كــــرّ وفـــــرّ

mainThumb

17-09-2007 12:00 AM

أمس الأول كان رئيس الوزراء في جولة بسوق ماركا، و في نفس اليوم نزل وزير الداخلية الى البلد وأغلق ملحمة بطريقه، وهناك إشاعة قوية تقول أن وزير الزراعة نزل باكراً الى سوق الخضار المركزي متخفيّاً بزي كمسري،ولم يكشف عن وجهة وزير التجارة والصناعة في ذلك اليوم لكن أعتقد أنها كانت في ذات السياق..كما نُقل عن الحكومة تصريح صنّف على أنه شديد اللهجة : تلوّح فيه بعقوبات صارمة بحق من يحاولون إفشال الأسواق الموازية..

إذن هناك حرب حقيقية تقوم بها الحكومة على الغلاء، هناك كرّ وفرّ وتبديل الميمنة ميسرة والميسرة ميمنة، والتفاف وراء الجبل، واحتلال مواقع المسؤولية والتمترس خلفها، ومن ثم إطلاق تصريحات متقطّعة،وغارات على المتاجر تتخّذ سمة المباغته، يتخللها غزو الأسواق آناء الليل والقوم نيام، واحتجاز أحد التجار كمنيع ان لزم الأمر .

هناك استنفار لكل الوزارات والمؤسسات المعنية بالتجارة والتموين، والحق يقال أن ما نقرأه ونشاهده يريح المواطن نسبياً لأن الإهتمام الحكومي على أشدّه بل قد يكون أكثر من اللازم، لكنّه يثير تساؤلاً آخراً في نفس الوقت : هل يعقل أن تترك الحكومة أشغالها وخططها وسياساتها وأجندتها وتبلش في الغلاء؟؟..مع ان لديها خيارا سهلا وبسيطا وهو إعادة وزارة التموين الى سابق عهدها وربط كل المسؤوليات بها وأي شكوى مقدّمة تذهب لمكاتب الوزارة المنتشرة في المحافظات والألوية، قد يقول قائل ان وجود وزارة التموين يتنافى مع سياسة السوق الحرّ.. نرد بالقول : ولجان مراقبة الأسعار الكثيرة وقرارات إغلاق الأسواق المخالفة للسعر الا تتنافى مع سياسة السوق الحر؟!...لماذا تقوم الحكومة بكل أجهزتها ودوائرها ووزاراتها ولجانها مشتتةً جهدها ووقتها بمراقبة السوق،في حين وزارة واحدة مثل وزارة التموين كانت تتكفل بهذه المهام على مدار سنوات طويلة ؟..لماذا كل هذه اللفة الطويلة العريضة للوصول الى ذات الهدف...

بصراحة الحكومات المتعاقبة ارتكبت خطأ لا زالت ترفض الاعتراف به وهو إلغاء وزارتي الإعلام والتموين: فإلغاء وزارة الإعلام فقّس كذا مؤسسة إعلامية، لا يعرف وظائف معظمها، وبدلاً من أن يساعد الغاء الوزارة في اعلام حرّ، ساهم في فوضى الإعلام..

وإلغاء وزارة التموين، فقّس لجان ولجان فرعية ولجان عليا لمراقبة الأسعار وبدلاً من ان يساعد الغاء الوزارة في تدعيم فكرة السوق الحرّ، ساهم في فوضى السوق...

إذا لم تعد وزارة التموين كجهة رقابية وحيدة كما كانت: سنظل نشاهد غزوات مشابهة لقوم ابن عجلان الممثلة بالحكومة على قوم الشيخ عقاب الممثلة بالتجار...

أما المواطن فمثل وضحا..ويله هاظ وويله هظاك..



ahmedalzoubi@hotmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد