المقومات السياحية الطبيعية في الأردن

mainThumb

01-07-2009 12:00 AM

يتمتع الأردن بمزايا ومقومات جغرافية وطبيعية تجعل منه بلداً سياحياً في جميع فصول العام، وتُلبي معظم الأهداف التي ينشدها السائح ، حيث تتوافر فيه المشاتي والمصائف والينابيع الطبيعية والغابات والصحاري (البوادي) والشواطئ ، وهكذا فان البيئة الأردنية بيئة غنية ومتنوعة ، حيث تتمتع المملكة بالثراء الطبيعي الذي يجمع بين الغور والريف والبادية وتبعاً لهذا التنوع البيئي تتنوع الحياة والكائنات الحية النباتية والحيوانية.

ومن دراسة عامة لملامح الجغرافية الطبيعية للأردن نجد أن أرضه تتوزع على ستّ بيئات طبيعية كبرى ، تتخللها بيئتان طبيعيتان هما: بيئة الحياة البرية (الفطرية) وبيئة المنكشفات الصخرية (التي تخلو من غطاء متصل من التربة والنبات)، وهذه دراسة موجزة لهذه البيئات:

* - البيئة الغورية: وتشكل ما نسبته 5.6% من مساحة الأردن وهي الأرض المنخفضة التي تمتد من الباقورة شمالاً إلى العقبة جنوباً وتشكل في معظمها مشاتي الأردن ، وفيها المعالم الجغرافية التالية:

- نهر الأردن (الشريعة): ويبلغ طوله 110 كم وبمحاذاته تقع سهول الزور والى الشرق منه سهل الغور الذي يشكل سلة الغذاء الأردنية من الخضار والفواكه، وفي الجزء الجنوبي منه يوجد المغطس في منطقة وادي الخرار ، وهناك وقف السيد المسيح عليه السلام بين يدي النبي يحيى لكي يتعمد بالماء ويعلن من خلال هذا المكان بداية رسالته للبشرية .

- البحر الميت: وهو أخفض بقعة في العالم، ويبلغ طوله 70 كم وعرضه 10-16 كم، ويتعرض البحر الميت حالياً إلى عملية تآكل وانحسار سريعة، ويمتاز بارتفاع ملوحته حيث تصل إلى 33%، وهو من اشهر المواقع في السياحة العلاجية وفي سياحة المشاتي حيث توجد على ساحله الشرقي بنية سياحية متقدّمة تخدم هذين الاتجاهين.

- وادي عربة: ويصل طوله إلى 150 كم ويصل بين البحر الميت والبحر الأحمر.

* - البيئة الشفاغورية: وهي الأراضي الواقعة بين الغور غرباً والجبال شرقاً ويتراوح ارتفاعها من سطح البحر إلى ارتفاع 600 متر تقريباً فوق سطح البحر، وهي بيئة تمتلك الخصائص الطبيعية للغور والجبل معاً ويوجد فيها عشرات من المواقع الأثرية مثل أم قيس وطبقة فحل وكركمة والسبيرة وهنيدة وهجيجة وفقارس وقافصة وعمتا (المواقع السبعة الاخيرة تقع على اطراف جبال عجلون الغربية).

* - البيئة الجبلية : وتشكّل ما نسبته 5.8% من مساحة المملكة وتقع في هذه المنطقة معظم المدن الأردنية (اربد وعجلون وجرش والسلط وعمّان والكرك والطفيلة وغيرها)، وتنقسم هذه الجبال إلى وحدات تضاريسية تتفاوت في ارتفاعاتها وتشكل في مجملها مصايف الأردن، ومن أهم الجبال: جبال اربد وعجلون (أعلى قممها جبل أم الدرج 1247م) والبلقاء (أعلى قممها جبل يوشع 1097م) ومؤاب والشراة (أعلى قممها جبل باقر 1952م).

* - بيئة السهول (الداخلية): وهي امتداد للمرتفعات كما أنها سهول هضبية تقريباً وتشكل ما نسبته 11% من مساحة المملكة وتتواجد في ثلاثة مناطق:

- السهول الشمالية حول مدن اربد والرمثا والمفرق وجرش وبيت راس والحصن، وكانت قديماً تسمى أهراء روما (أو مستودعاتها).

- السهول الوسط وتمتد حول عمّان والزرقاء ومأدبا.

- السهول الجنوبية وتمتد حول مدينة الكرك والربة، وهناك جيوب سهلية تتخلل المناطق الجبلية مثل منطقة الديسة.

* - بيئة البادية (الصحراء): وتشكّل ما نسبته 77.4% من المساحة العامة للمملكة، وتخلو من وجود تجمعات سكانية رئيسة، وتنتشر فيها العديد من الواحات والمحميات مثل الرويشد والصفاوي والجفر والأزرق ومحمية الشومري. * - بيئة الشواطئ (خليج العقبة): وهي امتداد طبيعي للبحر الأحمر، حيث توجد مدينة العقبة السياحية وهي الميناء الأردني الوحيد، وتمتاز بتنوع الكائنات البحرية فيها من اسماك وشعاب مرجانية، كما تمتاز بتنوع الرياضات السياحية مثل الغوص والغطس.

بالإضافة إلى البيئات المذكورة أعلاه يوجد في الأردن بيئات طبيعية أخرى تتخلل تلك البيئات، وتعتبر من عوامل الجذب للسياحة البيئية وهذه البيئات هي:

8 - بيئة الحياة البرية (الفطرية): حيث تتنوع الكائنات الطبيعية (من نبات وحيوان)، ولذا تنبهت الدول إلى أهمية هذا الجانب في السياحة البيئية فأقامت بها المحميات الطبيعية للحفاظ على الأنواع النادرة من الحيوانات البرية وحمايتها من الانقراض، وأهم المحميات الأردنية:

- محمية ضانا (جنوب الأردن) قرب مدينة الطفيلة.

- محمية الشومري (في الصحراء الشرقية) قرب الأزرق.

- محمية الموجب (على الشاطئ الشرقي للبحر الميت).

- محمية عجلون (شمال الأردن) قرب مدينة عجلون باتجاه راسون.

- محمية الأزرق (في الصحراء الشرقية) في واحة الأزرق.

* - البيئة الصخرية (المنكشفات الصخريّة): وهي من البيئات الجاذبة للسياح ، حيث تتنوع فيها المظاهر الجيورمورفولوجية من جبال صخرية وأودية جرداء ومصاطب صخرية وجروف تشكل في مجملها مناطق جذب سياحي للمهتمين بالمغامرات وتسلق الجبال، وتوجد هذه البيئة في البيئات السابقة وبدرجات متفاوتة، ولكنها تتسع في جنوب الأردن حيث تعتبر المنطقة جزءاً من الدرع العربي الآسيوي حيث يخلو سطحها تقريباً من وجود التربة والنبات، وتعتبر مدينة البتراء الوردية نموذجاً حياً يمثل بيئة المنكشفات الصخرية، ولجمال هذه المدينة وروعتها الطبيعية فقد فازت في المرتبة الثانية لتصبح إحدى عجائب الدنيا السبع، وذلك في احتفال أقيم في لشبونة (عاصمة البرتغال) مساء يوم السبت 7/7/2007.

نظراً للمقومات السياحية الطبيعية السابقة فانه يمكننا القول بان السياحة البيئية (Ecotourism) تمثل المستقبل الحقيقي للسياحة في الأردن ، ولذا تبذل هيئة تنشيط السياحة الأردنية جهوداً كبيرة للترويج لهذا النوع من السياحة في مناطق مختلفة من العالم وخاصة في منطقة الخليج ، ونستطيع القول بأن جميع أنشطة السياحة البيئية العالمية توجد في الأردن – من فضل الله - وذلك للتنوع الكبير في البيئات الأردنية الغنية بالمواقع الأثرية المختلفة التي تحاكي الطبيعة الأردنية لتشكل في مجملها عوامل قوية في الجذب السياحي ، فهل يمكننا إستثمار هذه الخصائص الطبيعية ؟!! وكيـــــــف ؟!!!

وللمزيد عن هذا الموضوع أنظر :

- البحيري، صلاح الدين (1973)، "جغرافية الأردن"، ط1، مطبعة الشرق، عمّان.

- الصالحي، مؤيد، "آفاق استراتيجية: نحو تدعيم السياحة البيئية"، على موقع جريدة الصباح الإلكترونية

- صالح بن رميح (1428)، "اتجاهات الأسرة السعودية نحو السياحة الداخلية"، مجلة الدارة، دارة الملك عبد العزيز، الرياض .

- غرايبة، خليف (2008) " السياحة البيئية " دار يافا ، عمان .

- غرايبة، خليف (2008) " السياحة الصحراوية في الوطن العربي " دار قنديل ، عمان .

- كولينات، كلاوس وشتاينكة، البرت (1991)، "جغرافية السياحة ووقت الفراغ"، مطبعة الجامعة الأردنية، عمّان.

- هيئة تنشيط السياحة (2002)، الأردن-دليل الزائر، عمّان، ص19.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد