الحساسية تزورك في الربيع

mainThumb

24-03-2009 12:00 AM

مع حلول فصل الربيع ، يعاني الكثيرون، لا سيما الاطفال من سيلان الأنف وتدميع العيون، والعطاس، والسعال، وغيرها مثل أعراض لما يعرف بحمى القش أو حساسية الربيع.

فهي رد فعل لدى الجسم نتيجة التعرض لحبات الطلع الموجودة على النباتات و الاشجار و تنتشر هذه المحسسات بكثرة في بداية شهر نيسان و تستمر حتى منتصف فصل الصيف مما يحفز الجسم على افراز الهيستامين المسبب لظهور اعراض الحساسية.

وعادة ما يلجأ الجسم إلى التخلص من الأجسام الغريبة التي تدخل إليه لذالك تزداد عملية فرز المواد المخاطية المغلفة للممرات الهوائية التنفسية من أجل التخلص من مادة الهستامين الكيميائية التي تحدث تخدشات مزعجة، وبالتالي يبدأ المصاب بالشعور بحكة العينين ويصبح محبطا ومنزعجا طيلة فصل الربيع. وعندما تكون الحساسية شديدة ومزمنة فإنها قد تؤدي إلى عدة مضاعفات منها :

1 . التهاب بكتيري للحلق واللوزتين

2. التهاب في الجيوب الأنفية

3. التهاب في الأذن الوسطى وخاصة عند الأطفال

وتؤكد دراسة حديثة أعدها المركز الطبي بالعاصمة التشيكية، براغ، أن عدوانية الحساسية من أزهار الربيع تتضاعف كل عام وتصيب أعدادا جديدة من الناس لا تربطهم بها أية علاقة وراثية، الأمر الذي يدفعهم لتلقي العلاج الذي يخفف عنهم حدتها دون القضاء عليها كليا.

وتكشف الدراسة التي اعتمدت على نتائج فحص الآلاف من المصابين بهذا النوع من الحساسية أن تأثيرها على البشر يزداد عدوانية، ويعقد حياتهم خاصة لدى الاطفال وكبار السن.

وعلى سبيل المثال 80% ممن يعانون أنواعا ولو كانت خفيفة من الربو يصابون بنوع يشابه الرشح طيلة فترة الربيع وحتى أن قسما منهم يعاني طيلة الصيف أيضا من هذا الرشح الذي يكون عادة على شكل سيلان بالأنف وانسداده ليلا بالإضافة إلى احمرار العينين، وعدم المقدرة على أكل بعض الفاكهة مثل التفاح والدراق.

واوضح رئيس قسم معالجة أمراض الحساسية في براغ، والمشرف على الدراسة د.وليام ماسنيير ان الحساسية هي بشكل عام حالة ترتبط بخلل أو يتأثر صاحبها بمواد معينة مثل الغذاء أو الدواء أو البيئة، عندها يستجيب الجهاز المناعي لدى الشخص بشكل وهمي لهذه العوامل.

وفي بعض الحالات لا تحتاج إلى دواء أو علاج وتختفي مع الابتعاد عن المسببات، ولكن الدراسة الجديدة تناقش حالة اسمها التحسس الربيعي الذي يزداد عدوانية كل عام الأمر الذي يجبر المصابين به بالخضوع للعلاج.

وتشير الدراسات الى ان نسبة الأطفال الذين يصابون بالتهابات انفية قد تصل إلى 40%، و غالباً ما تتجه الشبهات إلى الأزهار، و الأشجار و الحشائش التي تطلق في الجو الملايين من ذرات غبار الطلع كل يوم، ويحملها الهواء إلى مسافات هائلة قد تصل إلى مئات من الكيلومترات .

ورغم تعرض الجميع لغبار الطلع في فصل الربيع، لكن ما قد يجعل البعض اكثر تأثرا من الاخرين هو وجود بعض المورثات المنقولة من جيل لاخر.

ولا يمكن علاج حساسية الربيع، وانما يمكن التخفيف قدر الامكان من اعراضها بتجنب التعرض للمحسسات المسببة ومحاولة البقاء داخل المنزل عند ذروة انتشار حبات الطلع خصوصا في فترة الصباح مع ابقاء النوافذ مغلقة و استخدام مكيف الهواء و مزيلات الرطوبة حيث ان الاجواء الدافئة و الرطبة وسط مناسب لنمو العثة التي تعتبر من المحسسات ايضا.

كما ينصح الاطباء بارتداء النظارات الطبية والشمسية عند الخروج من المنزل، وغسل اليدين و العينين فور العودة اليه.

ويجب غسل الشعر قبل النوم خصوصا عند قضاء فترات طويلة خارج المنزل و التعرض للمحسسات.

وينصح بتنظيف الغبار بقطعة قماش مبللة و تنظيف السجاد بالمكنسة الكهربائية على ان يقوم بذلك شخص غير مصاب بالحساسية..

ومن الضروري تغيير ملاءات السرير و البطانيات اسبوعيا و غسلها بالماء فوق 40 درجة مئوية، والابتعاد عن الحيوانات الاليفة و ابقاءها خارج المنزل و غسلها باستمرار و في حال ملامستها يجب غسل اليدين جيدا بالماء الساخن والصابون..

ويفضل استخدام الاغطية و المفارش البلاستيكية عوضا عن الاقمشة لتجنب تجمع الغبار و حبيبات الطلع عليها..

وفي بعض الحالات يجب الاستعانة ببعض الادوية اذا تم تشخيص الحالة بانها حساسية موسمية كقطرات الحساسية العينية و مضادات الهيستامين و بخاخ للانف مزيل للاحتقان و قد يستخدم مضاد التهاب كورتيزوني بشكل بخاخ للسيطرة على الاعراض كما يمكن اللجوء الى لقاح الحساسية لتخفيف الحساسية تدريجيا تجاه العوامل المسببة..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد