مجرد إشاعات !! .

mainThumb

17-09-2007 12:00 AM

توجد أي مفاوضات بين حزب الإخوان المسلمين وأي جهة رسمية حكومية حول حصة هؤلاء في نتيجة الإنتخابات التشريعية المقبلة وبالتالي فإنه لا توجد أي صفقة ولا يوجد أي تفكير في هذا الأمر ولهذا فإن كل ما قيل وما يقال في هذا الصدد مجرد إستحلابٍ لأمر لا صحة له وهو مجرد إختراع لقصة ليتحدث بها الناس في شهر رمضان المبارك مثل مسلسل الشاطر حسن والفتى مهران وعلي بابا والأربعين حرامي .

لماذا تسعى الحكومة أو أي جهة رسمية حكومية إلى عقد صفقة ، مثل هذه الصفقة الخيالية ، مع الإخوان .. ثم وإذا كان هؤلاء يستطيعون الحصول على ثلاثين مقعداً بعرق جباههم فلماذا يا ترى يتواضعون ويقبلون بخمسة عشر مقعداً أو أكثر أو أقل بقليل ...؟! .

هذه الإشاعات لا صحة لها لا من قريب ولا من بعيد وأغلب الظن أن الإخوان أنفسهم هم الذين يقفون وراءها والهدف هو الإيحاء لـ عباد الله الصالحين بأنهم نِدٌّ للدولة وأن الدولة تحت ضغط الخوف من قدراتهم وإمكانياتهم في الإنتخابات المقبلة إضطرت لعقـد صفقة معهم وعلى أساس المثل القائل : لا يجوع الذئب ولا تفنى الغنم !! .

هذا الميدان يابو حميدان .. و الذي في القدر تـُخرجه المغرفة ويقيناً لو أن الإخوان يستطيعون الحصول على كل مقاعد المجلس النيابي المقبل فإنهم لن يترددوا لحظة واحدة وأنهم لا يمكن أن يقبلوا ، وهذا من حقهم ، بأن يجري تقزيمهم إلى خمسة عشر مقعداً أو أكثر أو أقل بقليل .. ثم وأنه خطأ قاتل ، لا يمكن أن تقع فيه أي جهة رسمية حكومية ، أن تلجأ الدولة أو الحكومة إلى لعبة كهذه اللعبة التي أقل ما يمكن أن يقال فيها أنها تشكل تدخلاً سافراً في الإنتخابات التشريعية .

لا شك في أن الدولة أو الحكومة لا يسعدها أن ترى أربعين أو ثلاثين أو خمسين : إخوانياً يحتلون مقاعد نيابية في البرلمان المقبل لكن هذا لا يمكن أن يجعلها تذهب إلى هؤلاء هرولة لعقد صفقة معهم فهذه هي أم الكبائر وهذا لا يمكن أن يحصل وهو لم يحصل سابقاً على الإطلاق لا قبل إنتخابات العام 1997 ولا بعدها ، التي قاطعها الإخوان المسلمون بحجة الصوت الواحد ثم عضّ?Zوا أصابعهم ندماً بعد ذلك.

ربما لا يسعد الحكومة ، لا هذه الحكومة ولا التي ستخلفها ، أن ترى لـ الإخوان ثلاثين أو أربعين ممثلاً في المجلس النيابي المقبل لكن ما يجب أن يكون معروفاً وواضحاً هو أن حصاد هؤلاء سيبقى ،بحكم حجمهم وبحكم ما لحق بهم من أذى بعد إنقلاب إبنتهم العزيزة حماس العسكري الأخير في غزة ، دون الخطوط الحـُمر بكثير ولهذا فإنه لا يجب تصديق الإشاعات التي تتحدث عن أن هناك صفقة مع الإخوان المسلمين وأن هناك تفاهماً قريباً على مثل هذه الصفقة !! .

إن في مصلحة الدولة الأردنية أن يشارك الإخوان المسلمون في الإنتخابات التشريعية المقبلة بكل قوة وبكل مالديهم من إمكانيات وإن في مصلحة هؤلاء ألا يكرروا الخطأ الذي إرتكبوه في العام 1997 ثم عضوا أصابعهم ندماً بعد ذلك فغيابهم عن هذه الإنتخابات سوف يغيبهم طويلاً وأي إنسحاب مسرحي لهم كالإنسحاب من الإنتخابات البلدية سيجعل باقي ما تبقى من الأردنيين ينفضون من حولهم فالحركات التي تقول عن نفسها بأنها تاريخية لا تلجأ إلى هذه الأساليب التي لا تلجأ إليها إلا القوى والأحزاب الوهمية و الإخوان مهما كان الموقف منهم فإنه لابد من الإعتراف بأنهم لا يزالون يشكلون قوة حقيقية قياساً بكل التنظيمات والقوى الأخرى .. وكل هذا وإن حكاية الصفقة هذه هي مجرد إشاعات في إشاعات !! .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد