تفاصيل خطة اعدها صدام للهروب من السجن بمساعدة فصائل من المقاومة العراقية

mainThumb

30-10-2009 12:00 AM

الضجة التي أثارها كتاب المحامي العراقي خليل الدليمي حول أسرار ما حصل مع الرئيس الراحل صدام حسين في أيامه الأخيرة لها ما يبررها خصوصا بعد إعلان كريمة الرئيس رغد تنصلها من المذكرات بنسختها التي نشرها المحامي الدليمي ومحاولة أكثرمن طرف الإستئثار بالمسألة.
كتاب الدليمي الذي يحمل عنوان صدام حسين من الزنزانة الأمريكية ..هذا ما حصل صدر عن دار المنبر السودانية للطباعة والنشر، ومؤلفه صرح عدة مرات بعد الضجة المثارة بانه لا يسعى للمال او للشهرة، مؤكدا ان الجزء الأول من الكتاب يحاول الإجابة على بعض التساؤلات الملحة حول حقيقة ما جرى في الأيام الأخيرة لحكم الرئيس صدام بما في ذلك ظروف الإعتقال والمحاكمة وما جرى داخل غرفة الإعدام.
الدليمي تحدث ايضا عن ثلاثة أجزاء من الكتاب قائلا في مقدمة كتابه: كتاب واحد لا يتسع لمذكرات الرئيس الشفوية والخطية التي بلغت مئات الصفحات، إضافة إلى الشعر الذي ناهز الألف بيت، لذا أكتفي في هذا الكتاب بنشر مذكرات الرئيس الشفوية على أن أنشر مدوناته الخطية لاحقا. ورغم الضجة التي أثارها الكتاب إلا ان الطبعة الأولى منه على الأقل في أسواق العاصمة الأردنية عمان نفدت من الأسواق، مما يدلل على شغف الرأي العام العربي بمعرفة ما حصل، خصوصا وان المؤلف هو الشخص الوحيد الذي اجتمع بالرئيس صدام لـ 144 مرة كما قال منذ لحظة إعتقاله إلى لحظة إعدامه.
ويؤكد الدليمي ان الرئيس صدام قبل رحيله ألح عليه لتدوين كل ما يقوله ويرويه لانه توقع تصفيته جسديا من قبل الأمريكيين في اي وقت، كما جادل صدام المؤلف الدليمي باسم الكتاب وإن كان ترك له في النهاية حرية تسمية الكتاب الأول.
ويتضمن الكتاب وفقا لمؤلفه مذكرات صدام حسين ابتداء من عام 1959 عندما هاجم موكب الزعيم عبد الكريم قاسم في شارع الرشيد وسط بغداد إلى حين تسلمه السلطة، والحروب التي خاضها، والعلاقات العراقية ـ الأمريكية، ويتطرق كذلك إلى مشكلة الأكراد، وتأميم النفط العراقي، والحرب العراقية ـ الإيرانية في الفترة ما بين 1980 ـ 1988، وموضوع الكويت.

المحاور

صدر كتاب صدام حسين من الزنزانة الامريكية ..هذا ما حصل بنحو 479 صفحة في طبعته الاولى مع غلاف انيق يضم صورة الرئيس صدام وصورة المؤلف المحامي خليل الدليمي مع اربعة عناوين فرعية تتضمن قصة اسر الرئيس وكيفية احتلال بغداد واكاذيب الامريكيين واسباب تأخر اصدار الحكم بالاعدام. وضم الكتاب 27 فصلا تحدثت عن عدة موضوعات بما فيها الجوانب السياسية وبعض اسرار وتفاصيل المحاكمة ومحطات من عمر الرئيس والعراق وتغطية شاملة الى حد ما لبعض الاوضاع السياسية.
ويبدأ الكتاب بصورة للرئيس صدام وهو يقبل القرآن الكريم داخل قاعة المحكمة مع فقرة كاملة من مقدمة مذكراته يعقبها تمهيد من الكاتب يوضح فيه اسباب اهتمامه باصدار الكتاب الذي تضمن لاحقا قصيدة شعرية قصيرة اهداها صدام حسين الى محاميه خليل الدليمي في السادس من اذار/مارس عام 2005 ثم كلمة عن صدام حسين موقعة باسم أسير من رفاقه لم تحدد هويته، وبعد ذلك كلمة بقلم الكاتب السياسي العراقي علي الصراف الذي كان معارضا بارزا للرئيس لعدة عقود، تضمنت اشارة الى هيئة البطل الاسطوري التي ظهر بها صدام عند اعدامه.
وقبل بدء السرد ينشر الكاتب الدليمي برقية سريعة من صدام يقول فيها ..اطلب منكم ان لا تبتأسوا اذا صدر الحكم وان لا تكون أعصابكم مشدودة وان لا تفرحوا اذا ما أجلوا صدور الحكم فأنتم لم تخسروا القضية فقد تموت اجساد ولكن القضية حية لا تموت.
وفي الفصل الاول يتحدث الكاتب عن الظروف التي جعلته عضوا في هيئة الدفاع وعن رسالة امتنان وجهها صدام له. ويعرض الكاتب لفصول الكتاب الذي يحتوي عشرات الصور النادرة لصدام في المحكمة وفي لحظة اعدامه مرة بصفة الراوي ومرة بصفة الناقل للمذكرات. كما يدخل الكاتب في تعليقات ذات بعد سياسي احيانا على بعض الاحداث ويعرض بالتفصيل لتفاصيل لقائه الاول بالرئيس صدام وهو لقاء حذر به الاخير من ايران التي تحلم بالاستيلاء على جنوب العراق واقامة دولة كبرى واحياء الامبراطورية الفارسية على حساب العراق ودول الخليج.
وفي هذا الاطارطلب صدام اعادة قراءة ملف حربه الدفاعية ضد ايران رافضا الاعتراف انها كانت خطأ ومتحدثاعن استنفاد خطوات حسن النية.

إجتماع مطعم الساعة

وحسب مضمون الكتاب يسترسل الراوي في نقل احاديث صدام الذي أكثر من التحرك ليلة الغزو الرئيسية ثم دعا للاجتماع في مطعم الساعة في حي المنصور وعندما دخل القادة لاحظ صدام ان احد الاشخاص المهمين تغيب عن الاجتماع فطلب تغيير مكان الاجتماع وبعد فترة قصيرة ضرب المكان فعلا.
ويروي صدام انه ذهب الى مدينة الرمادي بعد اكتمال احتلال بغداد واقام لدى عائلة وطنية صديقة هي آل خربيط وتواجد معه عدي وقصي وبرزان شقيقه وضربت الدار التي اقام فيها بعد استخدام احد الشبان لهاتف الثريا، ثم توجه صدام الى قضاء هيت متنكرا ومتنقلا بين ضواحي الرمادي. واعترف لاحقا الرئيس صدام بحصول ثغرات مهمة عند احتلال بغداد تمكن العدو من استغلالها، وقال انه جرح في خاصرته اليسرى في منطقة الأعظمية بعد اطلاق النار عليه من قبل مدرعة امريكية. وقال صدام انه في الايام الاولى للاحتلال تنقل كثيرا لرعاية ودعم المقاومة في بعض المناطق مثل ديالى ونينوى واطراف الموصل والحويجة وصلاح الدين والانبار.
لكنه لم يمكث في اي مكان اكثر من ثلاث ساعات حتى لا يثقل على اهل المناطق، وقال انه كان يتخفى بملابس عربية او بزي الرعاة ويتنقل بسيارات متوسطة وكبيرة وسيارات عمومية (تاكسي) ويوجه التعليمات للمقاومة عبر الرسائل الخطية او الزيارات الميدانية، متحدثا عن عدم تمكن نقاط السيطرة الامريكية عدة مرات من اكتشاف وجوده.
ونشر المؤلف رواية خاصة بمعركة المطار بقلم قائد الحرس الجمهوري سابقا الجنرال سيف الدين الراوي. كما ناقش المؤلف الرواية الامريكية في القبض على صدام حسين، ونقل عن الرئيس صدام روايته لحادثة القبض عليه بعد ان لاحظ الاخير بان الامريكيين ارادوا تقديمه بطريقة غير لائقة كما فعلوا مع الجنرال نورييغا في بنما. وقال صدام انه تعرض للضرب عدة مرات بعد اعتقاله، كما تعرض للتعذيب من قبل الحراس، مشيرا الى انه طلب من الطبيب فحص فكيه متوقعا انهما كسرا من شدة الضرب، كما ظهر في الصورة التي التقطت وان الطبيب كان يبحث في فروة رأسه عن كدمات حصلت من شدة التعذيب. وروى صدام كيف استقبل ثلاثة اشخاص وهم عدنان الباجه جي واحمد الجلبي الذي بقي صامتا وموفق الربيعي الذي اكثر من الشتائم والكلمات البذيئة، مشيرا الى انه حاول القيام لضرب وتأديب الربيعي لكن الأمريكيين امسكوا به.
وبحسب الكتاب كان صدام يقرأ القرآن ويصلي خمس مرات في اليوم خلال اعتقاله، وكان مهووسا بالنظافة ويدخن السيجار الكوبي الذي كان مولعا به ويمارس الرياضة في زنزانته الصغيرة. وقال صدام انه في نهاية ايام نظامه، وفي الوقت الذي اجتاحت فيه القوات الامريكية بغداد، بقي في المدينة حتى 10 او 11 نيسان/ابريل 2003 الى حين تبين ان المدينة ستسقط بالتأكيد.

لماذا لم يقاوم عند الإعتقال

ينقل الكتاب قصة القبض على صدام حسين على لسان الرئيس الراحل نفسه الذي ينقل الدليمي عنه القول: كنتُ أتردد على دار أحد الأصدقاء في قضاء الدور في محافظة صلاح الدين..بالقرب منه أحد القصور الرئاسية في الضفة الثانية، وكان صاحب الدار صديقا أثق به ثقة كبيرة وهو (قيس النامق)، وكنت آنذاك أكتفي باصطحاب اثنين من أفراد حمايتي من المقربين لي، كيلا أثقل على صاحب الدار، ولكي لا تكون الدار هدفا مرصودا للقوات الأمريكية، ودرءا لأي طارئ، قمنا بوضع دراجة نارية وحصان وزورق جاهز في النهر أمام الدار لكي نستخدمها جميعا عند الحاجة، إذا ما جاء الأمريكان من جهة الصحراء نقوم باستخدام الزورق، وإذا ما جاؤوا من جهة النهر أو الشارع نستخدم الحصان ونسلك الأراضي الزراعية.
ويضيف صدام: لقد أعددنا العدة لكل حالة، ثم زيادة في الحذر قمنا بإنشاء ملجأ تحت الأرض كي نلجأ إليه في الحالات الطارئة، ويشبه الملاجئ التي كنا نساعد العراقيين في إنشائها في زمن الحرب العراقية الإيرانية.
ويقول صدام: قبل القبض علي، تكونت لدي بعض الملاحظات على صديقي صاحب الدار، فقبل أسبوع من الاعتقال، بدا لي شارد الذهن، وقد بدأ وجهه يتغير وتصرفه غير طبيعي.ومن شدة ثقتي به لم يساورني أدنى شك في احتمال أن يغدر بي..بدا لي في بعض اللحظات أنه خائف ومرتبك، ومع الأسف فإنه ركب الهوى، وتبع الشيطان.وربما هي الغنيمة التي وعده بها الأمريكان.أما أنا فلم أكن أملك مبلغا كبيرا من المال لأتحسب للخيانة مكانا، كان كل ما معي هو مليون ومائتان وثمانون ألف دينار، أدير بها بعض عمليات المقاومة..لذا، عليكم أن تخبروا العراقيين أن قيس النامق وإخوانه هم الذين وشوا بي.
ويتابع الرئيس العراقي الراحل: كنت أمضي وقتا في هذا البيت أكثر من أي وقت آخر، ففي أحد الأيام، كنت في أماكن بعيدة ولعدة أيام أتفقد بعض فصائل المقاومة وبعض دور العراقيين، عدت لهذه الدار وأنا منهك من التعب، كان الوقت عصرا، فأخذت المصحف الشريف وقرأت بعض الآيات وبقيت حتى الغروب، كانت زوجة هذا الصديق تعد لنا الطعام، وعندما حان وقت الصلاة، أطبقت المصحف واتجهت إلى مكان الصلاة، فإذا بصاحبي يأتي راكضا من خارج الدار صائحا: لقد جاؤوا، مكررا هذه العبارة عدة مرات، فتساءلت عمن يكونون، فأجاب: الأمريكان.
وعلى الفور نزلت إلى الملجأ، وبعد دقائق اكتشف الامريكان مكاني فقبضوا علي من دون أية مقاومة، بل لم أضع في حسابي مقاومتهم لأن السبب هو أنني قائد، ومن جاؤوا كانوا جنودا وليس من المعقول أن أشتبك معهم، وأقتل واحدا منهم أو أكثر وبعدها يقومون بقتلي، فهذا تخل عن القيادة والشعب، لكن لو كان بوش معهم لقاتلته حتى أنتصر عليه أو أموت ...

صفقة قتل صدام

وفي الفصل الخامس والعشرين من الكتاب يعرض الدليمي تفاصيل صفقة قتل الرئيس صدام، مبينا أن المصادر الأمريكية تشير، في محاولة لإلقاء مسؤولية ارتكاب جريمة قتل رئيس الدولة الشرعي بكاملها على حكومة الاحتلال الموالية لإيران، إلى أن عددا من كبار الضباط الامريكيين ضغطوا على السفارة الأمريكية للاتصال بواشنطن لتأجيل تنفيذ عملية قتل الرئيس.وتذهب هذه المصادر الى حد القول إن بعض هؤلاء الضباط أوحى بأنه سيرفض تسليم الرئيس إلى حكومة المالكي، وأن الحاكم الامريكي الفعلي للعراق زلماي خليل زاد، سفير أمريكا في المنطقة الخضراء قد فشل في اقناع المالكي بتأجيل عملية القتل. وعن آخر طلب للرئيس الراحل، يقول الدليمي في الساعات الأولى من ليلة الجمعة، قبل الإعدام، اصطف بعض الضباط الأمريكان، منهم قائد المعتقل، وقاموا بتوديع الرئيس الذي طالب بتوديع أخويه برزان وسبعاوي.
ويضيف : تمضي الساعات، وقضى الرئيس تلك الليلة كعادته على سريره بعد صلاة العشاء يقرأ القرآن، بعد أن أبلغه الضابط الأمريكي، قائد المعتقل، بأن موعد الإعدام سيكون فجرا، كان حراسه الأمريكان يراقبونه بكل حذر، اعتقادا منهم بأنه ربما يشنق نفسه، وفي الرابعة فجرا، قدم الى غرفة الرئيس قائد المعتقل، وأخبره بأنهم سيسلمونه للعراقيين، وسأله عما يطلب.توضأ الرئيس وأخذ المصحف وقرأ ما تيسر له في ذلك الوقت القصير.ثم طلب ان تسلم حاجياته الشخصية الى محاميه، ومن ثم الى كريمته رغد.وطلب منهم أن يبلغوا كريمته بأنه في طريقه الى الجنة للقاء ربه بضمير مرتاح ويد نظيفة، وسيذهب بصفته جنديا يضحي بنفسه وعائلته من أجل العراق وشعبه. ويتابع: ارتدى بذلته الرمادية مع قميصه الأبيض ومعطفه الأسود، ووضع صدارى بغدادية على رأسه، ثم ارتدى السترة الواقية التي كان يرتديها حين يذهب إلى المحكمة، أو حين لقاء محاميه في معسكر كروبر جنوبي مطار بغداد الدولي.
ويمضي الدليمي قائلا: صعد (صدام) وأفراد حراسته الامريكان إحدى العربات المخصصة لنقل الرئيس، وهي مدرعة تحمل علامات الصليب الأحمر الدولي، ثم نقل بعدها إلى إحدى طائرات البلاك هوك الامريكية، وقد طلب منهم عدم تغطية عينيه، (حيث) تأمل بغداد.
وما هي إلا دقائق معدودة، حتى حطت الطائرة في معسكر أمريكي يقع داخل منظومة الاستخبارات العسكرية السابقة الواقعة على الجانب الغربي لنهر دجلة في منطقة الكاظمية، حيث قسمت هذه المديرية في زمن الاحتلال إلى ثلاث مناطق، إحداها أصبحت معسكرا أمريكيا، والثانية تتبع لما أسموها بقوات حفظ النظام، والقسم الآخر يتبع دائرة الحماية القصوى التابعة لوزارة العدل في حكومة الاحتلال.
ويتابع الدليمي سرده: ترجل الرئيس من الطائرة في المعسكر الامريكي فغطوا عينيه بنظارات داكنة يستخدمها الجيش الامريكي عند نقل الأسرى من مكان إلى آخر.كان الرئيس محاطا بعدد من الامريكيين رجال الشرطة العسكرية، وادخل الى دائرة الحماية القصوى، وهنا انتهى دور الحراس الامريكان عند أول بوابة، فعادوا أدراجهم.

ميليشيات المهدي حاولت خطف صدام

ويزيد الدليمي بعد نزع سترة الرئيس الواقية والنظارة، أُدخل إلى أول قسم في الدائرة وهو مكافحة الإرهاب، وهذا القسم مختص بتنفيذ الإعدام عمليات القتل بحق قادة وابطال العراق ...كانت الساعة الخامسة والنصف فجرا، وحين دخول الرئيس، شاهد اقفاصا حديدية فيها رجال من العراقيين والعرب المقاومين الصادرة بحقهم أحكام الاعدام.
ويسهب الدليمي في وصفه بأن الرئيس نظر إليهم مبتسما وباعتزاز، فقد عرف مواقفهم البطولية من خلال وقوفهم هناك.وأكمل سيره باتجاه إحدى الغرف..هو الآن محاط بحراسة من المليشيات الطائفية الذين كانوا يشتمونه بسبب الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينيات القرن الماضي.
ويقول الدليمي: في تلك الأثناء، كانت فرق الموت من ميليشيا جيش المهدي تحيط بمديرية الاستخبارات العسكرية، وقد عقدت العزم على اقتحام المديرية حيث يتواجد الرئيس لاختطافه وتسليمه إلى إيران مقابل مبالغ خيالية.
ويتابع: تأخرت جريمة الاعدام بعض الوقت لحين مجيء مقتدى الصدر الذي تنفي بعض المصادر وجوده لأسباب معروفة، كيلا تحرج حكومة الاحتلال ولا حتى الاحتلال نفسه.ثم جاء مقتدى ومعه حراسه، وحينما شاهد الرئيس جالساً يقرأ القرآن، قال له: ها شلون الطاغية؟ نظر إليه الرئيس باحتقار، مما حدا بأحد حراسه الى ضرب الرئيس بعقب بندقيته على رأسه.
ويؤكد الدليمي أن الرئيس عندها بدأ يهتف: يحيا الشعب، عاش الجهاد، تعيش الامة، عاش العراق، عاشت فلسطين حرة عربية، يسقط العملاء..ثم: نحن في الجنة واعداؤنا في النار.وهتف بوجه القاضي والمدعي العام: يسقط الفرس والامريكان والعملاء..أدخل الرئيس بعدها إلى الغرفة المشؤومة ليواجه أمامه كل قادة فرق الموت ومنهم: عبدالعزيز الحكيم، موفق الربيعي، علي الدباغ، سامي العسكري، بهاء الأعرجي ومريم الريس، وكذلك منتقد الفرعون.ولم يتواجد أي إمام سني كما ادعوا.
وقال المؤلف : مشى الرئيس صدام حسين بكل كبرياء وشموخ، مستقبلاً قدره بإيمان عميق، واستقبلته هذه الجماعات بالشتم والكلام البذيء والهتافات المعادية، بل حاول بعض هؤلاء المسؤولين وقادة فرق الموت الاعتداء على الرئيس وضربه، وهو مكبل اليدين، لكنه كان صامداً شامخاً رابط الجأش.رد عليهم قائلاً: انتم خونة..عملاء..اعداء الشعب..تسقط اميركا وعملاؤها..مؤشراً برأسه إليهم..وكان موفق الربيعي يشتمه متشفياً، قال له الرئيس..انتم ارهابيون..ارهابيون..ثم..تعيش المقاومة..يعيش الشعب..يعيش العراق..تعيش فلسطين..تعيش الامة العربية.ثم أضاف إنه خدم العراق، وقام ببنائه.

حدث داخل منصة الإعدام

وفي تلك الاثناء- يتابع الدليمي - قام مصور المالكي (علي المسعدي) بتسجيل اللقطات وتصويرها.ثم فك سفاحو المليشيات الأصفاد من الأمام، وأوثقوا يديّ الرئيس من الخلف، واستبدلوا السلسلة التي كانت تتدلى بين قدميه بوثاق آخر خاص بحالات الإعدام.طلب الرئيس من المدعي العام منقذ الفرعون تسليم القرآن الذي كان برفقته الى أحد الاشخاص (المحامي بدر البندر) كي يقوم بتسليمه إلى عائلته.
بعد ذلك - يقول الكتاب- وقف الرئيس أمام حبل المشنقة، بكل شموخ وصبر وإيمان، كما شاهده العالم أجمع.وهذا المشهد العظيم للرئيس، كان عكس ما قاله الربيعي من أن الرئيس صدام حسين بدا خائفاً.صعد إلى المشنقة وهو يقول: يا الله يا الله.وقف أمام الحبل بكل شجاعة، وبعزيمة قوية لا تلين.

صدام والشبيه

ويروي المؤلف حكاية صدام حسين وقصة الشبيه، إذ يطرح تساؤلا مفاده: هل يوجد أكثر من صدام حسين؟ ويضيف محامي صدام، تحدثت مع الرئيس حول قصة الشبيه ورأي الشارع العراقي فأجابني: كنت أتحرك بين المناطق المختلفة لدواع أمنية، ولتفقد أحوال شعبي وفصائل المقاومة، ولتفويت الفرصة على الأعداء، لم أكن أطيل الإقامة في المكان الواحد أكثر من ثلاث ساعات كحد أعلى، باستثناء المكان الذي اعتقلت فيه.كنت أظهر مثلا في الفلوجة في الساعة العاشرة، وأنتقل إلى الرمادي بعد ساعة، ثم بعد ساعتين، أكون في صلاح الدين. والناس لا يتحدثون بدقة عن الوقت، فقد تكون الأوقات متقاربة.بالإضافة إلى الخلفية المترسخة بوجود شبيه لي جعلهم يصدقون قصة الشبيه.ثم قال الرئيس مازحا: حين عبرت نهر دجلة، قلت في نفسي سيقول الناس إن هذا شبيه صدام حسين، وخاصة وقد سرت إشاعة أن صدام حسين مريض ومصاب بالسرطان، ثم التفت الرئيس إليّ ضاحكا وقال: وأنت أستاذ خليل، ماذا تقول هل أنا صدام أم الشبيه؟.
ويجيب الدليمي عن هذا السؤال: لقد فوجئت بالسؤال، وبدأ الشك يساورني من جديد، خاصة وقد سألت في إحدى المرات مرافقي الرئيس عن الشبيه، فنفوا نفيا قاطعا باستثناء واحد من حمايته الذي قال: نعم يوجد شبيه واحد.وكما تقول الحكمة حدث العاقل بما لا يعقل، فإن صدق فلا عقل له.

رواية صدام لسقوط بغداد

وعن سقوط بغداد واحتلالها ذكر صدام حسين أن عدم تكافؤ القوتين واستخدام العدو أسلحة محرمة دوليا أضعفا الدفاعات الأمامية العراقية التي كانت بدون غطاء جوي، حيث استخدمت القوات الأمريكية أسلحة متطورة، صهرت الحديد وأذابت البشر، خصوصا بعد أن أبدنا قواتهم في معركة المطار ودارت معركة شرسة بين كر وفر، وأنا بنفسي دمرت ثلاث دبابات أمريكية بواسطة الـ(آر بي جي) وقاتل الحرس الجمهوري قتالا مستميتا في القتال التقليدي والمتطوعون العرب أبلوا بلاء حسنا في المعارك الشرسة، ولكن كانت هناك بعض الثغرات المهمة ساعدت على تفوق العدو مع ثلة من الخونة وضعاف النفوس، وكان لجهاز (الثريّا) دور سلبي في احتلال البلاد حيث استخدم لرصد وتحديد إحداثيات الأهداف العسكرية واختراق بعض الأجهزة الأمنية.
وردا على سؤال كيف سقطت بغداد يجيب صدام على لسان المؤلف :يا ولدي، بغداد لم تسقط، بغداد احتلت، وستتحرر بسواعد الأبطال.الاحتلال شيء والسقوط شيء آخر، وهذه هي ليست المرة الأولى التي تحتل فيها بغداد، فقبل الامريكان، وعبر التاريخ، تعرضت لغزوات كثيرة، وتنازعها الأعداء من كل الجهات، وتكالب عليها الفرس، وغيرهم وهي حلقات متواصلة، واحتلها المغولي هولاكو، فأحرق ودمر وقتل وعاث فيها فسادا.
ويتابع صدام: اليوم تتكرر الحالة، لقد جيّش بوش جيشه ومرتزقته وعبر المحيطات، ونحن لم نعتد على أحد، لكنهم كانوا يضمرون لنا الشر، ويريدون نهب خيراتنا وتدمير بلدنا.وقد حاولنا بكل ما نملك تجنب شرورهم. ويكمل في السياقات العسكرية، لا يمكن فصل النتيجة عن السبب، فهما حالة واحدة والمعركة الواحدة هي سلسلة حلقات للوصول إلى تحقيق الهدف.فكيف إذا كانت المعارك متواصلة منذ العام 1990، وما رافق ذلك من حصار ظالم دام أكثر من ثلاثة عشر عاما، فقدنا بسببه أكثر من مليون ونصف مليون عراقي ما بين طفل وشيخ وامرأة وحتى الشباب.إذن فلا يمكنني أن أجتزئ وأتحدث عن معركة واحدة هي بحد ذاتها كانت هدفا ونتيجة لسلسلة طويلة..ألم يكن قصف أمريكا للعراق مستمرا منذ ذلك التاريخ، أليست أمريكا هي من وضع خطوط الطول والعرض وأسموها مناطق حظر الطيران؟.
ويسرد صدام تفاصيل الاحتلال قائلا: من الأمور التي لا بد أن نذكرها خارج السياقات العسكرية والقتالية المعمول بها والتي لم يتوقعها حتى إخواننا القادة وهم يضعون خططهم العسكرية والخطط البديلة، هو قيام العدو بالمباشرة بالهجوم البري الواسع، متزامنا مع القصف الجوي والصاروخي وحتى المدفعي، وذلك لتليين الأهداف كما سبق، وعادة ما يستمر هذا، وفقا لما هو معمول به، عدة أيام وربما شهر أو أكثر كما كان عليه العدوان الامريكي 1991، حيث استمر القصف لأكثر من شهر، ثم بدأ الهجوم البري بعد ذلك.
ويتابع: من الأمور الأخرى التي كنا قد وضعناها في حساباتنا، أن العدو سيتقدم من جبهتين أو أكثر مع إنزالات هنا وهناك.إحدى هذه الجبهات معروفة وهي الحشد الأكبر للقوات الامريكية (الكويت)، والثانية من الجبهة الغربية. ويضيف أما ما يخص الصمود الرائع للبواسل في أم قصر من أبطال لواء المشاة (45)، فقد قام هذا اللواء بقتال العدو بشكل أذهل العالم، وصموده الأسطوري زعزع الثقة في نفوس الامريكان والبريطانيين وهز معنوياتهم.كذلك كان صمود قواتنا الباسلة في الزبير ومقاومتها الشديدة، فقد عضد وعزز معنويات إخوانهم في هذا البطل..كما أن صمود قواتنا المسلحة ومن خلفها ظهيرها شعب العراق الأبي في كل الجبهات أعطى العزيمة لباقي القواطع.
ويتابع الرئيس الراحل: وبعد أن تمكن العدو من احتلال بعض مدن العراق، كان يريد إيصال رسالة واضحة، وهي أن كل شيء قد انتهى، وبالتالي تدمير معنويات العراقيين، جيشا وشعبا، فضلا عن استخدامه أسلحة محرمة دوليا في ضواحي بغداد.
ويضيف: نقول إن المقارنة بين الذي حصل في أم قصر وصمودها الرائع، وبين الذي حصل سريعا في بغداد هي مقارنة غير وجيهة من الناحية العسكرية على الأقل.كما أن إسراف العدو بتركيزه على قصف بغداد ومحيطها بشكل بربري متواصل لمئات الساعات، أدى إلى تدمير قطعات بأكملها وتشتت أخرى مما جعلها هدفا سهلا لطائرات العدو وصواريخه خاصة وأنها كانت تفتقر إلى غطاء جوي، وكذلك في حالة عودة هذه القطعات وتخندقها، فقد تم تدمير معظمها في مواضعها الدفاعية مما أدى إلى استنفاد البديل، كما أن وضع أطراف بعض المحافظات ضمن قاطع عمليات بغداد، كان خطأ أو على الأقل سوء تقدير مع بعض التقديرات الأخرى التي لا تتلاءم مع التغيرات الجوهرية التي حصلت في الميدان من خلال جهد العدو الكبير وتكتيكاته.
ويصف العدوان بأنه كان شرسا وواسعا، وبذل العدو جهدا خاصة في الأيام الأخيرة، بتكثيف القصف الجوي والصاروخي على بغداد ومحيطها، إذ كان الهدف الرئيس للعدو هو بغداد أولا.
بيد أن الدليمي يحيل أسباب تمكن الامريكان من احتلال بغداد كما رواها صدام حسين له بلسانه إلى الحصار الذي دام أكثر من ثلاثة عشر عاما، وما رافقه من استمرار الحرب بكل صفحاتها، واعتماد الامريكان سياسة الخداع والتضليل حول مزاعمها مما دفع بعض الأصدقاء والأشقاء العرب لتصديق رواياتها، فضلا عن الفرق الهائل بين القوتين وخاصة القوة الجوية والصاروخية وعدم وجود أي غطاء جوي للجيش العراقي، واستخدام القصف الجوي المكثف الذي لا مثيل له والذي كان مستمرا على مدار الساعة، مما ساعد على شل قدرة قواتنا البطلة سواء أكانت الدروع أو المدفعية أو حتى المشاة.
ويضاف إلى ذلك، استخدام العدو لأسلحة محرمة دوليا، بعضها استخدم لأول مرة، وخاصة في مطار بغداد بعد المعركة الشهيرة التي خسر فيها العدو مئات القتلى وعشرات الدروع، مما أفقده صوابه، وقام بضرب قوات الحرب والقوات المتجحفلة معها بقنابل نووية تكتيكية، إلى جانب استمرار القصف على بغداد بشكل وحشي وضرب السكان الآمنين، واستخدام العدوان للطريق الصحراوي بمحاذاة المدن، وتفوقه النوعي علينا بالسلاح المتطور، ما أفقد قواتنا القدرة على الحركة نهارا لعدم وجود غطاء جوي وإسناد مدفعي لها، وتركيزه على خيار الوصول إلى بغداد، وهجوم العدو من جميع الجبهات وقيام العدو باستخدام عملائه من المخربين وعملاء إيران في الهجوم علينا.
ويقول الدليمي: لقد سألت الرئيس عما راج من إشاعات عن وجود خيانات في صفوف القيادات العسكرية، فنفى نفيا قاطعا، وقال: سمعت أن هناك من يتحدث عن خيانات حدثت أثناء المعارك، فأقول لك يا ولدي إن جيشنا معروف ببسالته وبطولاته، فبجيشنا إن حصلت فقد حصلت بشكل محدود وبمستويات واطئة ضعيفة التأثير، ولم تؤثر على نتيجة المعركة إطلاقا.
ويضيف صدام: مما ساعد في احتلال العدو لبغداد، استخدام الخونة والعملاء أقراصا وأجهزة تحديد الأهداف، وقد تبين في ما بعد، أن بعض ضعيفي الأنفس والخونة قد تغلغلوا في بعض الأجهزة الأمنية العراقية.

دخول الكويت

وحول ملابسات الدخول العراقي للكويت وما تبعه من قرارات عراقية لاحقة ، وحسب الكتاب اعترف الرئيس العراقي بخطأ دخول الكويت واستعجال القرار بالدخول حيث يقول: كان ينبغي علينا معالجة الموضوع بشكل آخر، وما جوبهنا به من مقاومة بعض قطعات الجيش الكويتي جعلنا مسرورين وقلنا وقتها إن أشقاءنا الكويتيين من العسكريين كانوا شجعانا.
ويذكر صدام حسين في هذا المحور أن المملكة العربية السعودية بذلت جهودا مضنية لتجنب الحرب، وكان موقف الملك فهد واضحا في هذه القضية، وكذلك موقف الملك عبدالله الذي كان وقتها وليا للعهد. ويذكر صدام حسين أن هنالك رئيسا عربيا كان يدفع باتجاه معاكس، ولكن أمريكا استطاعت أن تخدع الجميع والرأي العام العالمي، وتؤلب علينا الدول العربية والإسلامية الشقيقة والصديقة. ويصف الرئيس نفسه بأنه رجل دولة حازم ودقيق ويخشى التاريخ أكثر مما يخشى الحاضر ويقول: أعرف السياسة ولكني لا أحبها وحتى وأنا أمارس القسم الأقل نجاسة منها، وأنا كريم مع الكرماء شديد مع اللئام، ويؤكد أن نهجه دائما كان عدم زج الدولة في المذهبية منذ توليه الحكم وحتى رحيله. ويضيف: ليس عيبا أن تُحتل البلدان ولكن العيب أن لا تقاوم وتتحرر، وبغداد لم تسقط ولكنها احتلت ولازالت تقاوم، والمعركة مستمرة مع العدو منذ عام 1990 وحتى الآن.
ويذكر صدام حسين أنه تلقى رسالة من بوش الابن إبان الحرب الأخيرة على العراق مفادها إن لم تنسحب من السلطة وتترك العراق سأفنيك وأفني عائلتك.

نبأ مقتل عدي وقصي

ويقول صدام حسين بحسب الكتاب: بعد عشرة ايام من الاعتقال جاءني جنرال أمريكي ومعه مترجم مصري، وقال لي: هل تريد أن تكون كنابليون بونابرت أو أن تكون كموسوليني، فانتفضت وقلت ألا خسئتم ولن أكن سوى صدام حسين.وانا أرفض المساومة ولا أطلب من شعبي أن يستسلم. بل سأحثهم على المقاومة والقتال.
وعن مقتل ولديه عدي وقصي، يقول صدام حسين إنه تلقى النبأ من أحد المواطنين العراقيين، حيث نقل لي أحد المواطنين العراقيين كان يستضيفني في شمال العراق: لدي خبر حزين ومزعج، ابنك عدي استشهد فسألته: هل قاتل، أجابني نعم، فقلت: (عفيه!) فقال لي ابنك قصي استشهد، فسألته: هل قاتل: أجاب: نعم، فقلت (عفيه!) وكذلك كرر بالنسبة لحفيدي مصطفى الذي وصلني نبأ استشهاده. حيث قال صدام حسين: الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم ودفاعهم عن وطنهم.
وعن التحقيق معه، يذكر كتاب صدام حسين هذا ما حدث على لسان الرئيس العراقي: قام الأمريكيون بسؤالي عن مكان أسلحة الدمار الشامل فأجبتهم: لا توجد، ولو وجدت لأفنيتكم بها، وكانوا يكررون علي السؤال دائما أثناء التحقيق، لماذا قصفت إسرائيل بـ 39 صاروخاً وهي دولة لم تهددكم، فأجيبهم: إن إسرائيل كيان مسخ وأنتم من أوجده وهذا الكيان المسخ هو سبب كل مصائب المنطقة، وكذلك كانوا يسألونني عن سبب دعم الفلسطينيين، ولماذا تمنح كل (إرهابي) يفجر نفسه مبلغ 25 ألف دولار، فأجبتهم: إن إمكانات العراق المادية والبشرية هي في خدمة قضايا الأمة وفي مقدمها قضية فلسطين، وإن الذين يموتون هم أبطال شهداء وليسوا انتحاريين إرهابيين كما تصفونهم.
ويذكر المحامي مؤلف الكتاب في إضافاته أنه كان ينقل رسائل شفهية من صدام حسين في معتقله إلى القادة العرب، وكان يوصي بأن لا يتدخلوا لإنقاذ رقبته فهو قد سلمها للمولى، بل كان يوصيهم بالحرص على وحدة العراق الذي يذبح من الوريد إلى الوريد، حتى ان زعيما عربياً بكى ثلاث مرات لدى تلقيه رسائل صدام حسين من خلف القضبان. كما يتطرق الكتاب إلى مبادرة الشيخ زايد آل نهيان (رحمه الله) رئيس دولة الإمارات آنذاك، وزيارة بريماكوف لبغداد ولقاء جاك شيراك.
كما يذكر المؤلف إشادة الرئيس العراقي الراحل بمواقف الدكتور الشيخ حارث الضاري رئيس هيئة علماء المسلمين وقوله: سلموا لي عليه سلاماً كثيراً وحسناً فعل.
ويقول صدام حسين أنا لست عميلا لأحد ولو كان الأمريكيون هم من أتى بي إلى السلطة لفضحوني منذ أول يوم تصديت فيه لهم.
وعن حكم الإعدام بحقه في قضية الدجيل يقول : لقد استغربت استعجال صدور الحكم في قضية هامشية وتافهة، ولكنهم أرادوا طمس الحقائق خوفاً من دحض حججهم الواهية، ولم يتطرقوا حتى لقائد المجموعة التي استهدفتني وهو السيد الكربلائي وهو إيراني وليس عراقياً والذي قتل في الحال أثناء محاولة الاغتيال، وأنا أعرف أنهم يريدون إعدامي ولو وجدوا حكماً أقسى من الإعدام لنفذوه، ولكني استغربت نطق الحكم في هذه القضية البسيطة، علماً أن طارق عزيز هو الذي لديه معلومات عن الأسلحة الكيماوية ويعرف من الذي استخدمها ولكنه لم يستدع?Z في هذا الشأن.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد