فواكه" و"بسبس" و"غرد يا بلبل" .. أسماء "الدلع" لابرز المطلوبين من أفراد تنظيم القاعدة

mainThumb

14-02-2009 12:00 AM

قد يبدو من الوهلة الأولى، أن أسماء كـ"فواكه" و"بسبس" و"غرد يا بلبل"، تعود لمراهقين، اعتادوا دخول غرف الدردشات على شبكة الإنترنت. لكن الحقيقة، هي أنها تعود لمطلوبين تلاحقهم سلطات الأمن السعودية، ضمن قائمة حوت 85 اسما، يعدون من الناشطين في تنظيم القاعدة خارج السعودية.

وليس واضحا ما إذا كانت مثل هذه الخطوة تنبئ بتغيير في استراتيجية الأسماء الحركية لتنظيم القاعدة أم لا. غير أن الدكتور مصطفى العاني مدير قسم الأمن الوطني ودراسات الإرهاب في مركز الخليج للأبحاث، يرى أن عناصر في التنظيم بدأوا يبتعدون قدر الإمكان عن الأسماء التي تحمل أبعادا "جهادية".

وأوضح العاني أن اعتماد بعض عناصر القاعدة لأسماء حركية خفيفة خلافا للكنى المستخدمة سابقا، بأنها محاولة لخروج هؤلاء من دائرة المراقبة الأمنية. وقال "يبدو أن سهولة تداول هذه الأسماء دفعت بعناصر التنظيم نحو الجنوح لاستخدامها".

واشتق باسل القحطاني، أحد المطلوبين على قائمة الـ85، من اسمه الأصلي اسما حركيا عرف به في أوساط تنظيم القاعدة، إذ أطلق على نفسه اسم "بسبس»، وهو من العناصر الذين سجلت لهم سفرة واحدة إلى سورية منذ 5 سنوات، قبل هروبه إلى اليمن التي تكشف المعلومات بأنها آخر بلد تم فيها رصده على أراضيها.

واستبعد العاني خبير شؤون الإرهاب في مركز الخليج للأبحاث الذي يتخذ من دبي مقرا له، أن يكون لقيادة تنظيم القاعدة صلة مباشرة في توجيه عناصرها باستخدام الأسماء الحركية الشبابية. لكنه أشار إلى أن الإستراتيجية العامة للقاعدة تفرض على عناصرها أخذ الحيطة والحذر في التنقلات، وتقرير أي وسيلة كانت لتجنب الملاحقة.

ولا يرى العاني علاقة بين دور الشخص في التنظيم واسمه الحركي، وهو ما يفسره الدور الذي يضطلع به "بسبس" لناحية ارتباطه بعناصر كانوا يجهزون للقيام بعمليات "إرهابية" في السعودية، مستفيدين من هويات المسافرين للعراق وأفغانستان في تنقلات عناصر خلية إرهابية تم تفكيكها. وتبرز كنية "فواكه"، كأحد أكثر الأسماء الحركية لفتا للنظر، لا سيما أنه مرتبط بالمطلوب صالح القرعاوي، وهو الذي تعتبره السعودية واحد من أخطر المطلوبين الذين تطالب الشرطة الدولية بالقبض عليهم وتسليمهم إليها.

وللقرعاوي، 14 اسما حركيا، استخدمها في التنقل بين كل من: الأردن، سورية، لبنان، العراق، وإيران، منها: "أبو يحيى القرعاوي، أبو عبد الله، سامي، نجم، نجم الخير، نجم الخير الكويتي، بهروز، نجم العرين، حمد، أخوك الصغير، عبد الله بن القرعاوي، ابن أبو عبد الرحمن من بريده، فواكه، معتصم".

وبالنظر إلى حالة القرعاوي فيبدو وجود علاقة طردية بين كثرة الأسماء الحركية، ونشاط عناصر التنظيم، فكلما زادت الكنى الخاصة بالشخص، زادت الرقعة الجغرافية لنشاطه.

وبمراجعة قائمة الأسماء الحركية الحديثة لعناصر القاعدة، يتضح أن استخدام الأسماء الخفيفة لم يقتصر على بلد دون آخر، فالقرعاي وكنيته "فواكه" متواجد في إيران، وقبله "بسبس" في اليمن، فيما تشير معلومات إلى أن عبد الله الدبيخي، والمعروف في أوساط التنظيم بـ"الكامري" تم رصد نشاطه على الأراضي العراقية.

ويأتي اسم المطلوب الأمني علي العمر، والمتواجد على الأراضي الإيرانية ، كواحد من أكثر الملاحقين على قائمة الـ85، استخداما للأسماء الحركية، حيث يملك 7 كنى، من بينها "غرد يا بلبل"، ويتمثل دوره بالتنسيق لسفر المقاتلين وتأمين الأسلحة. وفي مقابل الأسماء الخفيفة التي بدأت فيما يبدو تأخذ بالانتشار في صفوف تنظيم القاعدة، توجد أسماء لا تزال تحتفظ بالكنى التي كانت دارجة منذ بداية نشوء التنظيم، يتصدرهم سعيد علي الشهري الذي سبق أن استعادته السعودية من غوانتانامو، قبل هروبه إلى اليمن، والذي يملك 9 أسماء حركية، يأتي من أبرزها "نور الدين أفغاني أزبك»، و"صلاح الدين".

وقال مختص نفسي يعمل في إطار برنامج المناصحة السعودي، (طلب عدم الإشارة لاسمه) إن الأسماء الحركية التي تطلقها قيادات التنظيم على العناصر الميدانية، هي محاولات لإيهام المقاتلين الجدد بأسماء قيادية للدفع بهم إلى ساحات المعارك، ورأى أن الجنوح نحو استخدام الأسماء الخفيفة هي محاولة تغطية وتضليل المتابعة الأمنية لهم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد