سوزان .. أول مصورة سعودية في صفوف رويترز

mainThumb

29-08-2007 12:00 AM

لم يكن الانضمام إلى صفوف العاملين في وكالة أنباء بعراقة رويترز، سوى ثمرة لحصاد امتد على مدى 25 عاماً، صاحبت فيها المصورة السعودية المحترفة سوزان باعقيل عدسة الكاميرا، بدأتها متذوقة لجماليات الصورة وانعكاساتها، من خلال جمع الصور وقصها؛ من على أغلفة المجلات وصفحات الجرائد؛ التي مدّت أول الخيوط نحو التعلق بعدسة الكاميرا. وجعلتها تفتح الباب واسعاً أمام تصوير الأفراح في المدن السعودية، في ظل تحفظ المجتمع، الذي ساعدها على دخول مجال تصوير السيدات وبقوة.
"ظل النخلة" كان العنوان الرئيس، لأولى صفحات ألبوم باعقيل؛ جاء التقاطه عبر عدسة أولى الكاميرات "كانون"، التي رسمت بداية مشوارها، مع الضوء والظل. بقدر ما كانت وسيلة تجسيد لظل النخلة، إلا أن عين باعقيل لعبت وبنفس القدر، دور الموجه وناقل الإحساس، لمصدر الجمال في لقطة اختصرت لغة الألوان في الأبيض والأسود. في مجمل صورها لم تكن تحاول الخروج من شرنقة مجتمعها، بقدر ما كانت تحاول عدستها، الابتعاد قدر المستطاع عن المألوف، الأمر الذي ألقى بظلاله على مشوار الكاميرا، الذي بدأ بخطوة من خلال انشاء استديو للتصوير في عام83م، ممهوراً بختم تاء التأنيث، ومكتفياً بمرتاداته من حزب نون النسوة.

طموح باعقيل وشدة تعلقها بالكاميرا، جعلاها تحول الهواية إلى احتراف، عبر البوابة الأكاديمية، فكانت انطلاقتها نحو الولايات المتحدة الأميركية، بغرض دراسة فن التصوير الفوتوغرافي. تقول سوزان "لا تقف حدود علاقتي بالكاميرا عند كبسة زر العدسة؛ وهو ما جعلني أصر على دراسة تاريخ هذا الفن الراقي، بمختلف مذاهبه". ولأن التصوير هو علاقة بين شخصين لا ثالث لهما، جاء إصرارها على دراسة الجزء السيكولوجي لعملية التصوير؛ تأكيداً لحرفية سوزان كمصورة. وهو ما انعكس على مجمل صورها. وأعطى لها روحاً تفاعلية وصفتها باعقيل "الصورة هي نتاج عملية تواصل، وعلاقة إنسانية بين المصور والعنصر المصِ?Zور، لذلك احرص كثيراً على معايشة صاحب الصورة لكل لحظة أثناء التصوير".

التصوير الذي استهواها لم يقف عند ملامح الناس، بل تجاوزها لتلك الروح التي تسكن الأماكن، لتأخذ شيئاً من قدسية بعضها، وتضفيه على الصورة. وهو ما حملها في بعض الأحيان على تجاوز وعورة الطرق؛ كتلك الطريق التي حملتها؛ إلى غار حراء في مكة المكرمة، وعلى مدى ثلاث ساعات. فقط من أجل صورة لمكان طافت به روح سيد المرسلين، في حين كان التقاط صورة جوية لقبلة المسلمين في البيت الحرام، بمثابة تحدٍ آخر، واجهته باعقيل بكل أناة وصبر من على طائرة مروحية.

براعة العين اللاقطة لسوزان باعقيل، دعت كثيرا من الشخصيات العامة للوقوف أمام عدستها، والتي تفتخر بكونها أول مصورة سعودية حظيت بشرف التقاط صور لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، ولتكون المرأة الوحيدة بين كتيبة المصورين الصحافيين في مؤتمر القمة الإسلامي؛ الذي عقد بالرياض مؤخراً. لتضم في أرشيفها صور رؤساء وملوك الدول الإسلامية.

الا أنه وبعيداً عن جو المؤتمرات والاجتماعات السياسية، المحكومة بطابع الجدية والالتزام السياسي، وجدت باعقيل بغيتها كمصورة محترفة في رحلتها للأماكن، التي التقطت لها صوراً، بدءاً من المنطقة التاريخية القديمة بمدينة جدة في الساحل الغربي للسعودية، مروراً بعاصمة البيتزا الإيطالية، لتصوير برجها المائل بييزا، فيما تركت العنان لعدستها لتجول بين الآثار الأوروبية، في حين كانت بلاد العم سام على موعد مع عدسة باعقيل؛ في تصوير معالمها الحضارية. والتي حظيت ولاية ميامي الأميركية؛ بإقامة أول معرض شخصي لها، عبر كلية "white community college"، بين ما يقارب الـ120 معرضا عالميا، منها 19 معرضاً تحمل توقيع سوزان الشخصي.

اختيار سوزان باعقيل لتكون ضمن كتيبة الصحافيين والمصورين المحترفين، لم يأت بين عشية وضحاها، وهو الملح الأول للتساؤلات التي طرحتها منتديات الإنترنت وتناقلها المجتمع المحلي، في إشارة، لم تخل من الغمز واللمز، لم تبالِ بها باعقيل؛ الا أنها أرجعت اختيارها للمهنية والحرفية العالية؛ التي تؤدي بها عملها في مهنة؛ تتشابه فيها أدوات العمل. ويتفوق فيها الإحساس بالمسؤولية والجدّية.

تقول باعقيل في معرض حديثها عن تجربة العمل الجديدة مع رويترز "على الرغم من كون التجربة جديدة، وتبدو في ظاهرها سهلة، اعتماداً على خبرة طويلة في مجال التصوير؛ الا أن التصوير الصحافي ليس بالأمر السهل؛ كون الصورة ملزمة بالإجابة عن ثلاثة أسئلة تتعلق بالزمان والمكان والكيفية، وسرعة في التقاط الحدث، وزاوية الالتقاط، وهي في مجملها مزايا تفوق مصور على آخر".




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد