الرغيف العربي الطويل وملكة جمال الزيتون !!!!

mainThumb

07-12-2008 12:00 AM

لفت انتباهي خبراً على صفحات السوسنة الغرّاء أن هناك ( دولة عربية ما ) قامت بصنع أطول رغيف خبز في العالم ، والهدف من صنع هذا الرغيف الطويل واضح هو الدخول في كتاب جينيس للأرقام القياسيّة ، ولكنني غير سعيد بهذا الخبر الّذي يبدو للعديد انّه إنجاز وطني كبير !!!!!!!!!

وسأخبركم سبب عدم سعادتي للخبر . على الجانب الآخر وفي دول عربية أخرى وبالتّحديد إفريقيّة نشرت بعض الصحف الأردنيّة صوراً لأطفال لم يظهر عليهم أثر تناول الطعام ولا الحليب ولا حتى على ما يبدو أنهم تناولوا الخبز الناشف مع الشاي ( إن وجد) منذ فترة ليست قريبة ،وظهرت هياكلهم العظميّة وشحبت أجسادهم ،فهل يا ترى هؤلاء الجوعى لم يكن لهم حظاً من هذا الرغيف الطويل ليسدوا به جوعهم . علماًُ أنني واثق أنّ هذا الرغيف الطويل لن يتم توزيعه على الأفراد بعد ما صنعوه ليأكلوه، بل لتصويره والتجول ذهاباً وإياباً على طول هذا الرغيف المتميز في أداءه .

هذا يقودنا إلى موضوع طويل جداً أثار قضيته طول الرغيف العربي المتميز والّذي نحن بصدد الحديث عنه في هذا المقال ، وإنني أتساءل وبشكل يحيّر العقول ، لماذا نجد من يموت جوعاً في أمتنا العربيّة على الرغم أن الله سبحانه وتعالى قد حباها الخيرات من نفط ومعادن أخرى وأموال مكدسة في البنوك الأجنبيّة منذ عشرات السنوات وبالأرقام الخيالية التي لا يتصورها حتى عقول من يختص بالإقتصاد والأمور الماليّة !!!!!!!

لماذا نشاهد على مرأى العين أنّ خيرات هذا الوطن العربي تذهب لمن ليس لهم به حق ولا حتى في الحديث عنه،لا أن يسلبوه وبقوة السلاح!!!!!!بينما هناك من يموت من الجوع دون الإستفادة من خيرات الوطن !!!! يجب أن تنعكس خيرات هذا الوطن على أبناءه ،فلا نجد فيه فقيراً ولا معوزاً ،ليس من منطلق الإخاء والقوميّة العربيّة فقط، بل لأن الإسلام العظيم قد أعطى حقاً للفقراء في هذا المال ، فلو طبقنا مبدأ الزكاة من الأموال العربيّة بتوزيعها على الفئات التي نصّ عليها القرآن ممن لهم نصيب فيها فلن تجد فقيراً واحداً وهذا ما حصل بالفعل في عهد الإمام العادل عمر بن عبد العزيز حيث لم يجدوا فقيراً واحداً يعطونه من الزكاة .

الآن أوضح لكم سبب عدم سعادتي بخبر صنع الرغيف العربي الطويل والسبب هو انّني لم أسمع انّ فقراء هذا الوطن تناولوا لقمة واحدة من هذا الرغيف، ويا ليتهم قاموا بتوصيل هذا الرغيف لمن يتضوروا جوعاً لسد جوعهم الشديد وإنقاذ حياتهم من الموت بسبب الجوع .

هذا الرغيف يذكرني بما جرى في دوله عربية أخرى وهو( اختيار ملكة جمال الزيتون ) علماً أنّ هذه الشجرة المباركة لن يشرّفها اختيار هذه الملكة لسبب واحد أنّ الرغيف الطويل لا بأس لو كان معه قليلاً من الزيت والزيتون نرسله إلى الجائعين من أمتنا العربية والإسلاميّة لإنقاذ حياتهم من الموت بدل هدر الوقت على اختيار الملكة المذكورة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد