صحيفة السوسنة الأردنية

وفاء مطالقة - على الرغم من ان مسألة التداوي والابتعاد عن المخاطر هي قضية فطرية عند الانسان حث عليها الاسلام واكد في اكثر من موضع عليها , الا ان البعض يرى ان رفض التداوي وقبول المرض هو صبر جميل يحتسب عند الله تعالى وعليه تحمل الابتلاء من الله تعالى كما هو .

(ام سليم ) رفضت تناول علاجات لالم اصابها في المفاصل منذ اكثر من 7 سنوات , وامتد ليصل الى عظام الظهر والكتفين , ثم اصيبت بالم في المعدة واضطرابات في عمل البنكرياس ادى الى تذبذب في نسبة السكر في الدم لديها بحسب قول ابنها سليم لوكالة الانباء الاردنية .

واضاف انه وقبل اشهر قليلة اصيبت والدته بفشل كلوي اضطرت معه الى اجراء غسيل كلوي مرتين في الاسبوع مبينا انها لم تعمل على اجراء غسيل كلوي الا مرتين اثنتين فقط وذلك رغبة منها في كسب الاجر على تحمل الابتلاء والمرض بحسب اعتقادها حيث دخلت بعد ذلك في غيبوبة نتيجة هبوط عام في وظائف الجسم توفيت على اثره .

استاذ الحديث الشريف في كلية الشريعة في الجامعة الاردنية الدكتور محمود الشديفات قال ان الانسان بامتناعه عن تناول الدواء يكون آثما ً لقوله تعالى في الاية 195 من سورة البقرة "{ ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة }".

وقال ان ترك الدواء يخالف مقاصد الشريعة الاسلامية التي جاءت للحفاظ على النفس البشرية من ازهاق الروح او اتلاف عضو من اعضائها مشيرا الى قول الرسول عليه الصلاة والسلام :" ما انزل الله من داء الا وجعل له دواء , فتداوا عباد الله . "

وبين انه يحرم على الانسان الامتناع عن تناول الدواء سواء ادى الامتناع عنه الى وفاته او الى فقدان عضو من اعضائه .

واشار الى ان الرسول الكريم وفي مرض وفاته كانت تاتيه الاعراب فيصفون له الدواء فيستخدمه حتى ان عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها برعت بالطب نتيجة معرفتها بما وصفه الاعراب من دواء لرسول الله عليه الصلاة والسلام .

مطران اللاتين في الاردن سليم الصايغ اكد ان رفض تلقي العلاج هو على طريق المؤدي الى الانتحار وبالتالي هذا مرفوض دينيا واجتماعيا .

وقال ان الحياة هبة من الله والواجب الحفاظ عليها بامانة وبدون استهتار باي عضو في جسم الانسان .

واضاف ان من يرفض تلقي العلاج هو بالتاكيد مريض نفسيا يتوجب علاجه مشيرا الى دور الاهل باقناع المريض لان الانسان خليقة ربنا وعليه المحافظة على نفسه وصحته لان جسمه امانة عنده من الله .

رئيس القسم الباطني في كلية الطب بالجامعة الاردنية اختصاصي الامراض الصدرية الدكتور نذير عبيدات قال ان مسألة رفض تلقي العلاج تحدث غالبا عند كبار السن من المرضى وخاصة اذا تعلق الامر باجراء عملية جراحية وتحديدا اذا تعلق الامر بتلقي العلاج الكيماوي موضحا ان هؤلاء المرضى يقيسون ما تبقى لهم من العمر بنوعية الحياة التي سيعيشونها .

وشدد على اهمية دور الطبيب المعالج في اقناع المريض والتعامل معه بطريقة تحترم تفكيره ورأيه مبينا انه لا بد بالنهاية من ان يكون المريض راضيا عن طريقة العلاج التي يتلقاها .