غزة على مفترق الشرعية

mainThumb

15-12-2008 12:00 AM

يواجه الفلسطينيون اليوم مأزقا خطيرا لم يواجهوه من قبل في تاريخهم المليء بالصراعات الداخلية عبر سنوات الثورة الفلسطينية ومسيرة النضال الفلسطيني الا ان هذه الازمات كانت تنتهي بعد صراعات طاحنة.

لكن ما يميز الصراع الحالي هو الانقسام الداخلي لا نه اكسب الاحتلال مزيدا من التعاطف الدولي وعزز من مواقفه في مسائل مفاوضات الحل النهائي وهي المتعثرة اصلا.

دخلت حماس الانتخابات على قاعدة اوسلو وهي التي ترفضها اصلا ومع ذلك نجحت في الانتخابات وشكلت حكومتها بموافقة الرئيس عباس وفرض العالم حصاره عليها في وقت كانت الخلافات بين حماس والفصيل الرئيسي للسلطة الفلسطينية وهي حركة فتح متصاعدة وامتد الاقتتال الداخلي بين الطرفين الى ان انتهى بانقلاب دموي قادته حماس وسيطرت من خلاله على القطاع بعد مجازر دموية في حقيقتها تعد جرائم حرب بحاجة لمحاكمة دولية .

يبدو ان حماس نجحت في مخططها للسيطرة على غزة بهدف اقامة نظام خاص بها شبيه بنظام الملالي بايران وهذا جوهر ما يخطط له تنظيم الاخوان المسلمين منذ نشأته واعتماده على مبدأ التضليل او ما اسميه بنظام التقية الذي يتبعه الشيعة منذ فجر تاريخهم.

لكن الان انقسمت العرب الى عربين كيان في غزة يمك?Zن لنفسه بكل الوسائل من اجل الانفصال التام ويتمسك بشرعية حصل عليها قبل الانقلاب وفقدها بانقلابه الدامي وما زال يصرعلى هذه الشرعية في تناقض عجيب لم يحدث قبل ذلك. وتزداد الامور تعقيدا بقرب انتهاء فترة ولاية عباس الرئاسية من وجهة نظر حماس ورفض حماس قبول ما يفسر بان ولاية عباس لا تنتهي في 9/1/2009م.كما تدعي حماس.

وبالمقابل كيف تصرفت السلطة الفلسطينية تجاة الانقلاب....؟؟؟ 1 - ان موقف عباس والسلطة قبل الانقلاب في 15/6/2007م كان تجاهل تحذيرات مدير المخابرات الفلسطينية حول نية حماس الانقلاب على السلطة واعتبرتها تهويش وفي هذا اغفال لمبدأ رئيسي من مبادئ الامن الوطني ولو من باب الحيطة والحذر.

2- لم تتخذ القيادة الفلسطينية العبر والعظات من مشاهد الاقتتال الداخلي قبل الانقلاب والمبادرات المصرية المتكررة والتي توجت بالمبادرة السعودية الاخيرة لحقن الدماء. ولكن هذه المبادرات انتهكت في كل مرة مما مهد لحماس الانقلاب.

3- عدم اعلان قطاع غزة اقليما متمردا على السلطة منح حماس عنصر قوة اضافية لان السلطة بقيت ملتزمة ماليا واداريا تجاه غزة فكان هذا بمثابة انقلاب مدفوع الثمن وكأن السلطة تريد له الاستمرار. مما يطرح علامات استفهام كثيرة. 4- قبول عباس لمبدأ الحوار الداخلي في القاهره وقبل تراجع حماس عن انقلابها مما اكسب حماس شرعية لفعلتها وصارت ندا للسلطة الفلسطينية بالرغم من انها فصيل من الفصائل الموجودة على الساحة ولكننا لا ننكر حجمها ومع ذلك لا يجوز ان تكون ندا للسلطة الفلسطينية.

5- ضعف وتخبط القيادة الفلسطينية في الاستقرار على رأي لأنهم تارة مع الحوار بشرط التراجع عن الانقلاب وتارة مع حوار بدون شروط وتارة تبادل الاتهامات فهذا التخبط وعدم وضوح الرؤية لدى القيادة الفلسطينية تجاه الانقلاب مكن لحماس كل عناصر القوة فهي تظهر بخطاب اعلامي يشدد على الحوار بينما ترتكب مجازر على الارض في غزة وتهيئ نفسها بكل عناصر القوة لحكم غزة بالحديد والنار وبتواطؤ اقليمي بحت..!! اين تكمن الحلول لهذا الموقف المعقد........؟؟؟ اعتقد ان الحل يكمن في اختيار احد الحلين التاليين ......!

أ‌- اما ان يعلن عباس عن قطاع غزة اقليما متمردا وبالتالي تنتهي الولاية القانونية والاخلاقية من قبل السلطة الفلسطينية تجاه غزة . ويكون بذلك لزاما على حماس ومن يدعمها التكفل بسكان القطاع واحتياجاته اليومية من رواتب ودواء وغذاء لانه لا يعقل ان تبقى السلطة ملتزمة بالقطاع وهو خارج سيادتها وعندئذ ستفكر حماس وتعيد حساباتها وفقا للوضع على الارض. ب‌- الاعلان عن حل السلطة الفلسطينية في الضفة والقطاع وعودة الامور الى ما قبل اوسلو طالما ان المفاوضات متعثرة منذ زمن بعيد وبما ان الخلاف حاليا يدور حول انتهاء ولاية الرئيس ابو مازن من وجهة نظر حماس مما يحتم عليها اعلان احمد بحر رئيسا للسلطة وبذلك تكسب الرهان بالسيطرة على القطاع باسم القانون الاساسي الذي انقلبت عليه ولم تحترمه اصلا وتطالب بالضفة الغربية ايضا وهذا هو ما تخطط له حماس وفي النهاية ان حالة التخبط السياسي لدى قيادة السلطة سيؤدي الى نتائج خطيرة على الساحة الفلسطينية وعلى مستقبل القضية الفلسطينية. ويكمن مفتاح الحل للصراع الداخي باتخاذ قرارات حاسمة من قبل الرئيس عباس قبل فوات الاوان.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد