الجهل فـي ظل ثورة المعلومات

mainThumb

14-09-2007 12:00 AM

مع إننا نعيش في عصر ثورة المعلومات وانتشار وسائل الإعلام، وخاصة المحطات الفضائية والإنترنت، إلا أن غالبية الشعوب ليست على إطلاع كاف على ما يجري في بلادها وفي العالم. وربما زاد من تشـويش العقول فيض المعلومات المتاحة، لدرجة أن المواطن لا يدري ماذا يأخذ وماذا يترك، وأية معلومات يحتاج لتخزينها في ذاكرته، وأيها لا يهمه أمرها أو يستطيع أن يبحث عنها ويجدها عندما تلزم.
قبل فترة قرأنا نتائج اسـتطلاع على طلبة الجامعة تبين أن بعضهـم لا يعرف أن عرار شاعر الأردن، ولا يستطيع أن يسمي رئيس الأركان، أو وزير التربية والتعليم أو رئيس تحرير الرأي.
لا غرابة في ذلك، فقد وجد المركز الأميركي للأبحاث PEW أن الظاهرة موجودة في أميركا أيضاً، حيث تتألق ثـورة المعلومات، وتسـيطر أجهزة الإعلام على العقول، وتدخل الإنترنت كل البيـوت.
يقول الاستطلاع أن 24% من الأميركيين لا يعرفون أن الحزب الديمقراطي سيطر على الكونجرس، 27% لم يسمعوا بأن هيلاري كلينتون مرشحة للرئاسة عن الحزب الديمقراطي، 38% لم يسمعوا بترشح رودي جولياني للرئاسة عن الحزب الجمهوري، 39% لا يعرفون أن خطة بوش تقتضي إرسال 20 ألف جندي إضافي إلى العراق، 54% لا يعرفون أن أكثر من 3700 جندي أميركي فقدوا حياتهـم في العراق، 66% لم يسـمعوا برفع الحد الأدنى للأجور إلى 25ر7 دولار للساعة، 68% لا يعرفون أن السنة والشـيعية هما فرعان للإسلام .
إذا كان هذا مسـتوى معلومات الأميركيين عما يجري في بلادهم، فلنا أن نتصور مدى جهلهم بما يجـري في العالم، ومن هنا سـهولة تضليل الشـعب الأميركي من قبل حكامه أو اللوبيات ومنظمات الضغط.
نحن لا نتحدث عن الآراء والمواقف السياسية والفكرية، بل عن المعلومات والحقائق، لكن المشكلة أن الديمقراطية لا تعمل في غياب المعلومات وعدم معرفة الحقائق، مما لا يسـمح بتكوين آراء سـليمة ومواقف صحيحـة من خلال تحويل المعلومات إلى وعي سياسي واقتصادي واجتماعي، أي معرفة.
تقتضي النزاهة أن اعترف بأني لا أسـتطيع أن اسمي أكثر من خمسـة وزراء من أصل 25، وسـتة أحزاب من أصل 35، وعشـرة نـواب من أصل 110. وإذا لزمني أكثر من هؤلاء فلدي أرشـيف أستطيع الرجوع إليه.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد