الزرقاء العطشى ..

mainThumb

23-08-2010 07:36 AM

لقد اعتدنا عند زيارتنا الى القرى الاردنية ان نرى اهل هذه القرى ومن ضمن برنامجهم اليومي ذهاب فتيات هذه القرى وما عرفوا شعبيا (بالورادات ) للتزود بالمياه من مصادرها التي اعتادوا عليها لجلب احتياجاتهم من المياه ( النبعة ، الغدير ) وتأمين ما يلزمهم للطبخ والغسيل والشرب وبوسائلهم الاعتيادية البسيطة التي تعودوا عليها وهي الدواب ( الحمار ، البغل ) وهو المظهر الجميل الذي يعكس تراثنا الرائع الذي يكاد ان يندثر نتيجة للتقدم التقني و التكنولوجي الذي حرم اصحاب هذه القرى واهل هذه الينابيع من ينابيعهم ومصادر شربهم عندما وفرت لها كل الاسباب الكفيلة بتلويثها والقضاء على عذوبتها من خلال السماح لمياه الصرف الصحي للسير جنبا الى جنب مع مجاري هذه الينابيع وبالقرب من مصادر هذه الينابيع العذبة .



 لقد كانت وفي حقبة زمنية ليست بالبعيدة بعض مناطق المملكة كقضاء بيرين وهي احد ضواحي مدينة الزرقاء تشتهر بينابيعها الكثيرة العذبة وابارها الارتوازية التي كانت مقصدا لمعظم اهالي الزرقاء وعمان كمقصد سياحي يتميز بعذوبة مياهها وخضرة جبالها حتى كان البعض يتناصحون فيما بينهم بضرورة زيارة هذه المنطقة الجميلة والاستنشاق من هوائها العليل الذي فيه شفاء لمرضى الربو ومائها العذب الذي فاقت عذوبته في فترة مضت المياه الكندية . ان تدفق مياه محطة تنقية ابو نصير الى الوادي المعروف بوادي بيرين خلسة واصحاب هذه المنطقة القرويون البسطاء الطيبون نيام يعتبر جريمة كبيرة بحق الطبيعة ارتكبها المجرمين الذين سمحوا لانفسهم بالاعتداء على طبيعة اوجدها الله للبشر وبثوا سمومهم في مصادر المياه العذبة ليلوثوها بمخلفاتهم وحولوا الوادي الجميل الذي عاشت فيه الاسماك في فترة زمنية سابقة وكانت تنمو على جانبيه الانواع المختلفة من الاعشاب الطبية للتداوي بها وبعض الاكلات الصحية لمن كان ما زال يذكر الاكلة الشعبية ( الخبيزة ) والتي اصبحت الان وان وجدت ملوثة وغير صحية لتغذيها على مخلفات محطة التنقية في ابونصير ويتبادر في ذهني اسئلة كثيرة هي : 1- لماذا فعلتم ذلك ايها المجرمون بحق الطبيعة ؟ 2- من الذي سيقاضي هذا النوع من المجرمين ؟ 3- هل نحتاج الى منظمة تعنى بحماية الطبيعة كالموجودة في الدول الاوروبية ؟ 4- اين دور وزارة البيئة المغيبة تماما عن هذه الاعتداءات والجرائم بحق الطبيعة ؟



وعودة الى الموضوع الرئيس في هذا المقال وهو المنظر الذي لم نعد نراه في قرانا من الورادات الى الينابيع في قرانا ، ولكن العريب في الموضوع باننا اصبحا وعلى غير المألوف نرى هذه المناظر في مدننا ، فنتيجة للازمة غير المسبوقة للمياه في محافظة الزرقاء مثلا والتي تعيش هذه الايام اياما عصيبة جدا لم تألفها سابقا فانك اصبحت يرى الاطفال حاملين قوارير المياه متجهين الى اي مصدر لتعبئتها تجدهم عند ابواب المساجد وترىسيرات البكب محملة ببراميل بحثا عن مصدر لتعبئتها وتنكات المياه التي اصبح يباع فيها متر الماء بسعر غرام الذهب والذيلم يعد يمتناول الجميع .



الزرقاء العطشى تناجي جلالة الملك مباشرة ووزيرالمياه مباشرة لانها يأست الفوضى والتخبط الموجود في مديرية مياه الزرقاء وتكبر وتعجرف مساعد الامين العام المهندس احمد الرجوب على التعامل مع المواطنين لدرجة باننا شككنا بانه وزير المياه وليس مديرا او مساعد اضافة الى اغلاقه لهاتفه طوال فترة الازمة وغيابه المتواصل عن المديرية ناهيك عن عدم قدرة المدير الجديد وحسب الموظفين بنفس المديرية عن ادارة الازمة والكشف عن الخلل ، واحاديث كثيرة عن علاقة المسؤولين عن محابس المياه بهذه الانقطاعات عن احيائهم واحاديث اخرى عن تلقيهم الرشاوى لايصالها اليهم واقربائهم في احياء اخرى واحاديث واحاديث واحاديث .



محافظ الزرقاء الدكتور سعد الوادي المناصير لم يئلوا من جهده جهد في التغلب على مشكلة المياه في المحافظة فتجده تارة يقعد اجتماعا للمجلس الاستشاري والتنفيذي ليضعهم في صورة الحدث وتارة اجتماعا مع ادارة المياه وتارة يشكل لجنة لتلقى الشكاوى وتارة اخرى يخاطب الوزير بضرورة ايجاد الحلول الناجعة لهذه المشكلة حتى تحول مكتب المحافظ الى مقر لتلقى شكاوى المياه .



اخيرا وليس اخرا الجو حار جدا والزرقاء عطشى جدا والامر خطير لا بل خطيرا جدا وان السكوت عليه مؤشر خطير و اصبح الناس يتنازعون على المياه ويعتدون على خزانات بعضهم والمشكلة في تفاقم كبير ، وانا ادعو الحكومة من هذا المنبر الحر ان تسرع لا بل تتعجل في حل هذه المشلكة في الزرقاء حتى لا تسوء الامور ولربما تكون البداية وجزء كبير من حل المشكلة في الزرقاء هو تغيير اركان الادارة فيها لان الادارة وحسب معلومات بان الادراة لم تكن راضية بان تكون في الزرقاء بل ربما طوحها في العاصمة او غيرها والله اعلم . ففي السابق وفي عهد ادارات سابقة لم تكن تصل المشاكل الى هذا الحد وفي اسوء حالاتها . 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد