عصابة تدخل لوكرها اطفالا للتسول بعد استدراجهم لعالم الادمان

mainThumb

02-11-2008 12:00 AM

سهير جرادات- امتهن "التسول" بعد ان ارغم على ممارسته من قبل "زعيم عصابة " تختار اطفال الشوارع ليكونوا ضمن شبكتها فكان واحدا من ضحاياها .
تقول الضحية"الاولى" / 14/ عاما الذي كان احد ضحايا العصابة ، "هددني بعد ان اغتصبني ، ليرغمني على ممارسة التسول واعطائه المبلغ الذي اجمعه في نهاية النهار مقابل توفيره لي مكانا للايواء والطعام والشراب " .
هذه الضحية التي لم تجد الا الشارع حضنا لها للهروب من البيت وظلم الاب الذي لا يلتفت لابنائه بقدر ما يهتم بتعدد زوجاته تقول لوكالة الانباء الاردنية " كنت اتجرع المهانة والذل من رئيس "عصابة" المتسولين ، ولا أجرؤ على رفض دفع "الغلة" له يوميا ، انا اخاف منه فهو يوفر لي الحماية والمنام واذا رفضت تسليمه "الغلة" التي ينفقها على الخمر يهددني بالقتل".
يتحدث وتبدو عليه الحسرة مما وصل اليه حاله " لم اتوقف عند مد يدي الى الناس على الاشارات الضوئية فقط ، فقد علمني "زعيم" المتسولين شم مادتي "التنر والاغو" الحارقتين ويزودني باحتياجاتي منها لابقى في حالة من الهلوسة والضياع" .
"الضحية الاولى كانت ضمن مجموعة متسولين ضبطتها الحملة التي نظمتها وزارة التنمية الاجتماعية مؤخرا بهدف مكافحة ظاهرة التسول والتشرد , هذه المجموعة كانت تستغل الاطفال المشردين الذين يعيشون بلا مأوى على هامش الحياة ضمن اسر مفككة لا تكترث بهم ، ويعانون من اضطرابات نفسية وسلوكية جراء العذاب الذي يتجرعونه على ايدي ذويهم " بحسب مدير برنامج مكافحة التسول والتشرد في وزارة التنمية الاجتماعية خالد الرواشدة .
يقول الرواشدة " افراد العصابة يسيطرون على هؤلاء الاطفال الذين يقعون بين ايديهم ويستغلونهم ابشع استغلال مقابل توفير المأوى والغذاء لهم ".
ضبطت الحملة منذ بداية العام الحالي وحتي نهاية شهر تشرين الاول الماضي 1500 متسول ، غالبيتهم من النساء ، 95 % منهم يمتهنون التسول رغم انهم ليسوا فقراء ولا تنطبق على 35 % منهم تعليمات الحصول على معونة شهرية كون دخولهم الشهرية وممتلكاتهم لا تضعهم بفئة الفقراء وفقا للرواشدة .
وفي متابعة لهذه الحالات وبالذات الاطفال الذين وقعوا ضحية الاستغلال والتفكك الاسري فان وزارة التنمية الاجتماعية ، اعدت دراسة اجتماعية حسب ما يؤكد الرواشدة ،شملت اربعة اطفال تتراوح اعمارهم بين ( 7-15) عاما هم تحت سيطرة وادارة ستة شبان من اصحاب السوابق ما زالوا طليقين احرارا .
ويتابع .. ولابعادهم عن شرك اصحاب السوابق والاستغلال فقد تم ايداع اثنين من الاطفال في مراكز الايواء التابعة للوزارة في خطوة تهدف الى وقف عملية استغلالهم ، فيما الطفلان الاخران اللذان يتعاطيان المخدرات هما شقيقان ،وشقيقهما الاكبر احد افراد العصابة التي اوقعتهم في "مخلبها " ، وقد تم تحويلهما الى محكمة الاحداث , وبعد ان حصلا على حكم حماية ورعاية تم ايداعهما في احد مراكز الرعاية لعلاجهما من الادمان لمدة تصل الى خمس سنوات اضافة الى توفير التعليم الاكاديمي لهما .
يوضح الرواشدة ان افراد العصابة يحملون الات حادة ك" الامواس " وغيرها وكانوا يوفرون التنقلات للاطفال ويغيرون اماكن وجودهم كل اقل من ساعة ، تجنبا من القاء القبض عليهم ولهم اساليبهم لتوفير الحماية للافراد بحيث يبقى احدهم في مكان ليس ببعيد لاعطاء ضحاياهم اشارة عند احساسهم او معرفتهم بوجود حملة ، كذلك يقومون بقذف سيارات الحملات بالحجارة لنشر الفوضى لحين تمكن الاطفال من الهرب.
يرفض "الضحية الثانية" 15 عاما ، العودة الى بيت اهله الذي هرب منه لظلم والده ،الذي دفعه الى الشارع وامتهان التسول واجبره على ترك المدرسة ويقول " هربت من ظلم الاب لاقع بظلم اعظم "، فقد كان والدي يطردني من المنزل اذا لم تعجبه "الغلة" , وعندما رفضت ان اكون ضحية في الشارع وعرضة للاستغلال بكل اشكاله المادية والجسدية فقد بلّغ " افراد العصابة" عني مفتشي الحملة لابعد عن طريقهم ".
بكلمات تتجرع على مضض ظلم الاهل والشارع ، يؤكد الضحية الثانية بعد تجربته في عالم التسول " سارفض الاثنين معا ،العودة الى بيت اهلي الذي اراه اسوأ من الشارع الذي كان يأويني والعودة الى التسول , الان اريد ان اعتمد على نفسي وابحث عن فرصة عمل اعتاش منها ".
ويقول " بعد ان دخلت الى مركز الايواء لم اتعرض الى الاستغلال من احد ، فالجميع يخدمني ,لا احد يهددني او يضربني وهم يقدمون لي الغذاء والايواء "مجانا .
استطاع برنامج حملة مكافحة التسول ان يوفر (200 ) فرصة عمل لعدد من المتسولين الذين كانوا يمتهنون التسول للحاجة ، في مهن عديدة منهم من اصبح عاملا في الحدائق او "عامل وطن" في امانة عمان الكبرى، بحسب الرواشدة ./ بترا /



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد