اتجاهات طلبة الجامعات الأردنية نحو سياسة اوباما

mainThumb

20-03-2013 09:23 PM

السوسنة - في دراسة علمية أجراها د. محمد تركي بني سلامة ود. خالد الدباس من قسم العلوم السياسية ود. عزام عنانزة من قسم الصحافة والإعلام في جامعة اليرموك، وهدفت هذه الدراسة إلى التعرف على اتجاهات طلبة الجامعات الأردنية الرسمية نحو التوجهات السياسية للرئيس الأمريكي باراك أوباما بشكل عام، وعلى الاتجاهات الفرعية المكونة له: الاتجاه نحو شخصية الرئيس الأمريكي باراك أوباما، والاتجاه نحو دوره في تحقيق السلام في الشرق الأوسط والعالم، والاتجاه نحو دوره في نشر الديمقراطية وتعزيز احترام حقوق الإنسان في الشرق الأوسط والعالم، والاتجاه نحو دوره في تخفيف العداء وإزالة الكراهية بين العالم الإسلامي والولايات المتحدة، والاتجاه نحو رؤيته لتجديد الولايات المتحدة وقيادتها في المرحلة القادمة.

وكذلك، هدفت إلى التعرف على مدى تأثر تلك الاتجاهات بعوامل الجنس، ومكان الإقامة، ومستوى دخل الأسرة الشهري، والجنسية، ومهنة الأب ومستواه التعليمي، والمستوى التعليمي للأم، والتخصص الدراسي، والمستوى الدراسي، ومستوى إجادة اللغة الإنجليزية، والعضوية في مؤسسات المجتمع المدني: كالأحزاب السياسية والجمعيات والنوادي وغيرها، والدين، ومدى الالتزام بممارسة الشعائر الدينية، وزيارة الولايات المتحدة الأمريكية.

كما هدفت الدراسة إلى التعرف على أبرز الأولويات للمنطقة التي يجب منحها الاهتمام في الوقت الحاضر من بين ست قضايا، هي: مقاومة التطرف والإرهاب، وتحقيق السلام، والتنمية الاقتصادية، وتمكين المرأة، ونشر الديمقراطية، ومنع الانتشار النووي، وذلك من وجهة نظر طلبة الجامعات الأردنية الرسمية.

وقد وجدت الدراسة أن اتجاهات طلبة الجامعات الرسمية نحو التوجهات السياسية للرئيس الأمريكي أوباما بشكل عام كانت على النحو التالي، الاتجاه نحو شخصية الرئيس الأمريكي باراك أوباما وجدت الدراسة توجهات متنوعة عند الشباب الجامعي الأردني تجاه الرئيس الأمريكي باراك أوباما ، ويبدو الأمر أن معظم التوجهات كانت إيجابية، ويظهر ذلك من خلال نسب الإحصاء الوصفي في معطيات الجدول إذ إن معظم النسب التي تشكل الأكثرية من الشباب الجامعي كانت عند مستويات موافق إلى مستوى موافق بشدة على مقياس الإجابات. فعلى سبيل المثال 38.8% يوافقون على أن أوباما شخص جدير بالاحترام والتقدير و12.4% يوافقون وبشدة على ذلك في حين نسبة 8.2% فقط من يرون عكس ذلك، وبمستوى معارض بشده و9.9% فقط بمستوى معارض والبقية محايد. وما يقارب نصف العينة يعتبرونه زعيماً عالمياً بنسبة 48,3% موافقين وموافقين بشدة محصلة مجموع النسبتين مقابل 10.1% فقط من أبدوا معارضة شديدة و19.3% معارض والبقية حياد. وفيما يتعلق بأن أوباما زعيم يستحق جائزة نوبل للسلام، الأكثرية بنسبة 29.6% كانوا محايدين، و24.7% موافقين، و16.5% معارضين، و14.8% معارضين بشدة وأخيرا 14.4% موافق بشدة.

وحول وفاء الرئيس الأمريكي بوعوده أيضا كان 36.3% متفائلين بذلك، مقابل 16.5% معارضين بشدة، و18.8% معارضين. والجدير ذكره أن الغالبية الساحقة من الشباب الجامعي الأردني شعروا بالسعادة عند توليه منصب الرئاسة بنسبة وصلت إلى 66.1% من المجموع الكلي. مقابل أقلية بنسبة 14% فقط كانوا ما بين معارض ومعارض بشدة. وفيما إذا زار الرئيس الأمريكي أوباما الأردن، وأتيحت الفرصة للمشاركة في مراسيم استقباله فإن الأكثرية 42.2% لن يشاركوا في استقباله، مقابل 36.7% من الشباب الجامعي سيشاركون في استقباله. والبقية التزمت الحياد.

الاتجاه نحو دور الرئيس الأمريكي باراك أوباما في تحقيق السلام في الشرق الأوسط والعالم.

رغم الاحترام والتقدير لأوباما والارتياح لشخصيته ولتوليه المنصب الرئاسي إلا أن الأكثرية يلتزمون الحياد حول بعض القضايا المرتبطة بتحقيق السلام. فهل سيمارس ضغوطاً على إسرائيل؛ الأكثرية بنسبة 40.9% عارضوا ذلك مقابل 34.4% من وافقوا أن يكون كذلك والبقية محايدة. وبخصوص جديته حول قيام الدولة الفلسطينية أيضاً، الأكثرية 47.8% أكدوا استبعاد فكرة عدم جديته فكانت إجاباتهم ما بين معارض ومعارض بشدة مقابل 24.5% من أيدوا ذلك.  وكذلك حول ملاحقته الإرهاب المرتبط بالمسلمين، فبينما تغض الولايات المتحدة الطرف عن ممارسات إسرائيل العنصرية كانت الاتجاهات إيجابية، إذ 56.5% ما بين معارض ومعارض بشدة في أن تركز الولايات المتحدة في عهد أوباما على ذلك وتحابي اسرائيل بينما 22.9% فقط من وافقوا على ذلك. وبخصوص مقاومته للوبي اليهودي في أمريكا، إذ يلاحظ من توزيع نسب الجدول أن مواقف واتجاهات الشباب الأردني أيضا ايجابية 36% وافقوا على أنه سيمارس ضغوطا و18.9% وافقوا وبشدة على ذلك وما يقارب ثلث العينة محايدة، والبقية توزعت ما بين معارض ومعارض بشدة.  وحول الاتفاق مع رؤية أوباما للسلام التي تقوم على أن يقيم العرب علاقات طبيعية مع إسرائيل قبل تحقيق السلام، تبين معطيات الجدول أن 27.7% عارضوا بشدة ونفس النسبة تقريبا معارض، يليها نسبة 24% محايد، وأكثر من ربع العينة بقليل ما بين موافقين على تلك الرؤية.

الاتجاه نحو دور الرئيس الأمريكي باراك أوباما في نشر الديمقراطية وتعزيز احترام حقوق الإنسان في الشرق الأوسط والعالم.

إن ما يقارب نصف العينة كانوا محايدين بشان جدية الولايات المتحدة في عهد الرئيس أوباما في نشر الديمقراطية وتعزيز احترام حقوق الإنسان في العالم، الأكثرية التزموا الحياد، وجاءت نسبة 28.4% موافقين و6.5% موافقين بشدة بأن الولايات المتحدة ليست جادة في ذلك، مقابل 23.9% عارضوا بأنها ليست جادة، و12% عارضوا بشدة. وبخصوص أن الرئيس الأمريكي أوباما كشخص أسود أكثر حرصاً والتزاماً بمبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان ممن سبقه من الرؤساء، فنسبة 67% موافق وموافق بشدة على ذلك، وأقلية 13.4% ما بين معارض ومعارض بشدة على ذلك.  وكذلك ميله لاستخدام الوسائل السلمية بدلاً من القوة العسكرية أيضا الغالبية الساحقة يؤيدون ذلك بنسبة وصلت إلى 66.9% مجموع الموافقين والموافقين بشدة، وأقلية ترجح الخيار الأخير وما يقارب ربع العينة محايد. فيما التزمت الأكثرية الحياد من فكرة أنه سوف يستخدم مزيداً من الضغوط على الأنظمة غير الديمقراطية و34.4% موافق و11.2% موافق بشدة مقابل 17.6% فقط من عارضوا ذلك. وحول السؤال في أن الولايات المتحدة في عهد الرئيس أوباما تغض الطرف عن انتهاكات حقوق الإنسان في الدول الصديقة، تفيد النتائج 28.2% عارضوا و16.8% عارضوا بشدة و10.4% التزموا الحياد و20.3% موافق و4.2% موافق بشدة. وتشابه توزيعات النسب إلى درجة كبيرة حول الولايات المتحدة في عهد الرئيس الأمريكي أوباما لا تمانع من التحالف مع الأنظمة غير الديمقراطية في سبيل تحقيق مصالحها، حيث توزعت إجابات المبحوثين على النحو التالي: 47.8% ما بين معارض ومعارض بشدة و31.8% محايد فيما أيد ذلك ما نسبته 20.4% ما بين موافق وموافق بشده.

الاتجاه نحو دور الرئيس الأمريكي باراك أوباما في تخفيف العداء وإزالة الكراهية بين العالم الإسلامي والولايات المتحدة الأمريكية.

بخصوص الاتجاه السابق يعتبر 66.1% أن اختيار أوباما لقناة العربية لإجراء أول مقابلة تلفزيونية بعد توليه الرئاسة دليل على رغبته في مد جسور التعاون مع العالم العربي والإسلامي، و16.8% فقط لا يوافقون هذا الرأي وأقلية من العينة محايد.  ويتفاءل أكثر من ثلث العينة في تحسن وضع الجالية العربية في الولايات المتحدة الأمريكية بعد توليه الولاية، وأقل من الثلث يرون عكس ذلك. وحول فيما إذا كان الرئيس الأمريكي أوباما لن يستخدم القوة العسكرية لمواجهة التحدي النووي الإيراني فإن ما نسبته 32,2% من العينة موافق و 11.1% موافق بشده، مقابل 16.3% معارض و9.7% معارض بشدة للفكرة.

 ويعتقد ما نسبته 60% من أفراد العينة أن العالم الإسلامي أصبح أقل كراهية للولايات المتحدة في عهد الرئيس الأمريكي أوباما خصوصاً بعد تعهده بالانسحاب من العراق، وهذه النسبة حاصل جمع موافق وموافق بشدة مقابل أقلية 13. وأقل من ربع العينة من يبدون معارضتهم للموافقة على ذلك، 13% معارض و8.5% معارض بشدة. وبالتالي يرى الشباب الأردني بالأكثرية أن على الدول العربية والإسلامية أن تقوم بكل ما بوسعها للتعاون مع الرئيس الأمريكي أوباما لتحقيق التعاون والتعايش وإزالة العداء والكراهية هذا بموافقة 57.6% يليهم 23.4 محايد و11% فقط معارض 8.1% معارض بشدة. وبالنسبة لمسألة أن الرئيس الأمريكي أوباما ليس جاداً في مخاطبته للعالم الإسلامي من حيث تأكيده المصالح المشتركة والاحترام المتبادل فإن ما نسبته 27.2% موافق و9.3% موافق بشدة، فيما يعارض ذلك 32.4% وفيما يقارب ثلث العينة التزم الحياد.

الاتجاه نحو رؤية الرئيس الأمريكي باراك أوباما لتجديد الولايات المتحدة وقيادتها في المرحلة القادمة.

وتتقارب الاتجاهات الثلاثة ما بين موافق ومحايد وغير موافق تقريبا من فكرة عدم مقدرة الرئيس الأمريكي أوباما على استعادة دور الولايات المتحدة ومكانتها في قيادة العالم 27.4% موافق و23.8% معارض و10.9% معارض بشدة، مقابل 8.8% موافق بشدة. بينما يعد قادراً على مواجهة الأزمة الاقتصادية لبلاده بنظر ما يقارب نصف العينة، إذ 39% موافق و27% محايد و16% معارض و12% موافق بشدة والبقية معارض بشدة. وحول المسألة فيما إذا أصبحت الولايات المتحدة في عهد الرئيس أوباما لم تعد دولة ذات طموحات إمبراطورية تسعى للهيمنة والتوسع 30.6% موافق وبنفس النسبة تقريباً محايد بينما 21% معارض وأقلية بسيطة تتوزع مابين معارض وموافق بشدة.

كما يعتبر الشباب أن انتخاب الرئيس الأمريكي أوباما كشخص أسود لن يؤدي إلى إنهاء مشكلة التمييز العنصري في الولايات المتحدة فقد عارض ذلك 35.8% و21.5% معارض بقوة بمعنى أن انتخابه قد يسهم في إلغاء التمييز العنصري مقابل 17.5% موافق و6.8% موافق بشدة والبقية محايد. وبينما يمكن اعتبار انتخاب الرئيس الأمريكي أوباما أول رئيس أسود في تاريخ الولايات المتحدة دليلاً على أن الولايات المتحدة تمثل نموذجاً متقدماً في تطبيق الديمقراطية، 51% بالضبط ما بين موافق وموافق بقوة على ذلك و27.6% فقط ما بين معارض  ومعارض بشدة والبقية محايد.

وأخيرا ما يتعلق بفكرة أصبح تدخل الولايات المتحدة في الشؤون العالمية أكثر قبولاً في عهد الرئيس الأمريكي أوباما. الأكثرية بنسبة 34% محايد تليها نسبة 33.2% موافق تليها 14.8% معارض و12% موافق بشدة بينما فقط 6% معارض بشدة تلك الفكرة.

كما أظهرت نتائج الدراسة أن أهم العوامل التي أثرت في اتجاهات الطلبة نحو التوجهات السياسية للرئيس الأمريكي باراك أوباما هي: مكان الإقامة، ومستوى دخل الأسرة الشهري، ومهنة الأب ومستواه التعليمي، والمستوى التعليمي للأم، والتخصص الدراسي، والمستوى الدراسي، ومستوى إجادة اللغة الإنجليزية، والدين، وزيارة الولايات المتحدة الأمريكية.  ولم تظهر الدراسة أية تأثيرات ذات دلالة إحصائية تعزى لمتغيرات الجنس، والعضوية في مؤسسات المجتمع المدني، والجنسية، ومدى الالتزام بممارسة الشعائر الدينية.

ومن النتائج التي توصلت إليها الدراسة فيما يتعلق بترتيب الأولويات في المنطقة، من وجهة نظر أفراد عينة الدراسة، فقد وجدت أن تحقيق السلام في المنطقة هي الأولوية الأولى بالنسبة لطلبة الجامعات وبلغت النسبة 49.8%، يليها مقاومة التطرف والإرهاب بنسبة 15.4%، ثم التنمية الاقتصادية بنسبة 12.8%، ثم منع الانتشار النووي نسبة 8%، ونشر الديمقراطية بنسبة 7.1%، وأخيراً تمكين المرأة بنسبة 4%.

وقدمت الدراسة التوصيات التالية:

1-    دعوة الباحثين إلى إجراء المزيد من البحوث والدراسات حول الاتجاهات السياسية لطلبة الجامعات، والعوامل المؤثرة في تشكيل اتجاهات الطلبة وقد يستلزم ذلك ضرورة قيام وزارة التعليم العالي وصندوق دعم البحث العلمي بتوفير التمويل المادي لدعم البحوث العلمية في هذا الموضوع.

2-    زيادة الدور التوعوي للجامعات في المسائل السياسية والأولويات الوطنية، بإقامة الندوات المتخصصة والمؤتمرات والمحاضرات العلمية في ضوء تراجع دور الجامعات في هذا المجال وضعف الثقافة السياسية لدى الطلبة.  وهذا يحتاج إلى رفع الوصاية الأمنية عن الجامعات بحيث تصبح مؤسسات حرة للتعليم، تمارس فيها مختلف أنواع الحريات، فاستقلال الجامعات وضمان حريتها الأكاديمية والفكرية والإبداعية هو ضرورة لا غنى عنها من أجل أن تقوم الجامعات برسالتها على الوجه الأكمل.

3-    تبني برامج وفعاليات وأنشطة ثقافية بالتعاون مع الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، بحيث تتيح للطلبة من خلال هذه الأنشطة والبرامج زيارات متبادلة وحوارات ثقافية تساعد على إزالة التصورات السلبية المترسبة لدى الطرفين، الأمر الذي يسهم في تقريب وجهات النظر وتزويد الطلبة بالمعلومات الكافية عن معالم الدول التي تتمّ زيارتها.

4-    تشجيع الطلاب على الانخراط في الشؤون العامة للدولة من خلال العمل السياسي المنظم وإعطاء صورة إيجابية للطلبة حول ضرورة وأهمية المشاركة السياسية وتعزيز شعور الطلبة بمشاركتهم في صنع القرار.

5-    قيام وسائل الإعلام المختلفة بتعريف الطلبة بالأحزاب السياسية في الأردن باعتبارها ضرورة من ضرورات الحياة الديمقراطية وإتاحة المجال أمام الأحزاب السياسية للعمل في الجامعات، وذلك باللقاء بالطلبة لعرض برامج وأفكار هذه الأحزاب ومواقفها تجاه مختلف القضايا الوطنية والقومية والدولية، وهذا يستلزم التنسيق بين الجامعات وكافة الجهات ذات العلاقة، من أجل بناء الثقة بالأحزاب؛ لخلق جيل يؤمن بالعمل الحزبي والمبادئ الحزبية معاً.

6-    استثمار مساق التربية الوطنية في الجامعات الأردنية في نشر ثقافة الديمقراطية والتنمية السياسية، وتأكيد مفاهيم وقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان والمشاركة السياسية والمجتمع المدني، وقيم الحوار والرأي الآخر والتعددية.

والدراسة نشرتها حوليات الآداب والعلوم الاجتماعية الصادرة عن مجلس النشر العلمي – جامعة الكويت.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد