دعوا شاؤول موفاز يكسحهم

mainThumb

17-06-2008 12:00 AM

شاؤول موفاز يريد أن يصبح رئيسا للوزراء ، وهذا مشروع منطقي ، فهذا الشخص يلبي بالتأكيد وبشرف الشروط الاساسية لشغل هذا المنصب الذي هو الأصعب في العالم ، والقضية هي أن الطريقة التي يحاول فيها رئيس هيئة الاركان ووزير الدفاع السابق شق طريقه نحو قمة الهرم تثير شكوكا ثقيلة بوجود مشكلتين حساستين: إما أن شاؤول موفاز لم يخلع بعد زيه العسكري ويعتبر ادارة الدولة مثل ادارة الحرب تماما ، وإما أن تكون قدرته على الحكم مختلة تدفعه الى الاعتقاد بان مواطني اسرائيل في عام 2008 ما زالوا يعتقدون أن من يصرخ أكثر من غيره ويهدد ويخيف أكثر ويقتل أكبر عدد من العرب بصورة أساسية - هو الذي سيكون رئيس الوزراء الأكثر نجاحا.
لم ننسى بعد موفاز الذي كان وزيرا للدفاع حيث همس باذني رئيس الوزراء شارون بشيء ما حول الحاجة للخلاص من ياسر عرفات ، هذه كانت خطوة موفازية كلاسيكية: اسرائيل تواجه مشكلة الشريك الفلسطيني الذي لا يلبي المتوقع منه؟ ما المشكلة؟ شاؤول يقوم بالتصفية لتنفيذات مضمونة بقدر محدود ويتحدث عن ذلك أيضا أمام عدسات الكاميرا جهارا لأنه لا يكفي أن يكون الأزعر في الحارة بل يتوجب أن يعرف الجميع انه العربيد فيها.
عرفات رحل الى عالمه بهذه الطريقة أو تلك ونحن علقنا تائهين ضائعين مع حماس إلا أننا أصغينا لما يقوله لنا موفاز ، أنت تنهض في الصباح مع مطلب موفازي بالدخول الى غزة وسحقهم سحقا ، وتأكل طعام الغذاء على الحان معارضته الحازمة لأية محاولة لجس النبض حول إمكانية التفاوض مع العدو السوري ، أما في سويعات المساء عند حلول نشرة الأخبار المسائية فتكتشف أن وزير المواصلات قد وجد الحل للتهديد الايراني: على اسرائيل أن تهاجم ايران ، وكيف لا،؟ موفاز يذكرني بالملصق الذي صدر قبل سنوات بمبادرة من اليمين بعنوان: "دعوا الجيش الاسرائيلي يحرز الانتصار" ، وكأن المشكلة كلها هي صدور ضوء أخضر لجيشنا وطائراته حتى تضرب ضرباتها وبعد ذلك يسود الهدوء في البلاد لأربعين عاما على الأقل ، هذا جيد بالنسبة للثرثارين والمجادلين الحماسيين وهو يؤثر بصورة غير سيئة في البرامج الاذاعية التي يشارك فيها السامعون ، إلا أنه مقلق بعض الشيء عندما يصدر عن الشخص الذي قد يصبح عما قريب الشخص الأهم في الدولة.
الاستعراضات الوهمية التي يقوم بها موفاز هي بالضبط مثل تلك التي يقوم بها الطرف الآخر من الخريطة ، هذا الطرف الذي يعتقد اننا إن تفاوضنا فقط مع حماس وتزلفنا للأسد وحاولنا تفهم احمدي نجاد - فسيصبح كل شيء على ما يرام.
في كلتا الحالتين نحن أمام رؤية تلائم الهوامش وليس الوسط المركزي ، هي شرعية أحيانا لأنها صحيحة كذلك ولكنها لا تستطيع أن تكون بطاقة هوية لمن يراهنون على أن يصبحوا قادة عقلاء يتحلون بالمسؤولية وعمق البصيرة ، يبدو لي أن آباء نظرية الترهيب والتخويف في السياسة الإسرائيلية وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو يدركون منذ زمن ما يرفض شاؤول "رجل الرجال" ان يستوعبه.
اذا كان موفاز يعتقد فعلا أن حل كل مصائبنا ومشاكلنا يكمن في السماح للجيش الاسرائيلي بسحق الفلسطينيين فيبدو لي أننا جميعا في محنة ، وإن كان يعتقد أن هذه هي الوسيلة للوصول الى أفئدة الجماهير ، فمن الأجدر بالجماهير أن توضح له فورا وعبر الاستطلاعات أننا نكره حماس ونخشى ايران بدرجة لا تقل عنه ، ولكننا نتوقع من قادتنا أكثر بكثير من النرفزة العصبية ودق طبول الحرب./«يديعوت احرونوت»


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد