عائد العلاقات العربية - الأمريكية

mainThumb

18-09-2007 12:00 AM

تبدأ كوندوليزا رايس جولة جديدة في المنطقة, الهدف المعلن منها هو اللقاءات الفلسطينية - الاسرائـيلية ومؤتمر الخريف حول القضية الفلسطينية, غير ان هناك هدفا آخر بالطبع هو العراق وايران, خطة بوش لخفض عدد القوات الامريكية في العراق, وعرض الجديد من مواقف الادارة الامريكية تجاه الملف النووي الايراني.

لا توقعات غير متوقعة في نتائج محادثات رايس مع الرئـيس عباس واولمرت. خاصة ان رئـيس وزراء اسرائـيل استبق جولة الوزيرة الامريكية بوضع سقف منخفض جدا لهذه التوقعات عندما استبعد بتصريح له يوم امس الاول تحقيق اي تقدم في مؤتمر الخريف, وذهب الى حد ابعد, عندما اجمل اللقاءات الفلسطينية - الاسرائـيلية بانها تهدف الى صياغة بيان مشترك للنوايا ليس اكثر.

لكن; يفترض ان لا يكون اولمرت هو اللاعب الوحيد والمهم في المنطقة الذي ستلتقيه رايس. ماذا عن الجانب الفلسطيني والعربي. لقد خرجت خلال الايام الماضية مواقف واضحة من القاهرة والرياض وعمان ورام الله تقول بان حضورها المؤتمر يعتمد على اجندته السياسية, فالعرب لا يريدون حضور مؤتمر للعلاقات العامة, ولكن يريدون طرح قضايا الحل النهائي ووضع اطار تفاوضي بين الفلسطينيين والاسرائـيليين يقود الى حل الدولتين.

لا نستطيع التنبؤ اين ستقف رايس, مع اولمرت والموقف الاسرائـيلي ام مع عباس وحلفائها العرب. لكن ذلك سيعتمد على ما تستطيع ان تحصل عليه من الطرفين من مواقف وافعال مؤىدة للمخطط الامريكي في العراق, وكذلك تجاه ايران, وسط تزايد المعلومات عن ضربة عسكرية امريكية قريبة لايران.

في كل الاحوال, حتى لو استمر حلفاؤها العرب في معارضتهم لحرب على ايران, فان الولايات المتحدة هي في وضع لا يسمح لها بتجاهل القضية الفلسطينية, وتجاهل مطالب اصدقائها في انجاز خطوات ملموسة باتجاه عملية السلام الفلسطينية - الاسرائـيلية, لكن يعتمد مدى ما ستقدمه واشنطن في هذا المجال على صدق وقوة مواقف الدول العربية المعتدلة في الضغط عليها.

امريكا واسرائـيل لا اهداف لهما غير الحروب في اجندتهما الشرق اوسطية, الاستعدادات لحرب ضد ايران, وحديث عن حروب اخرى مع سورية وحزب الله. من هنا ينظر دائما الى جولات رايس في المنطقة بكثير من التطير والتشاؤم. فمع كل جولة لها تمتلىء الصحافة العالمية بتنبؤات حرب جديدة او تصعيد آخر سواء في العراق او لبنان او الخليج. هذا التشاؤم هو اليوم اكبر بعد توقعات وزير الخارجية الفرنسية بالحرب على ايران, وهو اكبر ايضا مع تفاقم الازمة الداخلية في لبنان قبل ايام من استحقاق الانتخابات الرئاسية.

بالتأكيد, رايس لا تخرج من جولاتها الشرق اوسطية خالية الوفاض, وبالتأكيد ايضا اولمرت لا يقع تحت ضغط الوقت, لان عباس وشعبه هما القابعان تحت الاحتلال, ولان اولمرت هو السيد المحتل في كل الاحوال. ومن هنا; بشيء من المرارة نقول بان فشل مؤتمر الخريف سيكون من مصلحة اسرائـيل, وبالمقابل سيكون دليلا على فشل السياسات الفلسطينية - العربية وبرهانا آخر على ان العلاقات العربية - الامريكية مستثمرة بالكامل لصالح امريكا وسياساتها المؤيدة لاسرائـيل, وان عائد هذه العلاقات عربيا يساوي صفرا مكعبا.

من المهم ان يقال لرايس نريد كفلسطينيين وعرب ان يكون هناك مؤتمر دولي ناجح حول القضية الفلسطينية, ونريد ان يكوناً مكان للحل النهائي وللسلام العادل والا فلماذا هذا التحالف العربي - الامريكي, بل لماذا هذا الصمت العربي على سياسات امريكية لا تحمل للعرب غير الاحتلالات والحروب ونهب الثروات والعداء والكراهية!




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد