الدعوة لـ الملكية الدستورية خيانة وطنية/ بقلم - عصام المجالي

mainThumb

05-03-2009 12:00 AM

ما نقلته جريدة "العرب اليوم" حول نائب أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي الدكتور ارحيل غرايبة مبادرة "تأسيس جبهة وطنية موسعة لتحويل الأردن إلى ملكية دستورية" أمام باحثين يمثلون مؤسسات أهلية أمريكية تعد جريمة تحت بند "الخيانة الوطنية"، إذا ما ثبت أن الخبر دقيقا.

هذه الدعوة التي تبنتها الحركة الإسلامية وبدأت بالترويج لها محليا وعالميا هي انقلاب على الثوابت الوطنية الأردنية، وانقلاب على الدستور وإجماع الأردنيين على قيادة الهاشميين لا تقل خطورتها عن محاولة انقلاب عسكري.

ثمة شكوك بدأت تعصف بمصداقية الولاء الوطني للحركة الإسلامية الأردنية، وهي شكوك مبررة، لا يمكن تفاديها إلا بمراجعة نقدية صارمة لمرتكزات وثوابت العقل الحركي ذاته، ونقد لكل المرتكزات الفكرية المسؤولة عن إنتاج قيم الولاء.

قوة وعمق الولاء الديني لجماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسي حزب جبهة العمل الإسلامي الذي يصل حد تهميش الوطن واستباحة مقدساته، من خلال الاستقواء على الوطن بالتحالف مع القوى السياسية العالمية التي طالما اعتبرتها الحركة قوى غاشمة ومؤيدة للحركة الصهيونية وإسرائيل، هي عمالة للخارج على حساب الأردن.

يقول خبير معروف في تحليله لمفهوم الولاء لدى الحركة الإسلامية "الوطن في نظر الحركات الإسلامية كغيره من البلدان يخضع لمقاييس دينية لا وطنية، فهو أما دار حرب أو دار إسلام، ولا يتقدم ولاء الوطن على ولاء الدين حينما يتقاطعا أو يتصادما. بل العكس دار الحرب ارض مستباحة، لا تتمتع بحصانة، ولا قيمة، ولا يجوز موالاتها، وإنما الولاء الحقيقي لدار الإسلام فقط، فلا مانع إمام الفرد الحركي حينئذ أن يكون عميلا لصالح بلد آخر على حساب بلده، لا مانع أن يتجسس على وطنه وشعبه لصالح وطن وشعب آخر، لا مانع الإطاحة بحكومته لصالح حكومة أخرى، لا مانع الإخلال بالأمن لأجل امن بلد آخر، لا مانع بضرب مصالح وطنه الاقتصادية والحيوية من اجل إضعافه أمام البلد الآخر.

وهذا اخطر ما في المسألة. فكيف يمكن الاطمئنان لحركة إسلامية داخل السلطة أو خارجها، وهي تحمل بين جنبيها ولاء مضادا لولاء الوطن، أو أنها تكن بولائها إلى بلد آخر، وحكومة أخرى؟".

اعتقد جازما أن على الحركة الإسلامية في الأردن أن تتعظ مما تواجهه حركة الإخوان المسلمين في عدد من الدول العربية، وعلى هذه الحركة أن تعلم أن مساحة الحرية التي تتمتع بها في الأردن هي نتاج مكرمة هاشمية، كما أن مؤسسات الدولة المختلفة والقوى الشعبية الوطنية مطالبة بالتحرك الآن لوأد هذه الخيانة

. Majali9@gmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد