هل سيكون 2009 عام الزراعة في الأردن ؟

mainThumb

22-10-2008 12:00 AM

حين يعلن جلاله الملك المعظم حفظه الله ورعاه , في منطقه العارضه قبل أيام , وهو المبادر دائما , أن عام (2009 ) سيكون عام الزراعة في الأردن ,تكون هذه الدعوة الكريمة ...(آلتي استغرب أنها لم تلاقي ما تستحقه من اهتمام إعلامي محلي رغم أهميتها الوطنية والاستراتيجية في تعزيز الآمن الاقتصادي الغذائي لهذا الوطن الغالي ),وبها يكون جلالته قد وضع بيديه الكريمتين الوصفة السحرية المناسبة الفورية , آلتي تمكن الأردن العزيز من تجاوز , تداعيات الفوضى الاقتصادية العالمية السائدة وتجنب أثارها آلتي تنبئ بكساد كبير , بالرجوع فورا إلى المربع الاقتصادي الأول الذي عرفته البشرية ألا وهي الزراعة والرعي , أي الاعتماد على الأرض المباركة , في إنتاج المحاصيل الزراعية بأنواعها , وآلتي لا يمكن للبشر الاستغناء عنها أبدا في معيشتهم , فإذا اجتهدنا وركزنا كل قوانا و إمكانياتنا وجهناها إلى هذا الاتجاه ,قد نصل إلى الاكتفاء الذاتي , وربما التصدير إن شاء الله تعالى ............. ولماذا لا ...لقد كان ....الأردن بلد زراعي , حينما كانت حقول القمح في قرانا وبوادينا تسد الآفاق .... وكنا نشاهد البيادر في كل مكان ,لقد كان الأردن حتى السبعينات يكتفي ذاتيا منه وكنا نصدره قبل ذلك , نعم القمح هذه السلعة ذات الأهمية الاستراتيجية الكبيرة ....؟؟؟ , فنحن أبناء القرى الذين تزيد أعمارنا عن الخمسين, تعلمنا وتدربنا على الزراعة في المدارس , وكان التعليم آنذاك يركز على تعليمنا الزراعة ووسائلها وكل ما يتعلق بها من تصنيع غذائي وغيرة , في المرحلة الإعدادية لمده 3 سنوات , وكنا نمارس الزراعة بانو أعها , لقد كان أهلنا نحن الذين نسكن مناطق(الشفا ) يركزون على زراعة كافه المحاصيل الزراعية الصيفية آلتي تعتمد على مياه الأمطار فقط ( دون الالتفات إلى مقولة شح الموارد المائية ),كالحبوب بكافه أنواعها ( قمح , شعير , عدس حمص , كرسنه ... الخ ) والخضار كذلك ( بندوره , خيار . فقوس , باميا ,... الخ ...ناهيك عن الأشجار المثمرة بكافه انو أعها .... أما لماذا ....تراجعت الزراعة عندنا انذاك ...فلذلك اسباب كثيرة ...منها ارتفاع كلفه الإنتاج مما سببت بعدم قدرة المزارع الأردني على المنافسة والصمود والاستمرار, وتعرضه للخسائر المتلاحقة ,في ظل غزو المحاصيل الزراعية ألا جنبيه ...وخصوصا مادة القمح ...وكلنا نذكر ...(خرائط ) شوالات الطحين (الزيرو) وغيرها ( الأمريكية ) ذات الأيدي المتصافحة ...والمكتوب عليها ( هديه من شعب الولايات المتحدة الأمريكية ) التي أغرقت أسواقنا ....وكذلك بسبب السياسات الزراعية الرسمية المرتبكة و الخاطئة , التي مارستها الحكومات المتعاقبة , والسماح بالزحف العمراني على المناطق الزراعية ... وخاصة تلك السهول ...التي كانت من ضمن المناطق التي سميت قديما ب( اهراء روما ) لغزارة إنتاجها من القمح , وبسبب عدم وجود دعم حكومي حقيقي لمساعده المزارع على الصمود ... تراجع تدريجيا الإنتاج الزراعي عندنا أصبحنا بلدا مستهلكا بعد أن كنا بلدا منتجا , و أصبحت جميع السياسات الحكومية تصب في هذا الاتجاه , والتوسع الكبير بالاقتراض لتنفيذ خطط تنميه مرتجله , متسرعة وغير مدروسة جيدا , فاصبحنا في عام 1989 تحت طائلة مديونية, تسببت بانكشاف وضعنا الاقتصادي وهبوط قيمة الدينار الأردني إلى النصف .

هذه المديونية البالغة حوالي السبعة مليارات دينار ,كانت قد أثقلت كاهلنا وسببا في معاناتنا خلال العشرين سنه الماضية وما تزال , رغم كل المحاولات الاصطلاحية , التي كانت عبارة عن وصفات جاهزة من البنك الدولي وغيره ,أو الشباب قليلي الخبرة الذين تسلموا مواقع قيادية وحاولوا الاجتهاد بأن يطبقوا علينا أيضا وصفات اقتصادية نظرية جاهزة لم تؤتي أؤكلها , هم ألان اكثر الناس صدمه واندهاشا من التغيرات الزلزالية الاقتصادية التي أصابت العالم بأسرة , وكذلك خلال أزمتنا المزمنة هذه , لم يلتفت إلى معاناتنا ولم يشعر بنا ومعنا ,من كنا نعتقد انهم إخواننا في الدين والعروبة من الذين انعم الله عليهم بنعمه النفط ,إلا بالنزر اليسير الذي لا يغني ولا يسمن من جوع , حتى نكتشف انهم في ليله واحدة خسروا اكثر من مائتي مليار دولار دون أن يتأثروا ...فكم يملكون إذن؟ ...هل لو فعلوا خيرا ...وسددوا مديونيتنا مثلا واعتبروها من ضمن هذه الخسائر ؟ لكانوا بذلك قد قدموا لنا معروفا لا يمكن نسيانه , بل سنبقى شاكرين حامدين لهم ... فنحن أوفيا ...لمن يمد يده لنا!!!!!.

لقد كانت هذه الخسائر كفيله بإلغاء الفقر في العالم الإسلامي كله ...نحن لا نقول هذا شامتين بهم ...ولكن ...لعله يكون درسا بليغا ...؟؟؟؟؟............. أما لماذا الذين كانوا يخططون للاقتصاد الأردني وحولوه إلى اقتصاد استهلاكي غير إنتاجي ,و لم يأخذوا بحسبانهم , أن الطفرات الاقتصادية آلتي حصلت في الأردن , لم تكن ناتجة عن تطور طبيعي , إنما بسبب الظروف السياسية المحيطة بنا , وآلتي آدت إلى تدفق الهجرات البشرية المتلاحقة بسبب الحروب والنزاعات والتدهور الأمني في البلدان المجاورة خلال القرن الماضي , وانه لو عادت الأوضاع إلى سابقتها وحلت مشاكل المنطقة السياسية مثل القضية الفلسطينية والقضية العراقية وحتى اللبنانية في نزاعاتها الداخلية وعم السلام فيها , فلسوف يعود معظم المهاجرين إلى مناطقهم , لأنها كانت تلك المناطق تاريخيا بالأصل دائما جاذبه للسكان , لذلك و بعد أن جربنا النمط الاقتصادي الاستهلاكي واقتصاديات السوق , وذقنا مرارتها وقسوتها ,.. علينا الان التوقف فورا و الابتعاد عن إجراء التجارب والوصفات الاقتصادية الجاهزة النظرية ونقلها ...دون الالتفات إلى ظروف بلدنا واحتياجاتنا , بل اعتماد التخطيط السليم والاستفادة من ذوي الخبرة والكفاءة , وطبيعي جدا , أننا حتى ننجح علينا آن نحارب الفساد جميعه بجدية وتصميم وعزم حتى ننجو...

وبالعودة إلى الزراعة نكون قد عدنا إلى جذورنا الحقيقية وبدأنا بالاعتماد على نفسنا, فعلينا استثمار كافه طاقتنا وإمكانياتنا , في بناء اقتصادنا, لذا علينا بالتخطيط السليم هذه المرة ...وإجراء الدراسات العلمية الزراعية اللازمة , في تطوير الأساليب الزراعية الحديثة آلتي تناسب بلدنا , ووضع حلول جذرية للمشاكل المائية والزراعية التي تواجهنا ,وإدارة موارد مياهنا بشكل علمي دقيق , وزراعة كافه المناطق القابلة للزراعة , حتى الحدائق المنزلية , وتطوير أساليب التسويق الزراعي (إنشاء هيئه خاصة بالنقل والتسويق ), فنحن نعرف الفرق بالسعر في الأسواق المركزية ما بين ما يأخذه المزارع ويبيع به التاجر ...ليتقلص هذا الفارق لصالح المزارع والمستهلك ( فالضرائب والكمسيون ورسوم البلديات وغيرها , يجب أن تكون بنسبه مئوية معقولة عند سعر البيع وليست قيمه ثابتة على حساب المزارع ....الذي كان في بعض الأحيان .. يكتب له على الفاتورة ...شكرا) .... كذلك علينا نعود للاقتصاد البديل الموازي ( الحاكورة ) الحديقة المنزلية ... و( المنوحة ) رأسين من الغنم آو ثلاثة ..وتوفير الاحتياجات المنزلية من مشتقات الألبان و( خم الدجاج ) ....و(المؤونة السنوية ) أي تخزين المواد الغذائية الضرورية لمده عام كاحتياط استراتيجي لمدة عام كامل ...كما كان يفعل آباؤنا سابقا ...وعدم التشدد بقوانين المحافظة على البيئة ...في المدن والقرى ...

فهذه الحيوانات تخلف مواد عضويه صديقه للبيئة ...وكان أهلنا الطيبين يعيشون من انتاج هذه الحيوانات ... ..... علينا جميعا في الأردن مواطنين ورسميين, الانصياع التام , في تنفيذ رغبات جلاله الملك المعظم حفظه الله ورعاه , , في اعتبار الزراعة قضية وطنية مصيرية ، تصب في مصلحتنا جميعا , في سبيل توفير الآمن الغذائي الذي يصب في أمننا الاقتصادي و الاجتماعي والسياسي , نعم و آلف نعم للعودة إلى أرضنا الحبيبة ... أمنا الرؤوم , نرتبط بها ونتمسك , فتطعمنا من جوع , و تؤمننا من خوف .

بحول وقوة من الله سبحانه وتعالى ,متمنيا أن يطيل بعمر جلاله سيدنا وان يمتعه بالصحة والسعادة والعافية . وان يحفظ وطننا الغالي من كل مكروه وان يديم عليه غزته أمنه وسيادته وان يبقي رايته خفاقة مرفوعة دائما وأبدا .....آمين

Talabj @yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد