مسرحية شوكولاطا السورية في افتتاح ايام قرطاج المسرحية

mainThumb

01-12-2007 12:00 AM

السوسنة - عرضت المسرحية السورية "شوكولاطا" لفرقة المسرح القومي السوري مساء الجمعة في افتتاح الدورة الثالثة عشرة لايام قرطاج المسرحية وهي تتناول مشاكل الشباب العربي مثل التفكك الاسري والمخدرات. وجرى حفل افتتاح المهرجان العربي الافريقي في المسرح البلدي في العاصمة التونسية بحضور وزير الثقافة والمحافظة على التراث محمد العزيز ابن عاشور وعدد من فناني الدول المشاركة.

لكن الحفل سجل غيابا لافتا للمسرحيين التونسيين على خلفية قرار الهيئة المنظمة للتظاهرة حذف المسابقة الرسمية للمهرجان الذي دأب على توزيع جوائز مهمة في ختام فعالياته.

وتكشف المسرحية التي حازت جائزة افضل عرض مسرحي خلال الدورة الاخيرة لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في ايلول/سبتمبر الماضي ما في داخل ستة شبان وما يشغلهم من هموم وخيبات بلغة جسدية معبرة عن حالات انسانية تقع ضحية لواقع اجتماعي مرير وسط تشكيل سينوغرافي خال من الديكورات الضخمة.

وعلى مدى 65 دقيقة تتداول الشخصيات في سرد المشاكل التي يتخبط فيها الشباب العربي مثل التفكك الاسري والمخدرات والشذوذ الجنسي الذي لا يزال طي الكتمان.

والى جانب التمثيل المسرحي وظفت مخرجة العمل رغدا الشعراني اساليب اخرى مثل التصوير السينمائي والرقص الفولكلوري الشامي والرقص العصري.

وشارك في التمثيل شادي مقرش وكامل نجمة ومروان ابو شاهين وعلاء الزعبي جابر جوخدار ووليد عبود.

وفي نهاية العرض الذي استقبل بتصفيق حار قالت رئيسة فرقة مدينة تونس للمسرح منى نورالدين "ان العرض نجح في شد انتباه المتفرجين لما اتسم به من جمالية و بساطة وتناسق في حركات الشبان" مشيرة الى "ضرورة الاهتمام بالمسرح الشاب امل المستقبل".

وهذا ما قاله الممثل التونسي بوعبدلي الذي اكد ان "العرض شبابي لكنه قوي وصادق".

من ناحيتها اشادت الشابة سهى من الحضور بالمسرحية ووصفتها "بالمرآة الصافية التي نرى من خلالها انفسنا فنقف عند هواجسنا في محاولة لتجاوزها دون عنف".

غير ان الصحافي حبيب عبد الهادي راى ان "العمل عادي لا يرتقي الى مستوى ابداعي متميز علاوة على الاطالة التي تتحول في بعض الاحيان الى نوع من الهذيان".

وتستمر ايام قرطاج المسرحية التي تحمل هذا العام شعار "ارادة الحياة من الشابي الى درويش" وتحتفي بمسرح "الكفاح" تسعة ايام وتعرض خلالها 47 مسرحية من 16 دولة عربية وافريقية واجنبية في امكنة متعددة في العاصمة التونسية.

واوضح محمد دريس مدير الايام ان اختيار هذا المحور "هو تعبير عن ضرورة تحدي الموت بالفن الراقي في بلدان تشهد تفككا وغياب ادنى شروط الاستقرار".

واضاف "هناك من يؤمن بان الفن صفة من صفات الكفاح لذلك ستكون مسارح العراق وفلسطين ولبنان حاضرة بامتياز معنا" في هذه التظاهرة التي تنظم كل سنتين بالتداول مع ايام قرطاج السينمائية.

ومن المسرحيات المشاركة "حظر التجوال" وحلم في بغداد" من العراق و"النشيد" من لبنان و"كلام سري" من مصر و"توقف" من ليبيا و"لغة لامهات" من الجزائر" وخمسون" من تونس التي اثارت جدلا واسعا خلال عروضها السابقة.

وسيكرم المهرجان رواد المسرح من تونس وخارجها كما سيحتفي بالشاعر الفلسطيني محمود درويش الذي سيقدم امسية شعرية ضمن فعاليات المهرجان.

ولن تكون هناك مسابقة او جوائز للاعمال المسرحية المعروضة في التظاهرة.

وقبل ايام من افتتاح التظاهرة اثير جدل واسع في تونس اثر اعلان الغاء المسابقة الرسمية.

وقال دريس "المسرح ليس سباقا للخيل فيه رهان على من يصل الاول". واضاف "الغاية الاساسية لهذه الدورة التاسيس لعلاقة جديدة بين المبدعين والمنظمين والجمهور المتلقي مبنية على الحوار واكتشاف الاخر وتبادل الخبرات".

وهذا ما قاله مدير مركز الفنون الدرامية بالكاف (شمال) معز حمزة "ان تنوع الاعمال المسرحية المشاركة في التظاهرة تجعل من الصعب وربما من المستحيل تفضيل واحدة عن الاخرى" واقترح "منح شهادة تقدير للمبدع حتى يشبع غروره الفني لان المشاركة في التظاهرة هي جائزة وتتويج في حد ذاتها".

في المقابل شدد مدير المركز الوطني للفنون الدرامية في صفاقس (جنوب) صابر الحامي على ان "الجوائز تحفز المبدعين على العطاء ومزيد الاجتهاد".

ويتضمن المهرجان الذي يختتم في الثامن من كانون لاول/ديسمبر بعرض جدارية للمسرح الوطني الفلسطيني نشاطات اخرى من بينها عدة حفلات موسيقية وورش تدريب في المسرح ولقاءات بين محترفين وهواة بهدف السعي الى انجاز مشاريع مشتركة.

وتعد ايام قرطاج المسرحية اعرق المهرجانات العربية والافريقية التي شهدت منذ انطلاقتها عام 1964 حضور اسماء ادبية وفكرية وفنية كبيرة من بينها اميل حبيبي وجبرا ابراهيم جبرا وادوارد خراط.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد