الصامدون في الجامعة الأردنية

mainThumb

02-11-2008 12:00 AM

سأبتعدُ قليلاً?Z عن الخطوة التي أعلن عنها رئيس الجامعة الأردنية من تحديد موعد انتخابات اتحاد طلبة الجامعة على أساس الانتخاب الكامل لجميع أعضائه، فهذه الخطوة ليس محلاً لغير الإشادة والثناء وهي تعكسُ ترجمة لتوجهات القيادة الأردنية في مجال دعم الشباب وتمكينهم من التعبير عن أنفسهم بصورٍ حضارية وليكن يوم الإنتخاب كما قال رئيسهم "نهارا من الورد والشعر والعطاء والسنابل والفرح".

وينبغي في هذا المقام التنبيه إلى أن مسؤولية النجاح أو عدم النجاح تقعُ على عاتق طلبة الجامعة لإنجاح النموذج في الجامعة الأردنية على أساس الوعي وانتقاء الأفضل بعيداً عن المعايير غير السويّة للإنتقاء. فالأمل معقودٌ بنواصِ الشباب الذين يملكون المستقبل، وعليهم مواجهة القادم من التحديات لأمتهم بالعقل والبحث والإبداع ، وقد أعجبتني لفتة للشباب آملُ ألا ينساها الكثير في حديث الأستاذ المعلّم حين قال " ...بلدكم من أفقر أربع دول في العالم في مجال المياه وتنامون ليلكم الطويل...."

سأتركُ هذا الجزء الهام من الحديث لجزء آخر هام حين جاء فيه: "... أنني أحيّ الصامدين في الجامعة الأردنية حتى الآن من أعضاء هيئة التدريس والباحثين المتميزين والذين يبقون معنا بالرغم من ما في هذه الدنيا من فقر وعوز وضنك...". هكذا قال المعّلمُ والرئيس، ولا ندري أنفرحُ بهذه التحية أم نآسى؟ ففيها التكريمُ وفيها شيءٌ من المواساة نحتاجه حين?Z لا يُصغي إلينا أحد، ولا يرانا أحد، ولا يدري بنا أحد! وهم "سمّاعون" لغيرنا ويروننا ويدرون أنّا مثقلون بحبّ هذا الوطن، وهم يعلمون شأوا أم أبوا حقيقة المسؤولية الملقاة على عاتقنا في هذه الصروح الأردنية الرفيعة وعلى رأسها الجامعة الأردنية.

لن نعيد ما قلناه "مِراراً " و"م?Zراراً " بأن ظروف عمل الأستاذ في الجامعة الأردنية وأخواتها لم تعد تسّر صديقاً، ولستُ في وارد الحديث عن تفاصيل هذه المعاناة المعيشية ولكنني سأكتفي بالقول إن استمرار الوضع القائم ليس مقبولاً ، ولعل الصبر?Z لا يطول كثيراً، فتحيةُ الأستاذ الدكتور خالد الكركي –على أهميتها وبلاغتها- قد لا تبقى مقنعةً رغم كونها تكريماً معنوياً كبيراً للأساتذة، ولكنها ستكون بحاجةٍ لتكريمٍ ماديّ يُعيد الأمور إلى نصابها حين كان أساتذة الجامعات من أبرز مكونات المجتمع التي تحظى بالإعتبار والتكريم والألق، بل كانوا "سلطةً أكاديميّةً" في الدولة يُشار لها بالبنان.

ورغم أن حالةً من الإحباط والشعور بالعتب على صنّاع القرار تسودُ في "السلطة الأكاديمية" إلا أن الأمل ما زال قائماً ومشروعاً في أن يتم تصويب الخلل من خلال إقرار زياداتٍ مجزيةٍ للعاملين في الجامعات الأردنية فهم ليسوا أقل شأنا ودوراً ومسؤوليات من أقرانٍ لهم في هذا البلد في السلطتين التشريعية والقضائية حازوا على دعمٍ سخي وتكريمٍ بالغ. فأساتذة الجامعات هم "سلطةٌ أكاديمية" أبلغُ التأثيرِ في حاضر الأمّة ومستقبلها. فما زال الأملُ قائماً ومشروعاً وما زال بوسعنا أن نحلم ،،، ففينا ، ومنّا، ومعنا، ولنا خالد.... فلنا منه التحية وله منّا الألقُ..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد