موقف اردغان وموقف امين جامعة العربان / بقلم الدكتور احمد عويدي العبادي

mainThumb

31-01-2009 12:00 AM

الموقف العربي الاسلامي الوطني الاصيل الذي وقفه السيد رجب طيب اردغان رئيس الوزراء التركي موقف, ياتي في مقدمة المواقف المشرفة التاريخية والشجاعة وهي تمثل الاقدام النقي لرجل ابت عليه مروءته ودينه وكرامته وشرفه ان يسمع الاهانات والاتهامات التي يكيلها رئيس وزراء الكيان الصهيوني الارهابي شمعون بيرس لاهلنا في غزة العزة

لم يطق هذا الرجل العظيم الكريم الشهم ان يسمع الاكاذيب والتي ( للاسف الشديد ) استمرأ واستطاب سماعها ( بنفس الجلسة ) مايسمى بامين جامعة الدول العربية , والذي يبدو ان الدم العربي الابي قد تجمد في عروقه , بسبب تغير المناخ للكرة الارضية , والمناخ السياسي للزعامات العربية ؟؟؟

انتقل هذا الدم العربي الحر الكريم من امين جامعة العربان ومن حضر من هؤلاء الاعراب والعربان ( ولا اقول العرب ) , اقول انتقل من هؤلاء الى السيد رجب طيب اردغان الذي مثل كرامة الامة الحية , وذكرنا بقوة القادة المسلمين ورفضهم المهانة والذلة واكتسب بذلك محبة الناس له ولبلاده وعرض نفسه للمؤامرات الصهيونية القادمة

ولكن يا للاسف والحسرة فقد مثل امين جامعة العربان مهانة الامة في اسوأ احوالها وكانه لازال يعيش حالة التردي والموت , بل وكانه مع من هم في القبور الذي لا يسمعون النداء والاستغاثة , ولا ينفعهم اللوم .

بل يبدو انه لا علم له ان غزة العزة قد اخذت بايدي الامة العربية والاسلامية والامم الحرة من السبات الى الحياة . وبالتالي فان مايسمى بامين جامعة العربان لم يرتقي الى مستوى ماوصل اليه المواطن العربي الغلبان من الوعي والشجاعة . واذا كان يحترم نفسه فعليه ان يستقيل ويترك هذا الامر فهو ليس اهلا له , ولم يعد صالحا للاستعمال السياسي , وشتان ما بين اردغان وبين امين جامعة العربان . بين الكرامة والمهانة , بين العزة والذلة بين الانفة وبين الانوف الممرغة بالاوحال والاذلال

هلا قال امين جامعة العربان كلاما وطنيا وحقيقيا مثلما قال السيد التركي رجب طيب اردغان؟ لماذا لم يدافع امين العربان عن المقاومة الاسلامية الوطنية حماس وسائر فصائل المقاومة ؟ ولماذا لم يدافع عن اطفال غزة والشهداء ؟ ام انه جاء فقط للابتسام للكاميرات بعد التهام الفرائس؟ هل تحولت الجامعة الى تكية لمن يهمه فقط فقع التصريحات, والظهور امام الكاميرات ؟ ولا يشفي غليل الامة بموقف مشرف ولو مرة واحدة بالعمر ؟ وانما فقط يشفي غليل بعض الزعامات العربانية على حساب دماء اهل غزة؟ ياللعار والشنار يا امين الجامعة التي صارت رمز الفرقة والشتات ورمز الهزيمة والممات ورمز الضياع ؟؟؟

وبهذه المناسبة لا بد من القول ان بريطانيا العظمى هي من انشأ الجامعة العربية عام 1945 , اي بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ,و كانت تهدف من انشائها الى تكريس الفرقة والشتات وتعدد الكيانات الاقليمية العربية وتمزيق الشعور القومي العربي الذي كان في اوجه , ضمن مبدا فرق تسد وجعلت كل قطر دولة ذات كيان وسيادة وبالتالي زادت من فرقة العرب وهو ما ينفذه امين جامعة العربان , وهو لا يرقى الى مستوى الشعور القومي لابطال مثل الرؤساء شافيز وموراليس واردغان

في هذا السياق نستذكر كلمة شهيرة للاميرة البريطانية الراحلة ديانا التي سئلت ذات يوم انها ( بطلاقها ) قد فقدت نصيبها من ان تكون ملكة لبريطانيا عندم يصبح زوجها ( السابق الذي طلقها ) العهد الامير تشارلز ملكا بعد امه الملكة اليزابيث

فردت بعبارة شهيرة, قالت فيها : انني معني ان يكون لي ( اي لديانا ) عرش من المحبة في قلوب البريطانيين , وبني الانسانية وبالفعل كان لها ذلك ولا زال

واليوم نقول ان السيد رجب طيب اردغان والرئيس الفنزويلي العظيم هوغو شافيز والرئيس البوليفي موراليس , ليسوا بحاجة الى كراس خشبية او حديدية او مخملية ( سمها ماشئت ) يجلسون عليها عند العرب والمسلمين وهم لا ينافسون ايا من زعامات الاعراب والعربان الذين يستطيبون الجلوس على هذه الكراسي باي ثمن , ولكن هؤلاء الزعماء اخذوا مكانتهم في تاريخ الرجولة والصدق والشحاعة والفروسية ( والقومية العربية والمشاعر الاسلامية ) , وجلسوا على عرش القلوب لدى الناس من الامتين العربية والاسلامية والامم الحرة بكل محبة وعفوية وصدق , وهو ماتحقق بدون صناديق اقتراع وصرنا نقف اجلالا واحتراما لهؤلاء الرؤساء ولشعوبهم التي انتخبتهم ولاعلام دولهم ولمواطنيهم ونسال الله لهم طول العمر والنصر على جميع الاعداء

فلو ان انتخابات جرت على الطريقة العربية الرسمية , فان زعامات العربان بما فيهم امين جامعة العربان سيفوزون ب 99% كما هي العادة وسيفشل الرؤساء الثلاثة شافيز واردغان وموراليس بسالب صفر ؟؟؟؟ .

ولكن لو ان الاستفتاء كان بحسب مافي القلوب فان زعامات العربان والاعراب لن يكون لهم مكان في القلوب اطلاقا الا من رحم ربك وقليل ماهم , وسيجد الاستفتاء الحقيقي الحر ان هذه القلوب مليئة باحترام ومحبة وتقدير الرؤساء الثلاثة الفنزويلي والبوليفي والتركي وان لكل واحد منهم عرش في قلوب غالبية الامم الحرة والباحثة عن الحرية .

يا للعار على امين جامعة العربان كيف لا يرقى الى مستوى الموقف التركي ؟ او الفنزويلي او البوليفي ؟ كيف يقبل سماع رئيس الارهاب الصهيوني الارهابي شمعون بيريس يتحدث ضد اهلنا واخوتنا في غزة والمقاومة الوطنية الفلسطينية , ويعتبر قتل الاطفال انه عمل انساني ؟ وكيف يقبل امين جامعة العربان ان يكتفي بالسلام على السيد رجب طيب اردغان ؟ ولماذا لم ينسحب كما فعل الرئيس التركي ؟ بل كيف سيشعر الامين العرباني هذا , اذا عرف ان كل عربي حر راى او سمع بما حدث قرر ان يقلد الزيدي بما فعله ضد الرئيس الهالك بوش , ولكن هذه المرة فان الاحرار يريدون ضربها باتجاه من يسمى امين جامعة العربان ؟

لقد انتهت صلاحيات جامعة العربان ولو انها تحولت الى شق في بيت شعر وقهوة ودلال لكانت اقل تكلفة واكثر فاعلية واكثر اصالة وشهامة واقدر على حل المشاكل

تحية للرؤساء الثلاثة واما امين جامعة العربان وبعض حكومات العربان فانها لم يعد لها مكان في القلوب وفي النهاية فان الذي هو ادوم هو محبة القلوب كما قالت الاميرة الراحلة ديانا



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد