مخاوف من تجدد أزمة التمدد الشيعي بعد تصريحات التسخيري بليبيا

mainThumb

30-10-2008 12:00 AM

أثارت تصريحات مؤيدة لفكرة الدولة الفاطمية الجديدة، أدلى بها المرجع الشيعي الإيراني آية الله محمد علي التسخيري رئيس مجمع التقريب بين المذاهب في طهران، مخاوف من إعادة الجدل بشأن اتهامات وجهها العلامة الشيخ يوسف القرضاوي في الأسابيع الماضية لإيران بالتمدد المذهبي في البلاد الخالصة للمذهب السني.

ولفتت مصادر في "الدوحة" إلى أن موقع الشيخ القرضاوي تجاهل مداخلة التسخيري -نائبه في الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين - التي أيد فيها دعوة القذافي لإنشاء الدولة الفاطمية الثانية، وذلك في المؤتمر الذي نظمته جمعية الدعوة الإسلامية العالمية بعنوان "الدعوة عند الله الإسلام" وختم أعماله اليوم "الخميس" 30-10-2008 في العاصمة الليبية "طرابلس" في حين أبرز قوله "إن الخلاف مع القرضاوي سحابة صيف لن تعود".

ونقل عنه موقع القرضاوي قوله "إذا كانت هناك بعض الإشكاليات، فنحن سنتحدث فيها بكل صراحة في جلساتنا المشتركة، ولذلك نعتبر ما حدث مع الشيخ القرضاوي هو مجرد سحابة صيف مضت إلى غبر رجعة".

وأكد أن إيران ترحب بزيارة القرضاوي في أي وقت، وقال: "إنها بلده دائما ولا يمكن أن تكون غير ذلك".
واعتبرت المصادر في حديث لـ"العربية.نت" نشر جزء كبير من كلام الشيخ التسخيري بشكل بارز في موقع القرضاوي، وتجاهل كلامه عن الدولة الفاطمية، بمثابة قطع طريق على أي إثارة إعلامية جديدة في الموضوع، خصوصا أن هناك اتفاقا جرى تدشينه في مؤتمر علماء المسلمين الذي عقد مؤخرا في الدوحة، بأن تصفية الخلافات يجب أن تتم في جلسات العلماء وليس عبر وسائل الإعلام.

وأشارت إلى تركيز موقع القرضاوي في عرضه لتصريحات التسخيري بالعاصمة الليبية على أن "اجتماع مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي عقد منتصف أكتوبر الجاري بالعاصمة القطرية الدوحة، شهد توافقا حول الملف السني – الشيعي".

كما أشار إلى أن البيان الختامي للاجتماع عكس تأييدا لمطالب القرضاوي، حيث أكد أهمية وحدة الأمة الإسلامية بشتى مذاهبها، مطالبا في هذا الشأن بوجوب احترام أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وعدم الطعن فيهم والكف عن أي محاولة للتبشير المذهبي. كما دعا البيان إيران إلى معاقبة وكالة أنباء "مهر" الإيرانية لإساءتها للعلامة الشيخ القرضاوي.

وظهرت نبرة الحرص على عدم العودة بالأزمة إلى المربع الأول، في كلام د.محمد سليم العوا الأمين العام لاتحاد علماء المسلمين ردا على تساؤل طرحته عليه "العربية.نت" بخصوص ما يمكن أن تثيره تصريحات الدولة الفاطمية من هواجس التمدد الشيعي.

وفضل د.العوا التريث في الوقت الحالي قائلا "إنه لكي يتكلم لابد أن يقرأ البحث" الذي قدمه إلى المؤتمر الباحث المصري د.على أبو الخير حول الدولة الفاطمية.

وأضاف: "أنصح بألا نفتح باب فتنة جديدة كالتي حصلت في الأسبوعين الماضيين من غير أن نعرف تفاصيل الموضوع. لهذا لا استطيع التكلم في هذه القصة حاليا". مشيرا إلى أنه ربما قصد الباحث "الدولة التي تجمع السنة والشيعة، بهدف ترسيخ الوحدة الاسلامية باعتبار أن السيدة فاطمة هي محل إجماع المسلمين".

لكنه توقع أن "تستغل بعض المواقع المتشددة تصريحات التسخيري استغلالا فظيعا".
في الإطار نفسه تحدث الكاتب الاسلامي فهمي هويدي، وهو أيضا عضو في مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، فقال لـ"العربية.نت" إن الشيخ التسخيري "تحدث عن مسألة تاريخية، فإيران كانت في الأصل دولة سنية ولم تتشيع إلا في القرن السادس عشر، "والتاريخ حمال أوجه، يقرأ من عدة صور. وعمليا أنا لا أرى فيما قاله شيئا جارحا، وأحسن الظن به".

وأوضح أنه "يمكن النظر إلى فكرة الدولة الفاطمية بقراءة سياسية تهدف إلى دولة الوحدة الاسلامية التي نشأت في الزمن الفاطمي، والقذافي عندما دعا لتلك الدولة تبنى الموقف السياسي وليس المذهبي، ونحن نفهم ذلك لكونه زعيما سنيا".

وأشار هويدي إلى ما وصفه بالتباس حاصل حاليا في معنى التشيع "والأدق أن هناك تشيعا سياسيا، كتأييدنا لحزب الله، وهذا لا يندرج في التشيع المذهبي الذي نرفضه".

واعتبر أن أزمة تصريح القرضاوي عن التمدد الشيعي "ساكتة حاليا ولا يغذيها إلا الكتابات المتشددة في بعض المواقع، لكن الأطراف المعنية نفسها لم تعد تتكلم في الموضوع، وأنا شخصيا كتبت عمودين في البداية وتوقفت، أي لا توجد تداعيات ظاهرة".

وحول مدى اقتناع الشيخ القرضاوي بالتوقف عن اثارة قضية التمدد الشيعي في هذا الوقت، قال هويدي: "الشيخ مقتنع أن هذا الموضوع ينبغي أن يظل مفتوحا في كل وقت، لكن الكلام الذي رجوته فيه، ألا يثار على صعيد الاعلام، وله أن يتناوله في مجلس أو مؤتمر أو ندوة، وقد تكلمنا بالفعل سابقا في ذلك، ولكن ليس عبر الجرائد، وأظن أنه ملتزم بهذا حتى الآن".

وبشأنه ما كتبته إحدى الصحف المصرية الحكومية عن دور لعبته د.أسماء بن قادة زوجة الشيخ القرضاوي في هذه الأزمة، وصف الكاتب هويدي ذلك أنه "قلة أدب وشرشحة. هذا كلام قهاوي، وعيب أن يكتب. كلنا ناقشنا الشيخ في موقفه وأفكاره، أما وضعه العائلي فلكل منا خصوصياته".

وقال: في اجتماع الدوحة مثلا قال الشيخ القرضاوي كلاما رد عليه الشيخ التسخيري وقال له أنا أقبل رأسك وقدرك. نعم اختلفنا معه، لكن هذا شئ وإفساد العلاقة شئ آخر، وترجيح مقامه والتطرق لحياته الخاصة خطوط حمراء لا ينبغي لأي حوار محترم أن يتطرق إليها.

وعن فصل السلطات الايرانية للصحافي الذي وجه انتقادات حادة للقرضاوي في وكالة "مهر" شبه الرسمية قال هويدي: "أنا تمنيت على الشيخ أن يعفو عنه، فهو شاب عراقي كردي تحمس وكتب وأخطأ، لكن لا فائدة يجنيها أحد من فصله، لأن أسرته تضررت".  / العربية نت /



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد