوصول إليه ويستمد من الجدل وسائل إرهاق المحاور فيضيعه بين الفواصل والنقاط ومواضع الهمزة .

ولهؤلاء مدرسة فكرية قائمة أذاقت الأمة الويلات في زمن التناحر بين العقلية والنقلية . ودول الطوائف . وفي جميع محطات الانكفاء الحضاري لهذه الأمة . حيث تقوقع أصحاب هذه الدعوات خلف مواقف مسبقة ونوايا مبيتة .)) فهل فكرة نبش الضغائن وتعزيز الفرقة ورائها أهداف ؟ أم تحقيق لغايات من لا يريدون لأقطار هذه الأمة الخير والتقدم ؟ أم شطحات كاتب هدفه إثراء المكتبة الفكرية العربية بما لا ينفعها . قلت لم افهم..ماذا تقصد؟؟ هذه رسالة محبة واحترام لجميع المثقفين والكتاب في عصركم ودعوة للحوار الديمقراطي المستند على احترام ثوابت السلم الاجتماعي والبعد عن التشهير والتشويه والإثارة من كل الأصناف .

ومن هذه الأصناف المسلسلات التي أوقف عرضها لمساسها ببعض المؤثرات السلبية بين بعض العشائر . وردود الفعل التي تنجم عن نبش بعض المنسيات من أحداث وقعت في ظرف بعيد عن الحال الذي تعيشه هذه العشائر اليوم .

رفعت يدي محاولا الكلام . فأشار لي بالصمت وخرج من نور النافذة وداهم حجرتي صوت المؤذن لصلاة الصبح وهمس قلمي شامتا بي.... إلى اللقاء في زيارة قادمة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد