أم هليل .. لجأت للعيش بخيمة واولادها التسعة .. فاشتعلت بها النار وخطفت أصغرهم

mainThumb

25-11-2007 12:00 AM

السوسنة - عندما يصبح الفقر سببا لضياع الأبناء يتحول الى واقع مؤلم قادرا على تحويل الحياة لعذاب حقيقي وعندما تفقد ( أم ) احد أبنائها بسبب الفقر الذي دفعها للسكن في خيمة وإشعال نار لتدفئة أطفالها يصبح فقرا لاسعا لا يطفىء نار فقدانها لأحد أبنائها أي شيء بالحياة .
قصة ( أم هليل ) تختصر معاني الفقر والالم و العذاب، فهي الام التي فقدت زوجها قبل عشرين يوما بسب مرضه بعد ان كان المعيل الوحيد لأسرته المكونة من تسعة أفراد . فبموته ترك زوجته وأطفاله لا يجدون من يدفع لهم أجرة المنزل الذي يعيشون به فتم طردهم من المنزل بسبب الفقر و العجز عن إيجاد من يسدد عنهم اجار البيت . وتبعا لمصادر في وزارة التنمية الاجتماعية التي تابعت قضية ام هليل فان الاسرة التي فقدت الاب لم تجد مكانا لها سوى خيمة اقامتها في احدى المناطق في المفرق حيث كانت تعيش في منزلها .
فاوجدت الخيمة لتكون بديلا عن المنزل فاين ستذهب ام بابنائها بعد وفاة الاب و الزوج وتركهم دون أي معيل قادر على تسديد التزاماتهم المالية التي كانت ستقف بينهم وبين ترك المنزل و اللجوء لخيمة ؟؟؟
لم تقتصر قصة أم هليل على ايجاد خيمة ونقل أطفالها لها بل امتدت لتكون هذه الخيمة سببا في فقدانها احد ابنائها البالغ من العمر ( 12 ) عاما .
أم هليل قامت قبل أسبوعين باشعال نار لتدفئة أبنائها الذين يعيشون في العراء ويكتوون بالبرد الذي تسلل إلى أجسامهم ونال منهم.... وقد نامت الام هي وأبناؤها دون ان تطفىء النار التي أوقدتها مما تسبب في حريق الخيمة وقد تمكنت ام هليل هي وابناؤها من الهروب باستثناء احد ابنائها الذي نسيته نائما داخل الخيمة . وعندما تذكرته حاولت العودة لكن الخيمة وبداخلها الطفل قد احترقت وباحتراقها اشعلت قلب الام التي اكتوت بنار موت الزوج وخروجها من منزلها وبنار فقدانها لاحد ابنائها وهي التي حاولت تدفئتهم من برد وقسوة لم تكن تعتقد انها ستعيش بها في يوم من الايام
وزارة التنيمة الاجتماعية قامت بمساعدة هذه الاسرة ( المنكوبة ) حيث عملت بطلب من وزيرها السابق - الدكتور سليمان الطروانة - باستجئار منزل لهذه الاسرة على نفقة الوزارة وتامين العديد من المساعدات المالية والعينيية لها من مواد غذائية وصوبات وحرامات لتدفئة ابنائها .
مديرة التعاون الدولي و الاتصال ومديرة مكتب وزير التنمية الاجتماعية زين سحيمات اشارت لوضع الاسرة المؤلم الذي بدا بفقدان الاب ومرورا بانتقالهم للعيش في خيمة نتيجة فقرهم وعدم تمكنهم من تسديد اجار المنزل وانتهاء بالمهم الكبير بوفاة طفلهم نتيجة حرقه داخل الخيمة .
واوضحت سحيمات ان الوزارة سعت لمساعدة الاسرة تقديرا لوضعها المؤلم مشيرة في ذات الوقت الى ان المنزل الذي استأجرتة الوزارة للأسرة هو منزل مؤقت جاء بايعاز من وزير التنمية الاجتماعية السابق الدكتور سليمان الطروانة . مؤكدة على اهمية مساعدة هذه الاسرة ومبادرة احدى الجهات الساعية للخير و تقديم المساعدة لتامين منزل دائم لام هليل وابنائها خاصة بعد ان فقدت احد ابنائها وعم وجود معيل للأسرة .
ويذكر ان الاسرة كانت تتلقى معونة من صندوق المعونة الوطنية الا انه تم خلال الفترة الماضية ايقافها بسبب تشكل قناعة لدى الصندوق بان هذه السيدة تقوم بتحصيل دخل اضافي نتيجة بيعها ملابس تقوم بشرائها من دولة مجاورة .
الا ان مصادر الوزارة تؤكد على انه تم اعادة المعونة للاسرة بعد التأكد من أوضاعها السيئة فكيف يمكن إن تفترش هذه الأسرة بعد وفاة المعيل لهم خيمة في العراء وهناك دخل يؤهلهم لاستجار غرفة واحدة على الأقل تبعدهم عن هذا العذاب الذي أدى إلى فقدان احد أفراد الأسرة وهو طفل في الثانية عشرة من عمره نام قرب النار التي عملت على تدفئته ولم يصحو لان النار قد تمكنت منه وعملت على تدفئته للأبد .
السكن بالخيم له طقوس لم تتمكن هذه الام ان تتعرف على هذه الطقوس التي لم تعتاد عليها فادت الى فقدانها احد ابنائها الذي احترق امامها ولم تستطع ان تفعل شيئاً؟.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد