رئيس للبنان تحت الفصل السابع

mainThumb

21-09-2007 12:00 AM

سيركن ملف جريمة اغتيال النائب الكتائبي أنطوان غانم إلى جانب ملفات عديدة سبقته لجرائم أخرى سقط فيها نواب وسياسيون وإعلاميون لبنانيون كثر ، فضلا عن مئات القتلى والجرحى من المواطنين الأبرياء غير المحظوظين ، الذين لا ذنب لهم سوى وجودهم بالصدفة على مقربة من مسرح الجريمة ، فلا أحد في لبنان له مصلحة في كشف الجناة ، بل ولا أحد في الإقليم والمجتمع الدولي له مثل هذه المصلحة ، خصوصا بعد أن تشعب القتل وتعدد الجناة واختلفت الأهداف وتباينت وسائل القتل ، وبعد أن تأكد أن مسلسل الجرائم منذ اغتيال الحريري ، ليس مسلسلا واحدا بحلقات متتابعة ، ولا يندرج في سياق واحد ولا ينتمي إلى مدرسة واحدة في القتل.
بتنا نحفظ عن ظهر قلب طقوس الاغتيال وتداعيات الجريمة ومواقف الفرقاء ، ردات فعل غاضبة في عواصم المنطقة والعالم ، يذهب كل منها في نهاية المطاف نحو التأكيد على التوجهات الإستراتيجية لهذا البلد أو ذاك ، جنبلاط - جعجع - الحريري يوجهون اتهامات لسوريا ويدفعون صوب التدويل ويذكرون بسلاح حزب الله ويسعون في تحقيق المزيد من المكاسب ، حزب الله - أمل - التيار الوطني الحر ، ينددون ويستنكرون ويحذرون من مغبة التسرع في توجيه الاتهامات "المعلبة" أو السعي للتوظيف السياسي للدم الجديد المراق.
الجرائم السابقة هي التي حرّكت ما بات يعرف بـ"ثورة الأرز" ، هي التي أخرجت السوريين من لبنان ، ومنحت المعارضة السابقة غالبية حاسمة (14 آذار) وهي التي أسست لسلسلة قرارات مجلس الأمن الدولي بخصوص سوريا والسلاح والفلسطينيين والرئاسة والاستحقاق وغيرها ، وهي التي أخرجت المحكمة الدولية تحت الفصل السابع من الميثاق ، وهي التي ربما ستفضي إلى تدويل وسط بيروت وحدوده مع سوريا ، بعد أن نجح القرار 1701 في تدويل الجنوب والحدود مع إسرائيل ، وهي التي قد تمهد لانتخاب رئيس جديد للبنان تحت الفصل السابع من الميثاق ، ومن ضمن جماعة 14 آذار وفي مواجهة مع سوريا وحلفائها.
هذا ما يريده المحافظون الجدد في واشنطن ، وأصدقاؤهم الأقرب والأكثر تطرفا في إطار ائتلاف 14 آذار ، وهذا ما يثير قلق بعض اللبنانيين ، ليس من المعارضة فحسب بل ومن تيار المستقبل كذلك ، الذي يعد تجسيدا وامتدادا للنفوذ السعودي في لبنان ، وقد كان لافتا أن السعودية تتبنى مقاربة أكثر حذرا وتحفظا في الآونة الأخيرة بعيدة عن نظرية "المغامرة غير المحسوبة" التي أطلقتها في أثناء حرب الصيف الماضي ، فالمملكة تدعو لرئيس توافقي وهي تؤيد مبادرة نبيه بري - المحسوب على بيت الأسد - وهي تريد للاستحقاق أن يجري في موعده وبغالبية الثلثين ، وهي حذرة حيال التدويل الذي انتعش وراج بشكل خاص بعد جريمة اغتيال النائب الكتائبي. إن القائمة الطويلة للمستفيدين من الجريمة الأخيرة ، تؤشر ربما للجهات التي قد تكون ضالعة في الجريمة أو متواطئة مع القتلة أو ساعية في توظيفها وقطف نتائجها...وهي ذاتها القائمة التي تضم أجهزة أمنية وقوى لبنانية ، تربط بين ملف لبنان الداخلي والتحضيرات الجارية للمواجهة الأمريكية - الإيرانية ، هي ذاتها القائمة التي تريد لساكن بعبدا الجديد أن يكون جزءا من الحلف المناهض لسوريا وإيران على مستوى الإقليم ، ولحزب الله على المستوى الداخلي. وربما لهذا السبب ، لم تؤخذ الاتهامات لسوريا هذه المرة على محمل الجد ، خصوصا بعد أن ذهبت اتهامات سابقة أدراج الرياح خصوصا في جريمة اغتيال النائب ـ الوزير بيير الجميّل ، الذي ثبت تورط فتح الإسلام في اغتياله ، وربما لهذا السبب تحفظ الرئيس أمين الجميل وحزب الكتائب الذي ينتمي إليه النائب المغدور في امتطاء صهوة الموجة التي امتطاها جنبلاط - جعجع على وجه التحديد.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد